الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / كلمة السيد نصر الله باحتفال يوم شهيد حزب الله في 11-11-2022

كلمة السيد نصر الله باحتفال يوم شهيد حزب الله في 11-11-2022

السيمر / فيينا / الجمعة 11 . 11 . 2022 —— السيد نصر الله: أمريكا اللعنة والطاعون والوباء تمنع المساعدة عن لبنان.. ونريد رئيسًا لا يطعن المقاومة بظهرها.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

أُرحب بكم جميعاً في إحتفالنا المُبارك هذا، للأهل والأحبة والإخوة والأخوات، حيث يجتمعون في الهرمل، في بعلبك، في رياق، في المعيصرة،في دير قانون النهر، في النبطية، في بنت جبيل، وهنا في الضاحية في مجمع سيد الشهداء (عليه السلام).

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته مُجدداً.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم ” وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ”، وفي آيةٍ أخرى ” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، ويقول تعالى ” وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ، وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ”.

في هذه الآيات الكريمة يتجلى كرم الله سبحانه وتعالى وجوده وعطاءه، الله سبحانه وتعالى هو الذي ‏يهبنا الأنفس، وهو الذي يعطينا المال، ثم يقول لنا بيعوني هذه الأنفس وبيعوني هذا المال، ولكم في ‏مقابل هذا البيع الجنة، وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر،  ‏تصوروا مثلا إذا أردنا أن نضرب مثلاً ماديا مثلاً أنت ليس لديك شيء، يأتي واحد غني معه أموال ‏طائلة مثلا، يهبك بيت يعطيك اياه هدية، بيت فيلا الذي تُريده، ثم يقول لك تعال وبعني هذا البيت الذي ‏وهبتك اياه، بيعني اياه الآن نضرب مثل والأمثلة تضرب ولا تقاس، بيعني اياه بمليار دولار، هو ‏أعطاك البيت وأنت ليس لديك شيء.‏

شوي يقول لك هذا البيت الذي أعطيتك إياه بيعني إياه بمليار دولار، كم سيقول الناس عن هذا ‏الواهب وهذا الغني وهذا المشتري أنه كريم ومعطاء.‏

الله سبحانه وتعالى يَهب ويُعطي ثم يمتدح من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ثم يقبل هذا البيع ‏ويفي ببيعه لهؤلاء المؤمننين الذين قدموا أنفسهم وأموالهم.‏

أيها الإخوة والأخوات في كل عام في 11-11 من كل عام نلتقي وإياكم في يوم الشهيد، المناسبة ‏للتذكير 11-11 هو اليوم الذي اقتحم فيه أمير الاستشهاديين أحمد قصير مبنى الحاكم العسكري ‏الإسرائيلي في صور ودمره تدميراً كاملاً، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على مئة ضابط وجندي ‏إسرائيلي في دقيقة واحدة أو في ساعة واحدة، هذه العملية التي هزت كيان العدو كُنا دائماً نقول ‏أنها فتحت عصر العمليات الاستشهادية، هذا النوع من العمليات الاستشهادية في مواجهة المحتل ‏الاسرائيلي للبنان، ولكنها أيضاً في الحقيقة أسست للتحرير الأول وفي مرحلته الأولى عندما أجبر ‏العدو على الإنسحاب بعد سنوات قليلة، بعد أقل من ثلاث سنوات على العملية أو ما يقارب ثلاث ‏سنوات من بيروت والضواحي وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي وراشيا، البداية بدأت من ‏هنا العدو هذه العملية مثلت للعدو صدمة هائلة ومثلت مفاجئة عظيمة لم يكن يتوقعها على ‏الإطلاق، كل حسابات العدو في عام 1982 أنه سيبقى في الجنوب، سيتعايش معه اللبنانيون في ‏مختلف المناطق وخصوصا في الجنوب، وستكون سنوات من الهدوء والأمن والاستقرار وبقاء ‏الاحتلال، الآن لا نريد العودة لذاك التاريخ الكل يعرف أن هكذا كانت حسابات العدو بالاستفادة من ‏الأوضاع الداخلية والحروب الداخلية والانقسامات الداخلية والتعب الداخلي واليأس الداخلي والملل ‏الداخلي ولا داعي للعودة لفتح تلك الدفاتر.‏

عندما اقتحم أحمد قصير مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور وأدت العملية إلى هذا الحجم ‏الهائل من الخسائر الذي ليس له سابقة، وهذه العملية التي ليس لها مثيل، صدم العدو، لم يكن فقط ‏الذي يتهاوى هو مبنى الحاكم العسكري الاسرائيلي، الذي تهاوى في 11-11 كل المخطط ‏الاسرائيلي كل الآمال الاسرائيلية كل الأحلام الاسرائيلية في إدخال لبنان في العصر الاسرائيلي ‏وإلى الأبد، هذه أهمية هذه الانطلاقة وهذه العملية العظيمة التي أسست كما قلت للتحرير الأول ‏وخصوصا في مرحلته الأولى.‏

وبعدها بدأ العدو يعُيد حساباته وبدأ يفكر ويخطط للانسحاب والخروج، كنا دائما نقول في كل عام ‏هي العملية الأضخم في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تأتي ‏عملية أضخم منها وأعظم منها وأكبر منها، وهذا ما نأمله ونتطلع إليه دائما على يد الفلسطينيين، أو ‏على يد اللبنانيين، على يد أي مقاوم في جبهة المقاومة لهذا الكيان الغاصب والمحتل.‏

هذا اليوم وهذه المناسبة العظيمة والمهمة اتخذها حزب الله يوماً لشهيده، كما يفعل كثيرون ممن ‏يحترمون شهداءهم، يعملون يوم للشهيد، يوم الشهيد يعني هو يوم كل الشهداء ليس يوم نوع خاص ‏من الشهداء، هو يوم الشهداء القادة، الشهداء العلماء، الشهداء الاستشهاديين، الشهداء الشهداء ‏الشهداء من كل العناوين ومن كل الحيثيات التي يمكن أن ينتسب إليها هذا الشهيد قبل شهادته.‏

