الرئيسية / مقالات / أفول ثورات الشيعة ودولهم

أفول ثورات الشيعة ودولهم

السيمر / فيينا / الاثنين 22 . 08 . 2022

الشيخ حسن عطوان

ايها الأحبة ..

معظم الثورات ..
وهكذا الدول الشيعية التي قامت عبر التاريخ
 ..
كالدولة الإدريسية التي حكمت في المغرب بين عامي ( 172 _ 308 هج ) ،
والدولة العلوية التي حكمت في شمال ايران ، بين عامي ( 250 _  316 هج ) ،
والدولة البويهية ، التي تأسست في شيراز ثم توسعت الى بغداد ، وحكمت بين عامي ( 333 _ 446 هج ) ،
والدولة الحمدانية التي حكمت في الموصل وحلب وشمال بلاد الشام ، بين عامي ( 293 _  392 هج ) ،
ثم الدولة الفاطمية التي حكمت في مصر والمغرب العربي وبلاد الشام والحجاز ، بين عامي ( 286  _567 هج ) .
وغيرها من الدول .
وهكذا كثير من الثورات الشيعية ..
فرغم كل التضحيات التي قدّمها الشيعة قرابين بين يدي تلك الثورات والدول ،
وبغض النظر عن القصور والتقصير فيها ..
فإنّها خسرت الصراع ..
لا لقوة خصومها ..
او لبطلان مبادئها ..
بل انهارت لعامل داخلي مهم ،
عاشته تلك الدول والثورات ألا وهو :
(الخلاف والإنقسام الداخليين بشأن الثورة والدولة) ..
 ولعل الكثير من ذلك يبدأ بحسن الظن بالعدو ، والركون الى وعوده الكاذبة وإغواءاته الشيطانية ..
 وكأن الشيعة عبر التاريخ يحنّون الى عهود القهر والظلم او ينسونها بسرعة ..
فيصدقون بكلام عدوهم ..
ويغترون بوعوده ..
فيتخاذلون ويضعفون ..
فيرجع العدو لقهرهم ..
ثم يقول قائلهم :
” ياليت ظلم بني مروان دام لنا
وياليت عدل بني العباس في النار ” !!
 وهكذا ..
يُظلمون ويُقهرون فتُملأ بهم السجون ..
وتملّ منهم أعواد المشانق ..
وتُنتهك منهم الحرمات ..
فيثورون ..
ويقدمون التضحيات الجسام ..
فيخسرون غالباً ..
وتُعلق أجساد قادة ثوراتهم شهوراً ..
وتُهدم بيوتهم ..
وتُقطع لقمة عيشهم ..
وقد ينتصرون في أحيان قليلة ..
 لكنهم في الحالتين ..
حالة الثورة او الدولة ..
بدلاً من أنّ يركزوا على عدوهم المتربص بهم ينشغلون في نزاعات فيما بينهم ..
وتلهيهم جزئيات ..
تاركين العدو يخطط للإنقضاض عليهم ..
” سليمان بن صُرُد ” ام ” المختار ” !!؟؟
هل يملك زيد بن علي شرعية لثورته ام لا !!؟؟
هل يحكم العراق أحد زعمائها المحليين  ام نستورد ملكاً من الحجاز !!؟؟
هل يجوز تأسيس حزب إسلامي لمحاربة مثل صدام أم لا !!؟؟
وهل وهل وهل !!؟؟
فيتفرقون ويضعفون ..
والعدو يخطط متربصاً !
ثم يغترون بوعود مثل ” آل الزبير “
فيتركون قائدهم ويُسَلّمون لعدوهم
فيُذبح منهم سبعة الآف !
حتى قال قائل من الأعداء :
” لو كان هذا العدد خِرافاً مِلْكَاً ل آل الزبير لكان ذبحه إسرافاً ” .
 أيها الشيعة ..
توجد نواقص ، بل يوجد فساد ..
يوجد قصور وتقصير ، نعم بلاريب .
توجد أخطاء بل خطايا جوهرية في النظام السياسي الحالي ، نعم وألف نعم ..
فطالبوا بحقوقكم ..
وارفضوا الفساد والفاسدين ..
ولكن ارجعوا الى عقلائكم ،
وتشاوروا معهم للوصول الى طرقِ رفضٍ لما هو قائم ، وآليات إصلاح ناجعة ..
ولاتسمحوا لعدوكم أنْ يقلبها عليكم ..
فلعدوكم أغراض غير ماتستهدفونه ..
وله نوايا غير ما في قلوبكم ..
 عندما يتولى عدونا مرة اخرى ..
وهو مع الأسف حاصل _ عاجلا أو آجلاً _ إنْ بقينا على هذا الحال من الإنقسام والشخصنة في إدارة الخلاف ..
فلن يسلم منه شيعي سواء أكان
مع النظام السياسي الحالي أو ضده ..
اسلامياً كان او غيره ..
متديناً كان او غيره ..
في الحنانة او في الخضراء !
او في عشوائيات الفقراء ..
 وسيكون شعارهم الازلي:
” لاتُبقوا لأهل هذا البيت من باقية ” .
 أنا هنا عندما أوجه خطابي للشيعة
فلست طائفياً ..
ولا أعني أبداً إقصاء الآخرين ..
لكني اعرف أنَّ الشيعي لم ولن يذبح أخاه الآخر ” سنيا ” كان ، او حتى غير مسلم ..
 بخلاف الآخر ..
فقد جربناه عهوداً بل قروناً ..
بمجرد أنْ يعلو الآخر كرسي السلطة
يوغل فينا ذبحاً وتهجيرا وسجناً وتعذيباً .
الشيعة ليس فقط لايستأصلون أحداً ..
بل يتنازلون وتنازلوا لذبّاحيهم ..
وشاركوهم الحكم والسلطة ..
بينما في زمن حكومتهم الغابر ..
حتى أبسط المواقع في أبسط قضاء وناحية ..
لابد أنْ تكون لابن ” تكريت ” !
ومَن والاها !
مع بعض الشيعة الذين لايزيدون على عدد أصابع الكف الواحدة ..
في محاولة لتزيين الصورة القبيحة بهم …
والحال أنّهم ليسوا بأكثر من خَدَم وعبيد لصبيان ” العوجة ” !
العدو يُعَوّل على أننا بلا ذاكرة ..
وأنا هنا أذَكّر
لعل قومي ينتبهون ..

اترك تعليقاً