إذاً هذا يوم لكل شهداءنا، طبعا نحن نتحدث عن شهداء حزب الله وإن كنا نعتبر أن كل شهيد في أي ‏حركة مقاومة وفصيل مقاومة في لبنان، في فلسطين، أي شهيد في محور المقاومة في سوريا، في ‏اليمن، في العراق، في إيران، في البحرين في كل المنطقة هم شهداءنا هم اخوتنا هم أحباءنا هم ‏اعزاءنا، لكن بطبيعة الحال الترتيبات التنظيمية تفترض ان نخصص للشهداء الذين ينتمون إلى ‏حركتنا إلى اطارنا الإيماني الجهادي هذا هذه المناسبة بالتحديد، هي فرصة سنوية للقاء عوائل ‏الشهداء أيضا وللحديث في محضر الشهداء، وهم يطلون علينا من عليائهم، لأنهم الأحياء الأحياء حقا ‏الأحياء الأحياء الأحياء، وهذه شهادة الله سبحانه وتعالى لهم، أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، بل هم الأحياء ‏الحقيقيون، هذه المناسبة في كل عام نلتقي فيها عوائل الشهداء، ينضم إلينا في هذا العام لأن هذا ‏يوم الشهيد في الأربعين ربيعا، يعني خلال 40 عاما نحن اليوم نحتفي بيوم شهدائنا خلال 40 عاما، ‏أيضا ينضم إلينا هنا في احتفالاتنا هذه بشكل خاص عائلات كريمة وشريفة من اخواننا وأخواتنا ‏الذين توفاهم الله خلال ال40 عاما، ممن أعطوا كل وقتهم نحن نسميهم متعاقدين ومتفرغين وما ‏بعرف ماذا، أعطوا كل وقتهم وكل عمرهم وكل حياتهم وكل شبابهم لمسيرة المقاومة، كان فيهم ‏العلماء الكبار والعلماء المؤسسون، الآن لن ندخل بالأسماء، كان فيهم قادة كبار في المقاومة، كان ‏فيهم كوادر ومجاهدون وعاملون وعاملات ومضحون ومضحيات ولطالما حملوا دماءهم على ‏الأكف وحضروا في الميادين وفي الجبهات، ولكن شاء الله سبحانه وتعالى لهم ان يرتحلوا عن هذه ‏الدنيا بغير قتل، بالمرض، بالكورونا، بالأمراض المعروفة، بالظروف والأحداث التي تحصل، هؤلاء ‏الأخوة هؤلاء الأخوات وهذه العئلات الشريفة أيضا في فهمنا في ثقافتنا أن هؤلاء الذين آمنوا بهذا ‏الطريق وعملوا في هذا الطريق ومضوا في هذا الطريق، ولطالما حملوا دماءهم على الأكف وكانوا ‏عشاق شهادة أنهم ان شاء الله في مرتبة الشهداء ودرجة الشهداء.‏

أيها الإخوة والأخوات اليوم في يوم الشهيد وفي الأربعين ربيعا، يعني هذه المسيرة لم تتوقف عن ‏عطاء الشهداء منذ 40 عاما لا المسيرة ولا أهلها ولا الآباء ولا الأمهات.‏

نحن نعتقد بعد الله سبحانه وتعالى أن الفضل في وجود هؤلاء الشهداء واستمرار مسيرة الشهداء ‏يعود إلى الأباء والأمهات إلى العائلات الكريمة والشريفة والمؤمنة والمجاهدة، التي ربّت ابناءها ‏وبناتها على هذا الإيمان وعلى هذه الثقافة وعلى هذا الطريق وعلى هذه الأهداف وعلى هذه ‏الروحية.‏

كثيرون كان بامكانهم والحياة مفتوحة أمامهم، لأننا نتحدث عن الشباب أعتقد وأنا لا ابالغ إن قلت ‏ان 98 بالمئة من الشهداء الذين نتحدث عنهم هم شباب 18 و19 و20 و21 و22 و23، حتى قادتنا ‏الشهداء السيد عباس 40 سنة شاب يعني، الشيخ راغب 31 سنة، وهكذا شباب لكن الاغلبية ‏الساحقة في العشرينات في الثلاثينات.‏

كان يُمكن لكثيرين من شباب أي بلد أن يذهبوا إلى حياتهم الشخصية إلى اغراضهم الشخصية إلى ‏مصالحهم الشخصية، ولا يتحملوا مسؤولية من هذا النوع، ولا يحضرون في ساحات الخطر والقتال ‏والدماء والموت والخوف، ولكنهم فعلوا، هؤلاء ما كانوا ليحضروا في كل هذه الساحات لولا هذا ‏الإيمان وهذه الثقافة وهذه الروحية التي ربّاها عليهم آباءهم وأمهاتهم.‏

نحن في مسيرتنا نعتقد أيضا بأهمية ان الآباء والأمهات شجعوا أبناءهم وبناتهم على الالتحاق بهذا ‏الطريق، وشجعوا شبابهم على الذهاب إلى الجبهات، هذا له قيمة معنوية وأخلاقية وقيمة شرعية ‏خاصة، لأن رضا الوالدين عن ولدهم عندما يقوم بأي عمل، وخصوصا إذا لحق به أدعيتهم الكريمة ‏والمباركة، هذا له تأثير عظيم.

 هناك عائلات بالحد الأدنى لم تمنع أولادها من أن تلتحق في جبهات ‏القتال ولكن هناك عائلات كثيرة شجعت ودفعت أولادها وألبستهم لامة الحرب، كما فعلت تلك الأم ‏الزينبية في كربلاء، التي ألبست ولدهها الشاب الصغير في السن لامة حربه، وكما كانت تفعل ‏الاخت مع أخيها، هذا له قيمة تربوية، وروحية، وثقافية عالية جدا عندنا.‏

وهذه العائلات الشريفة عندما استشهد عزيزها صبرت واحتسبته عند الله سبحانه وتعالى، وافتخرت ‏به واعتزت به ورفعت رأسها به وايضا حفظت أمانته، هنا أتحدث عن اللآباء عن الأمهات، وعن ‏الزوجات زوجات الشهداء وأبناء الشهداء وبنات الشهداء، كل هؤلاء الذين حملوا هذا العبء الثقيل ‏في فقد هذا الحبيب والعزيز والمعيل، والعائلات كلها تعرف ماذا يعني أن تفقد ولدها أو أن تفقد ‏الزوجة زوجها أو أن يفقد الإبن أو البنت أباها، هذا العبء حملوه، أيضا صبروا واحتسبوا وثبتوا، ‏وفوق ذلك كله حفظوا أمانة الشهداء وحفظوا وصية الشهداء، لأن وصية الشهداء وأمانة الشهداء ‏كانت دائما هي مواصلة الطريق، هي مواصلة الطريق حتى النصر حتى تحقيق الأهداف التي ‏استشهد من أجلها هؤلاء، ولذلك نجد أن أبناء هؤلاء الشهداء بل احفاد هؤلاء الشهداء هم الآن رجال ‏ومقاومون ومقاتلون وكوادر وقادة في المقاومة، هذا أعلى تعبير عن حفظ الأمانة وعن حفظ ‏الوصية.‏

أيضا مجتمعنا تعاطى بلياقة عالية مع هذه الظاهرة بإيجابية باحترام شديد، وهذا أيضا كان مهم، ‏مجتمعنا وعوائل الشهداء وكلنا يجب أن ننعلم ونحن نعلم وهذه من مميزات وخصوصيات ‏مسيرتنا أيضا، نحن نعلم أهمية وقيمة هؤلاء الشهداء وقيمة دماء هؤلاء الشهداء وقيمة تضحيات ‏هؤلاء الشهداء، نحن هنا لا نتحدث فقط عن الشهداء عند شهادتهم، كل شهيد له مرحلتان: المرحلة ‏الأولى جهاده عندما إنتمى إلى المقاومة وحمل رايتها وآمن بها وأعطاها شبابه وزهرة شبابه ‏وأعطاها عمره وحياته ودمه ووقته وجهده، وفي هذه المرحلة جاهد وضحى وتعب وسهر وحضر ‏وخطط وقاتل، لأنه بالنهاية الدم هو نتيجة، هو نهاية مطاف لهذا الشهيد، هو خاتمة حسنة، هو وسام إلهي لهذا  ‏المسار من الجهاد والتضحيات والاخلاص لله سبحانه وتعالى، والحب ‏لأهله وشعبه ووطنه ومقدساته.

 اذا نحن نقدر جهادهم وتضحياتهم وما ‏فعلوه من أجلنا من اجل مقدساتنا، من أجل اوطاننا وشعوبنا وحريتنا ‏وكرامتنا وأمننا، وأيضاً المرحلة الثانية هي مرحلة الاستشهاد، الخاتمة ‏الحسنة، العاقبة العظيمة، التي عنوانها فزت ورب الكعبة، انها ‏الشهادة، نحن نعلم قيمة هذه الشهادة وقيمة هؤلاء الشهداء، هذا العلم ‏والمعرفة مهمة جداً، عندما ننسب اليهم ما نحن فيه من انتصارات ومن ‏أوضاع وعنفوان وقوة ومنعة وعزة وكرامة، في لبنان الذي اجتاحة ‏العدو الاسرائيلي سنة 1982 وقتل واسر وجرح ودمر واعتقل وأهان ‏وأذل وهتك ونهب، وأراد ان يبتلع هذا الوطن، لبنان اليومأ اين؟ والعدو ‏الصهيوني في مواجهة لبنان أين؟ نحن نقول انه بعد الله سبحانه وتعالى ‏ببركة هؤلاء الشهداء، هذه المعرفة مهمة، لأن الجحود والانكار ‏والتغاضي والتجاهل له آثار نفسية وله آثار إجتماعية وسياسية وأمنية ‏خطيرة، عندما نتجاهل عنصر القوة الحقيقي ونفقده سوف نُصبح ‏ضعفاء، عندما نتجاهل الاسباب التي أدت الى التحرير والى الحرية ‏والكرامة والقوة والمنعة ونتسامح فيها سوف تسقط اسباب القوة ‏ونُصبح ضعفاء وأذلاء، ومُعرضين للإحتلال واللجوء والعدوان ‏والمهانة والمذلة، وعندما نعرف هذه القيمة نشكرها، وشكرها في ‏حفظها، حفظ أهلها وعوائلهم وتضحياتهم ووصيتهم ومواصلة ‏الطريق، أيها الاخوة والاخوات عندما نقف ايضا قليلا مع شهدائنا ‏ونرسم لهم خريطة، نحن شهداؤنا كلهم معروفون ومُعلنون، لكن بعض ‏شهدائنا ما زالوا مفقودي الاثر مفقودي الأجساد، لم نتمكن من استعادة ‏اجسادهم، بعضهم ما زال في حوزة العدو الاسرائيلي في يده، وهو ‏يتنكر لوجودهم، وبعضهم ما زال في بعض ساحات القتال التي ‏خُضناها في السنوات الماضية في سورية، ايضا لدينا أخوة مفقودون ‏لعلهم شهداء ولعلهم أحياء، ويحتاج أمرهم الى حسم مع الوقت، انا هنا ‏اود ان اقول للعائلات الكريمة والشريفة للشهداء المفقودي الأثر، يعني ‏اجسادهم مفقودة أما شهادتهم فمعلومة، ولعوائل الأخوة الذين ما زال ‏مصيرهم مجهولاً، ونُسميهم مفقودي الاثر بمعنى هل هم أحياء أم هم ‏شهداء، نحن طبعا نقدر مشاعر هذه العائلات، نعرف ما قيمة بالنسبة ‏لمفقودي الاجساد ان يكون للشهيد جسد وقبر ومزار في قريته او بلدته ‏او مدينته او مزار الشهداء، وايضا بالنسبة للعوائل المنتظرة مصير ‏ابنائها، هذا امر نُتابعه بكل دقة بشكل يومي أنا وإخواني، وأنا أقول ‏لكم أنا شخصيا  اتابع هذا الملف وبالأسماء وبالتفاصيل مع كل الاخوة ‏المعنيين، وإن شاء الله نحن كما أننا قوم لا نترك أسرانا في السجون، ‏ايضا لن نترك أجساد شهدائنا، نعمل في الليل والنهار لنعيد اجساد ‏شهدائنا ولنحسم مصير اخواننا، إذا كانوا مفقودين، شهداؤنا من كل ‏المناطق اللبنانية، شهداؤنا من  كل الشرائح والفئات والعناوين، من ‏كل الأعمار، من الرجال والنساء، طبعا الاغلبية الساحقة هم من ‏الشباب، هناك شهداء في الجو وشهداء في البحر والاغلبية الساحقة ‏طبعا من الشهداء في البر، لكن من الملفت في شهدائنا وهي النقطة ‏الاخيرة التي أقف عندها في ذكرى الشهداء، عندما نرى عائلات شهيدة، ‏يعني الزوج والزوجة والاولاد كامل العائلة، انا قلت أنني لا أُريد ان أدخل ‏بالأسماء حتى لا نذكر اسماء ونترك أسماء، أو زوج وزوجة بدون ‏اولاد، اخ واخوة، شهيدان وثلاثة واربعة من بيت واحد، كل الشباب ‏في عائلة شهداء، مثلا ثلاثة في البيت وكلهم شهداء، اربعة في البيت ‏وكلهم شهداء، لكن الذي اريد ان اقف عنده، هو الابن والاب والجد، ‏يعني لدينا حالات عديدة الشاب شهيد وهو ابن شهيد يعني ابوه شهيد ‏وجده شهيد، اين اهمية هذا الموضوع؟ اهميته تحدي الأجيال، معركة ‏الأجيال، هذه هي الأهمية، هنا نقطة القوة، نحن هنا لا نتكلم في يوم الشهيد ‏عن تاريخ شهداء، وانما نتحدث عن تاريخ شهداء وحاضر شهداء ‏ومستقبل شهداء، نتحدث عن مقاومة مستمرة، نتحدث عن أجيال ‏يواصل بعضهم مع بعض كتفا الى كتف الاب والابن والجد والحفيد، ‏ويسلم الشهيد الراية لإبنه والابن للحفيد وهكذا…، هذه نقطة مهمة جدا، ‏العدو عادة في الواقع الحالي عندما نتحدث عن الهيمنة الاميركية ‏والاحتلال الاميركي في المنطقة وععندما نتحدث عن كيان العدو الصهيوني عندما يحصل ‏احتلال كما حصل مع  لبنان في سنة 1982 او مثل اي ثورة تحصل في العالم او اي مقاومة ‏تنطلق في العالم، الجيل الاول معلوم، جيل لديه حماسة عالية وبصيرة ‏كبيرة واستعداد عالي لتحمل الصعوبات، يتحرك في ظروف قاسية ‏بإمكانيات متواضعة ولكن بعزم هائل، البعض يفترض ان الجيل الثاني قد ‏يكون أقل، طبعا تعرفون أنه علميا عندما يقولون الجيل والفرق بين الجيل ‏والآخر يوجد اراء متعددة، لكن انا أقصد بالجيل اي الاب والجيل الثاني اي ‏الابناء والجيل الثالث الاحفاد، علينا ان نبني على هكذا مصطلح او ‏فهم، يقولون الجيل الثاني عادة لأنه يكون متأثر جدا بالجيل الاول ويعيش ‏معه، فأيضا يحمل من حماسته ومن عزمه ومن ايمانه الشيء الكثير، ‏ولكن قد لا يماثله في كل المواصفات، خصوصا في الهمة وخصوصا ‏اذا تراجع مستوى  التحدي، يُراهنون على الجيل الثالث، ان الجيل ‏الثالث يترك ويتخلى اما لان النصر قد تحقق وانجز وان كانت ‏المعركة لم تنتهي، يراهنون ان الجيل الاول والجيل الثاني في النهاية ‏سيكبرون ويمتد بهم العمر وتشغلهم الحياة والقضايا الاجتماعية ‏والمعيشية ويتعبون ويملون، طبيعي، الانسان يكبرويزهق ويمل، الرهان على ‏الجيل الثالث، ولذلك هم دائما كانوا يعملون على استهداف الجيل ‏الثالث، نكون نحن ما زلنا نشتغل على الجيل الاول والثاني وغافلين عن جيلنا ‏الثالث، وهم يشتغلون عليه، ما يجري في مجتمعاتنا في العالم العربي ‏والاسلامي ولبنان جزء منه، من مخططات لإفساد الشباب والشابات ‏عبر ثقافة التفاهة وثقافة الميوعة والترويج للإنفلات الاخلاقي والتحلل ‏الاخلاقي والاجتماعي والتفكك الأسري والمثلية التي تعمل الولايات ‏المحتدة الاميركية مع كل دول العالم على ادخالها في المناهج ‏التربوية، وفي لبنان يجب ان نظل مفتحين أذنينا وأعيننا جيدا، في ‏بعض الدول العربية والاسلامية طُلب منها ان تُدخل هذا، وهذا موجود وهناك ‏وثائق له في وزارة الخارجية الاميركية، ترويج المخدرات، الاستفادة ‏من ثورة الاتصالات، اليوم في الماضي كان الاب والام ينتبهون على ‏ابنتهم وعلى ابنهم، انه المجلة والتلفزيون وعلى اي قناة يفتح ‏واين يجلس واين يذهب، اليوم الموضوع انتهى، اليوم كل واحد يوجد في ‏جيبه، الصبي الصغير وببركة الكورونا والدرس على الاونلاين، لكل ولد اصبح في ‏منزله يوجد تلفون صغير بستطيع ان يدخل من خلاله الى كل شيء، ‏هذا خطيرة جدا، هذا تهديد هائل، في معركة الجيل الثالث انا اشير ‏إلى هذا الامر لأقول يجب ان نتحمل المسؤولية، ولكن حتى الآن هم ‏خسروا في معركة الجيل الثالث عندنا، والدليل مسيرتنا، والدليل ‏شهداؤنا ونحن نتحدث في يوم الشهيد، في العشر سنوات الماضية ‏قضى من إخواننا عدد كبير من الشهداء وكلهم شباب، كلهم من ابناء ‏واحفاد شهداء الجيل الاول، وهذه علامة ممتازة، اننا لم نفقد شبابنا، ‏ولن نفقد ابناءنا  ولم نفقد أحفادنا، وانهم ما زالوا يحملون هذا الايمان وهذه ‏الثقافة وهذا الفكر ويرفعون هذه الراية، ويتنافسون صدقوني خلال ‏العشر سنوات الماضية في بعض الجبهات التي شاركنا فيها، كانوا ‏يتنافسون على الذهاب الى الجبهات، هؤلاء الشباب الذين قد تشاهدونهم ‏احيانا في بعض المناسبات او في الطرقات او المدارس ولا تفهمون ‏حقيقة ايمانهم واندفاعهم، هذه نقطة القوة.

 هذا ايضا اليوم ما فاجأ ‏العدو في فلسطين المحتلة، ما فاجأه في الضفة الغربية والقدس، وما ‏فاجأه في غزة وفي كل فلسطين، كان يُراهن على تعب الاجيال الاولى، ‏وعلى تيه الاجيال المتأخرة، تيه، أنه خلص لماذا يقعد ليفكر، يقعد ‏على الانترنت ليل نهار وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ليل النهار ‏ويذهب الى اشباع رغباته وشهواته، لان هذه هي الثقافة الغربية التي ‏يريدون لنا ان ننتمي اليها، فوجأوا بهؤلاء الشباب وبهذه الصبايا في ‏فلسطين المحتلة، امثال الشهيد عدي التميمي الذي اصبح رمزا ‏واخوانه واسماء كثيرة، كل يوم يوجد اسماء يمكن ان تضعها منيرة ‏مشرقة الى جانب اسم عدي التميمي، وهذا ما يعترف به العدو انه ‏فوجىء، هو الآن فوجىء كما فوجىء في 11-11-1982 عندما راهن ‏على تعب اللبنانيين ففاجأه أحمد قصير، واليوم راهن على تعب ‏الفلسطينيين ففاجأه عدي التميمي وأخوة عدي التميمي، وأنا أقول لهم ‏لاميركا ولإسرائيل وللمحتلين لا تراهنوا على هذا الجيل وعلى ‏الاجيال القادمة، الاجيال الحالية والاجيال القادمة ستحمل نفس الايمان ‏والعزم والروحية وستمضي بقوة، طبعا نحن مسؤوليتنا جميعا، ‏مسؤوليات الاباء والامهات والعلماء والمعلمين في المدارس والمربين ‏والمهتمين بالشأن العام، أن تبقى عيونهم مفتوحة ومسؤولياتهم كبيرة ‏عن هذا الجيل، أن لا نتركه لا للإعلام الغربي ولا لإعلام الفساد ولا ‏للمخدرات ولا للتيه ولا للضياع، المسؤولية اليوم على العائلات ‏الشريفة والكريمة أكبر بكثير من أي وقت مضى، حقيقة اليوم نعيش ‏زمن أكثر من اي وقت مضى القابض على دينه كالقابض على الجمر.

 ‏من مناسبة يوم الشهيد أدخل الى بعض العناوين السياسية وذات صلة ‏بالمقاومة، اتكلم بثلاث عناوين باختصار في الوقت الباقي، الانتخابات ‏السرائيلية ، الانتخابات الاميركية، موضوع الرئاسة في لبنان، ‏انتخابات رئاسة الجمهورية.

 في الانتخابات الاسرائيلية، الكثير قالوا أنه ‏جاء اليمين المتطرف وانه جاء نتنياهو وما تأثيرات هذا؟ اولا بالنسبة ‏الى لبنان، بالنسبة الينا بحسب فهمنا وثقافتنا لا يفرق، كله مثل بعضه، ‏كله أسوأ من بعضه، الحكومات التي تعاقبت على الكيان الغاصب من ‏أول حكومة من زمن بن غوريون الى اليوم كلها حكومات مجرمة ‏وارهابية وغاصبة ومحتلة وقاسية ولا تملك شيئا من القيم الاخلاقية ‏والانسانية، يضحكون علينا وعلى شعوبنا فيقولون لك معتدل ومتطرف، ‏ويمين ويسار، بالحد الادنى في لبنان نعرف ان اغلب الحروب التي ‏شُنت على لبنان والمعارك الكبرى التي خيضت مع لبنان كانت في ‏زمن من يسمونه بالمعتدلين في حكومات العدو، يعني حزب العمل، ‏اسحاق رابين وشيمون بيريز ولا اعرف من، لكن بالنسبة لنا هذا لا يقدم ‏ولا يؤخر شيئاً على الاطلاق نهائيا، نعم في داخل فلسطين المحتلة ‏واعود للموضوع اللبناني في هذه النقطة، في داخل فلسطين المحتلة هذ ‏الانتخابات لها تداعياتها وآثارها التي يجب ان تُتابع على مجتمع العدو ‏الذي يعاني من الانقسامات الحادة، هذه ستزيد من الانقسامات الحادة، وعلى ‏مستقبل هذا الكيان من خلال خياراته التي سيذهب  اليها، وخصوصا اذا سَلّم بعض ‏المسؤوليات الحساسة عنده ليس الى متطرفين لانهم كلهم متطرفون، ‏وانما اذا سلمها الى حمقى، والحمقى سيودون به، الحمقى لا يخيفوننا، ‏لدينا حديث مضمونه يقول أنه الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى، ‏عندما يأتي عدو أحمق نحن لا نخاف منه، بل نعتبر ان هذا بشارة ‏نهاية هذا العدو وارتباك هذا العدو وهزيمته، قد يكون للإنتخابات هذه ‏انعكاس على مستوى التصعيد والمواجهة داخل فلسطين المحتلة، وهذه ‏ايضا ستعجل في نهاية هذا الكيان، أما فيما يتعلق بلبنان، فلبنان الذي ‏يحميه هو الله ومعادلة القوة القائمة في لبنان، معادلة الجيش والشعب ‏والمقاومة، عندما نكون أقوياء، هذا العدو سواء كان يمين او يسار، يمين ‏وسط او يمين متطرف هو يفهم القوة ولغة القوة ويعمل حساب للقوة ‏وليس لأي شي آخر، وبالتالي الأمر لا يتغير بالنسبة الينا ايا يكن رئيس ‏حكومة العدو أو وزير حرب العدو أو وزير امن العدو، بالنسبة لنا قوتنا ‏الحقيقية تكمن هنا، وايضا فيما يتعلق بموضوع الحدود البحرية ‏واستخراج النفط والغاز وعمل الشركات كما حصل الإتفاق مؤخرا، ‏نحن لا نعتقد الآن  كل المؤشرات تقول انه لن يكون هناك جو ‏انسحاب او إلغاء لهذا الاتفاق، وان كان نتنياهو اعلن ذلك في زمن ‏الانتخابات، هو كل اليوم على كل حال له حساباته، ولكن بالنسبة إلينا ‏البعض يعتبر ان ضمانته في هذا الامر هو الالتزام الأميركي، جيد، ‏ان شاء الله االأميركان يفوا بالتزاماتهم وان كان عادة هم لا يوفون ‏بالتزاماتهم، يمكنكم ان تسألوا إخواننا الفلسطينيين الذين ذهبوا الى ‏مسارات التسوية، بضمانات والتزامات اميركية، أين هم اليوم وأين ‏فلسطين؟ لكن بكل الاحوال نحن ضمانتنا الحقيقية هنا في لبنان هي ‏قوتنا، قوة لبنان، عناصر القوة التي يملكها لبنان، طالما ان عناصر ‏القوة متوفرة هذه التي تشكل ضمانة استمرار هذا الاتفاق، النقطة ‏الثانية فإذا اليوم نحن لا يجب أن نكون قلقين، بالعكس، يجب ان نكون ‏مطمئنين جدا، على كل حال الاسباب التي ادت الى التوصل الى هذه ‏النتيجة هي ما زالت قائمة وستبقى قائمة وستتعزز إن شاء الله، ستتعزز إن شاء الله.

العنوان ‏الثاني: الانتخابات الاميركية، طبعا الكثير يشغلون أنفسهم في المنطقة، بعض الحكومات ‏وبعض الشعوب أنه نتيجة الانتخابات الاميركية من سيأخذ الأغلبية ‏في مجلس النواب ‏ومجلس الشيوخ؟ بالنسبة لنا ايضا في ثقافتنا السياسية وفي فهمنا ووعينا الحكومات ‏الامريكية المتعاقبة، والتي كان دائما يتعاقب عليها ديمقراطيون وجمهوريون، رؤساء ديمقراطيون ‏ورؤساء جمهوريون أو أغلبية في مجلس النواب أو أغلبية في مجلس الشيوخ جمهوري او ‏ديمقراطي، بالنسبة لمنطقتنا نتحدث عن منطقتنا في الحد الادنى ما الذي تغير بين الديمقراطي ‏وبين الجمهوري؟ المشروع الامريكي واحد ومستمر، الاهداف واحدة، يختلفون باللغة، بالنفاق، ‏بالتكتيكات، بالوسائل، بالاساليب، أما في الأهداف في الاساسيات في الاصول في الثوابت هي ‏محسومة بالنسبة اليهم ولا تتبدل، نحن شعوب هذه المنطقة لم نرى من الحكومات الامريكية ‏المتعاقبة من هذا الشيطان الاكبر الا الحروب، السلطة، الهيمنة، الاحتلالات، نهب ثروات ‏المنطقة، مصادرة استقلال المنطقة، وفي رأس جنايات وجرائم الشيطان الاكبر في منطقتنا هو ‏وجود هذا الكيان الغاصب الذي اسمه “إسرائيل”، والذي اول من يتحمل مسؤولية بقائه في منطقتنا ‏هو الولايات المتحدة الامريكية والحكومات المتعاقبة التي يتفاخر الجمهوريون والديمقراطيون في ‏تبنيهم لاسرائيل، بايدن الذي يعتبره الناس معتدل مقابل ترامب هو كان يقول قديما وكرر منذ أيام ‏في البيت الابيض في حضور رئيس الكيان، حيث قال له: ” لو  لم يكن هناك شيء في المنطقة إسمه إسرائيل ‏لأوجدنا إسرائيل”، يعني ماذا؟ يعني كل ما تقوم به إسرائيل يومياً في المنطقة من جرائم، في فلسطين كل يوم ‏يوجد قتل، وكل يوم يوجد اعتداءات، وكل يوم هناك هدم للبيوت وكل يوم هناك اعتقالات، كل ما ‏تقوم به اسرائيل من جرائم ضد الانسانية وبقاء احتلالها وهيمنتها واغتصابها ونهبها تتحمل ‏مسؤوليته الولايات المتحدة الامريكية بديمقراطييها وجمهورييها، وبالتالي بالنسبة لنا – هلق بس ‏تفتح عالفضائيات بدك تحضر أخبار بحطولك اللون الاحمر واللون الازرق – على اساس ‏جمهوري ديمقراطي، وأنا قلت لبعض الاخوة ما الفرق اذا ارتدى الشيطان لون أحمر أو لون ‏أزرق فالشيطان شيطان، ماهيته واحدة، حقيقته واحدة، جوهره واحد، فبالتالي لن يتبدل شي ولن ‏يتغير شيء، على شعوب وحكومات المنطقة ومنها نحن في لبنان وهنا لا اتكلم للتوصيف وانما ‏لنبني عليه موقف ووعي ومعرفة، بدل ان ننتظر ونربط مصيرنا باليمين واليسار في كيان العدو ‏وبالديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الامريكية اي أن ننتظر المتغيرات أو التحولات عند ‏عدونا يجب ان نعود الى انفسنا، يجب ان نراهن على انفسنا على قوتنا على وحدتنا على جمع ‏صفوفنا على تجاوز الفتن في ما بيننا على الحوار في ما بيننا على تعزيز عناصر قوتنا الوطنية ‏والقومية، على ان نتكأ على الله سبحانه وتعالى وعلى أنفسنا وعلى أصدقائنا المخلصين ‏والصادقين، الذين لا يريدون من خلال عونهم لنا ان ينهبوا ثرواتنا او ان يصادروا قرارنا او ان ‏يمسّوا بكرامتنا هذا المطلوب، الانسان الوطني الحقيقي المسؤول الحقيقي يجب ان يتصرف بهذه ‏المسؤولية وبهذه الطريقة.

اسمحوا لي هنا ان اعلق بكلمة على ما قالته المسؤولة الامريكية ‏المعنية بلبنان ومنطقتنا في وزارة الخارجية الامريكية قبل ايام، تحدثت عن سيناريوهات لها ‏علاقة بلبنان، الى اين يمكن ان يذهب لبنان؟ وتحدثت ايضا عن سيناريوهات كارثية وخطرة، انا لا ‏اريد ان اناقش لا السيناريوهات ولا كل المضمون الذي قالته وانما اريد ان اقف عند جملة واعلق ‏عليها واشرح بعض الامور وهي عندما تحدثت عن احد السيناريوهات الذي يمكن ان يؤدي الى ‏الخلاص من حزب الله، واستعملت عبارة في الانكليزية – هلق اختلف المترجمون – منهم من قال ‏ان ترجمتها “لعنة” اي اللعنة التي اسمها حزب الله، وآخرون ترجموها “طاعون” وآخرون ‏ترجموها “وباء” – الىن لأنني لست خبيراً باللغة الانكليزية لا أستطيع أن أحسم – سواء قالت لعنة او ‏طاعون او وباء وهي تخاطب الشعب اللبناني وتتحدث عن حزب الله، وفي يوم شهيد حزب الله ‏اسمحوا لي ان اعلّق على هذه الكلمة، ايضا ليس للتوصيف وانما ايضا لبناء الموقف، حسنا ‏فلنتكلم مع بعضنا بصراحة مع اللبنانيين ولنخرج قليلا من الزواريب  والشوارع والصراعات الصغيرة، ‏نذهب الى الكبير والى الحقيقة، من هو اللعنة؟ من هو الطاعون؟ من هو الوباء؟ لا نريد ان نفتح ‏كتب التاريخ، بل دعونا نتحدث قليلا بإشارات من الزمن المتعلق بالأربعون ربيعا  1982، كلنا ‏يتذكر الاجتياح الاسرائيلي في عام 1982 وما فعلته اسرائيل في لبنان من خلال اجتياحها، عندما ‏دخلت الى العاصمة بيروت واغلب المناطق اللبنانية، ما فعلته باللبنانيين والفلسطينيين والسوريين ‏والجميع، حسناً ارتكبت جرائم حرب دمرت قصفت ارتكبت مجازر صحيح ام لا؟ برعاية من؟ ‏بحماية من؟ بدعم من؟ بتأييد من؟ وبتمويل من؟ الولايات المتحدة الامريكية، اذا كان الاجتياح ‏الاسرائيلي للبنان عام 1982 لعنة ووباء، تمكّنا من ان نتخلص منه، فهذه اللعنة وهذا الطاعون هو ‏بالدرجة الاولى صنع في الولايات المتحدة الامريكية –هلق منعرفلنا كلمتين انكليزي – يعني ‏MADE IN USA‏ – وهذا كل العالم تعلمه، انتم اللعنة، كل جرائم اسرائيل من الـ 82 لعام ‏‏2000 المجازر التي ارتكبتها خصوصا في الجنوب والبقاع الغربي وراشيا من الـ 85 حتى ‏‏2000 وكلها موثقة وموجودة اليوم في افلام وتلفزيونات ووثائق وليس انه قال ابي عن جدي، لا ‏هناك افلام موجودة والشهداء موجودين وعائلاتهم ما زالوا أحياء، هذه المجازر انتم الامريكيون ‏الادارة الامريكية لا اقصد الشعب الامريكي، انتم الادارة الامريكية انتم اللعنة والطاعون الذي جاء ‏الى بلدنا.. والمقاومة التي يمثل حزب الله فيها فصيلا اساسيا الى جانب اخوانه في بقية حركات ‏وفصائل المقاومة هو الذي ازال هذه اللعنة وطرد هذا الطاعون من لبنان… وعلى كل اللعنة ‏الامريكية تخرجها من الباب فتعود اليك من النافذة، الوباء الامريكي تخرجه من الباب فيعود اليك ‏من الطاقة – من البخواش عنا بالضيع بقولون من البخواش من ثقواب ويلي بدكم اياه – يتسلل من ‏جديد لأن لا حدود لأطماعه وأهدافه، حسنا بعد الـ 2000 تدمير المنطقة بالحروب من ‏أفغانستان الى العراق الى حرب تموز التي اردتم من خلالها اقامة شرق اوسط جديد هذا عمل ‏من؟ هذا عملكم المباشر انتم الامريكان انتم اللعنة انتم الطاعون انتم الوباء، وشعوب منطقتنا هم ‏الذين واجهوا هذه اللعنة وطردوها وصمدوا في وجه هذا الطاعون وهذا الوباء ولم يستسلموا له ومنهم ‏حزب الله، في العقد الماضي من الذي جاء بكل التكفيريين والارهابيين من كل انحاء العالم الى ‏سوريا والى العراق، صاحبكم ترامب هو يقول هيلاري كلينتون وإدارة اوباما والسي أي اي ‏والجيش الامريكي وانتم تعترفون، الطاعون الارهابي والتكفيري واللعنة والوباء الارهابي ‏والتكفيري انتم اتيتم به الى منطقتنا والى لبنان، وحزب الله والشعب اللبناني والجيش اللبناني ‏والدولة اللبنانية هم الذين واجهوا هذا الطاعون في جرود السلسلة الشرقية، وايضا كي لا نطيل ‏اكثر نختصر المراحل منذ 2019، الفوضى التي جئتم بها الى لبنان تحت عنوان تشرين – سوف أتكلم بصراحة لأنهم بدأوا يتكلمون – هم الامريكان بدأوا يقولون نحن في السنوات الماضية ‏أحضرنا الـ ‏NGO’S‏  طبعا يتكلمون عن اغلب الـNGO’S ‎‏ نحن احضرنا الـNGO’S‏ قمنا ‏بتدريبهم وبتمويلهم، هذا الحراك الذي حصل في لبنان وكان لدينا شجاعة منذ اليوم الاول ان ‏نتهمه في خلفيته وفي قيادته وفي ادارته، وكان لدينا شجاعة رغم ان كثير من الناس في البلد ‏أُخِذوا وتأثروا جداً بالشعارات الرنانة الطنانة التي اطلقت في تلك المظاهرات، حسنا لماذا هذا ‏ذاب كالملح؟ لان الحقائق ظهرت، وظهرت الخلفيات والوقائع، من الذي أراد الفوضى في لبنان ‏في 2019 عندما فشلت مشاريع الحرب الاهلية قبل ذلك؟ انتم الامريكان، عندما رعيتم هذا ‏الحراك ولم يبقى هناك خطاً أحمر لا رئيس جمهورية ولا رئيس مجلس ولا رئيس حكومة ولا ‏وزير ولا نائب ولا مقام ديني ولا مقام سياسي ولا حزب ولا قوة ولا جهة ولا حرمة ولا زوجة ‏ولا اخت ولا بنت صحيح ام لا؟ هذا كله كان متعمداً – هيدا مش فلتان لسان – هذا كله كان ‏متعمداً، الاهانة والسباب والشتائم والاتهام بلا طائل والحكم على الجميع كلن يعني كلن انهم ‏فاسدون وانهم مذنبون وانهم وانهم.. وان القديسين هم الذين يلجأون الى مغارة السفارة الامريكية ‏في لبنان، ألم تكن مطالب فوضى تشرين 2019 استقالة رئيس الجمهورية؟ واستقالة الحكومة ‏واستقالة المجلس النيابي!؟ يعني ماذا؟ يعني تقويض الدولة، هذه لعنتكم لعنة الامريكان وطاعون ‏الامريكان ووباء الامريكان، والتي وقف الوطنيون في لبنان بشجاعة وقوة في مقابل هذه ‏الفوضى ومن بينهم كان حزب الله التي تصفينه باللعنة والطاعون،  ومنذ ذلك الوقت بدأت هذه ‏اللعنة وتمتد آثارها الى الان في الوضع الاقتصادي وفي الوضع المعيشي، الانهيارات الاقتصادية ‏والانهيارات الادارية والانهيارات في سعر العملة الوطنية، وبدأ معها الحصار الامريكي المستمر الى ‏الآن، لم يتغير شيء، حسنا يأتي أحد ويقول لا يوجد حصار امريكي، نعود قليلا، الحصار معناه ‏ان تأتي سفن امريكية وتحاصر البحر اللبناني وتتموضع قوات امريكية على الحدود بين لبنان ‏وسوريا مثلا؟ هم لديهم اسرائيل! لا! الحصار الذي نتحدث عنه ينفذوه وهم جالسين في واشنطن، ‏ممنوع اي دولة ان تقدم مساعدات الى لبنان، ممنوع اي دولة ان تأتي وتستثمر في لبنان، ممنوع ‏اي دولة ان تمد يد العون الى لبنان، ممنوع اي دولة ‏ان تضع ودائع في البنك المركزي في لبنان، هذا الحصار، ما هو الحصار؟ ان يضع لك سفينة في ‏البحر؟ هذا اليوم هذا هو الحصار، ان يضع عليك عقوبات وينفذ حصار على البلد، انهم مثلا خائفين ان يضعوا ‏عقوبات على البنك المركزي! هم يفعلون ما هو اسوأ، ممنوع على احد ان يساعد لبنان، الأنكى ‏من ذلك اذا كان هناك دولة في العالم لديها الشجاعة والجرأة ان تخرج على الحصار الامريكي ‏وتمد يد المساعدة الى لبنان ماذا يأتي الأميركان ليعملوا؟ يأتون الى الدولة اللبنانية الى الحكومة ‏اللبنانية، ممنوع ان تأخذوا المساعدة، ممنوع! هذا ما اسمه؟ هذه هي اللعنة وهذا هو الطاعون، نحن ‏سمعنا في الايام القليلة الماضية ان هناك هبات روسية يريدون اعطاء هبة فيول وهبة قمح، لنرى ‏هل سيسمح للبنان وهل سيجرأ لبنان –  لدينا مشكلتان  في هذا الموضوع – على قبول هذه الهبات او ‏سيأتي الامريكان ويقولون ممنوع ويضربوننا على يدنا كالاطفال الصغار ويعملولنا هيك – ‏يضرب على يده – ويهددونا! حسنا هذا الذي حصل معنا في الموضوع الايراني، قبل اكثر من ‏سنة سنتين عندما كان لبنان لا يزال يقدم دعم للبنزين والمازوت والغاز وما شاكل الوقود عموما ‏ويدفع بالعملة الصعبة، نحن تكلمنا مع الاخوان في ايران وقبلوا هذا قبل سنتين، انه حسنا نتيجة ‏خصوصية لبنان ووضع لبنان نحن ليس لدينا مشكلة ان نبيع فيول وبنزين ومازوت وغاز للبنان ‏بالليرة اللبنانية وايضا نراعيكم بالسعر، هذا عندها كل الخبراء قالوا انه يوفر مليارات الدولارات ‏على الخزينة اللبنانية ويحافظ على السعر في السوق وباب غوث ونجاة كبرى للبنان، لماذا لم ‏يحدث؟ لان الامريكان منعوا، والامريكان هددوا، والامريكان حذروا، حسنا، ممكن في حينها ان ‏يأتي أحد ويقول انه هذا الموضوع بيع وشراء ولذلك هناك عقوبات، قبل مدة جرى كلام في البلد ‏انه انتم يا حزب الله هل بإمكانكم ان تساعدونا في استحضار مساعدة من ايران في موضوع ‏الفيول لانه اذا استطعنا خلال 6 او 7 او 8 اشهر ان نحسّن ساعات التغذية الكهربائية ونجعلها ‏8 أو 10 أو 12 ساعة، هذا يعمل تحوّل كبير في البلد، بالفعل تحدثنا مع الإخوان المسؤولين في ‏الجمهورية الاسلامية رغم ان الموضوع كبير ومشكورين جداً ووافقوا وقبلوا وجرت اتصالات ‏رسمية، ووفد لبناني من وزارة الطاقة طلع على طهران، طبعا لم يجرأوا  ان يرسلوا وزير الطاقة لأنه وزير سياسي، ذهب وفد ‏تقني ومع ذلك لا مشكلة، كيف كنا نقول في موضوع الحدود البحرية نريد ان نأكل عنب، نحن ‏في هذا الموضوع نريد ان نأكل عنب، نحن لا نريد ان نسجل نقاط على احد، نحن ليس قلبنا ‏الذي يحرقنا على الناس، بل نحن من الناس الذين نعيش معهم وبينهم، ونعرف ماذا يعني في البلد ‏ساعة وساعتين كهرباء فقط في اليوم، حسنا هناك فرصة ان يصبح لدينا 6 ساعات و7 ساعات و8 ساعات و 10 ساعات ‏كهرباء في اليوم، حسنا لما لا! جيد، ذهب الوفد اللبناني وجرت نقاشات وطلبوا كمية معينة ‏والكمية التي طلبوها تم الموافقة عليها، ومن دون قيد ومن دون شرط ومن دون ملاحظات ومن دون اي شيء، ‏الجمهورية الاسلامية تريد ان تساعد الدولة اللبنانية والشعب اللبناني في محنته هذه، حسنا شهر ‏إثنان ثلاثة الآن اصبحنا ربما في الشهر الرابع على ما اظن، تم فعل كل شيء، كل شيء تم اخذ قرار ‏فيه وكُتِب ولكن الموضوع متوقف، ببساطة لماذا توقف؟ لأن الأمريكي منعه! اللعنة الامريكية ‏منعت! ‏الوفد اللبناني يذهب إلى الجزائر ويتوسل للجزائر أن ترجع “سوناطراك” وتبيع فيول للبنان، ويفتل من دولة لدولة ومن بلد لبلد، صحّ أو لا؟ وسيشتري، يعني سيدفع أموال، هناك دولة أخرى صديقة ولا تريد شيء وبلا قيد وبلا شرط وبلا أي حرج وحتى بالشكل لا يقفون عند شيء لا بالشكل ولا بالمضمون، لا شيء لا شيء على الإطلاق، نريد أن نساعدكم تعالوا وخذوا هذه المساعدة، لا يسترجون لماذا؟ لأن الأميركي حذرهم ومنعهم وهدّدهم، هذا يجب أن يعرفه الشعب اللبناني.

إذًا من هو اللعنة؟ من هو الطاعون؟ من هو الوباء؟ بعض الناس قد يشتبه عليهم الموضوع ويقول لك أن ترسيم الحدود البحرية الأميركي ساعد لبنان وكل يوم يقول الوسيط الأميركي أن لبنان إن شاء الله سيكون عنده غداً غاز ونفط وكهرباء إلى آخره. أنا أحب أن أقول لكم بوضوح شديد، هم لم يوقعوا اتفاق الترسيم حبًا باللبنانيين ولا من أجل عيون اللبنانيين ولا من أجل أن يصبح عند اللبنانيين غاز وكهرباء، هذا كذب ونفاق وليس صحيحًا، هو بعظمة لسانه قال أننا أجرينا الاتفاق لتجنيب المنطقة الحرب،لأن الإدارة الأميركية الحالية عندها أولويات مختلفة لها علاقة بأوكرانيا وبروسيا وبالطاقة في المنطقة، وأيضاً تعرف ظروف الكيان الاسرائيلي وتعرف معنى الذهاب إلى حرب بين الكيان وحزب الله وما يمكن أن يحصل في كل المنطقة، ولذلك قبلوا بخط 23، العالم طلعت روحها 10 سنوات وهي تطالب وهو يقول لك أبدًا إما أن تأخذ هذا الخط أو لا شيء، لا أحد يربحنا جميلة، لبنان حصل على – لا أقول على كامل حقوقه – أقول حصل على مطالب الدولة اللبنانية بقوته وبإلتقاطه للحظة التاريخية، وإلا إذا أنت يا أميركي حقًا قلبك يحرقك على الشعب اللبناني وعلى الكهرباء وتريد أن يصبح عندنا غاز – سيصبح عندنا غاز بعد عدة سنوات عدّ وشدّ – الآن ماذا؟ من الذي يمنع حتى الآن مجيء الغاز المصري إلى لبنان، من الذي يمنع حتى الآن وصول الكهرباء الأردنية إلى لبنان، هو الذي وضع قانون قيصر، وحجّة قانون قيصر، الذي يمنع المساعدات عن لبنان والذي يمنع الودائع عن لبنان والذي يحاصر لبنان هو الأميركي.

طبعاً إذا ذهبنا إلى المنطقة المصيبة أكبر، اليوم ما تعانيه سوريا بعد انتصارها على الحرب الكونية، على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى المعيشي معاناة كبيرة جداً، من سببها؟ قانون قيصر الذي وضعه الأميركي، الأميركي الذي جاء باعترافه بمئات آلاف التكفيريين فلم يسقطوا سوريا يريد للجوع أن يسقطها وللبرد في فصل الشتاء أن يسقطها كما يعتلاف بعض الشيوخ عندهم “السيناتورات” يعني. من الذي يتحمل مسؤولية استمرار الحرب على اليمن؟ من الذي يتحمل مسؤولية كل المظالم في منطقتنا؟ من الذي يتحمل مسؤولية كل الذي كان يجري اليوم في إيران خلال الأسابيع الماضية؟ وأقول لكم أيها الإخوة والأخوات أن إيران انتصرت من جديد على الفتنة وعلى المؤامرة الأميركية الاسرائيلية الغربية، انتصرت انتصاراً كبيراً وحاسماً وهذا سيزيدها قوة في المستقبل القريب إن شاء الله إلى قوتها. من الذي يتحمل مسؤولية كل ما يجري اليوم في منطقتنا؟ في فلسطين؟ هذا الطاعون الأميركي.

لذلك أريد أن أختم هذا التوصيف لأقول، المشكلة يا إخواننا في لبنان عندما لا نعرف من العدو، عندما يُحكى عن الوعي، عندما يُحكى عن البصيرة، أهم شرط أن تعرف عدوك وصديقك، لكن عندما يختلط عليك العدو والصديق فتلجأ إلى عدوك من عدوك وتلوذ من الوحش بالوحش وتلجأ إليه، ما هو المصير الذي ستؤول إليه؟ أما الإنسان البصير العاقل يلوذ بالله سبحانه وتعالى، يلوذ بالصادقين، بالمخلصين، بالأوفياء، وهم كثر وأقوياء في هذا العالم. الإنسان الحريص على بلده هنا لا يكفي أن ندين اللعنة الأميركية والطاعون الأميركي، يضحكوا على اللبنانيين ويرسلون لنا مسؤولة كبيرة في الإدارة الأميركية أنهم أنشأوا طاقة كهربائية بالضيعة الفلانية ليستخرجوا الماء، وهنا أنشأوا طاقة كهربائية، ويضحكون على هذه الضيعة وعلى هذه الضيعة، وأنهم زادوا الإنفاق هذه السنة وسيصبح 70 مليون دولار، أنت تربحنا ألف جميلة بـ 70 مليون دولار وتأخذ بلدنا، هناك أحد مستعد أن يقدم مساعدات بمئات ملايين الدولارات إذا كنت حقا ًتحب الشعب اللبناني ويحرقك قلبك على اللبنانيين وبلا قيد وبلا شرط اسمح له. فأولاً لندين هذه اللعنة وهذا الطاعون، وثانياً لندع اللبنانيين إلى الوقوف، عدم الاستسلام للطاعون، عدم الاستسلام للوباء، يجب أن تقوم بإجراءات وإلا هذا الطاعون سيطيح بك وهذا الوباء سيأخذك إلى المهلكة، ومن أجل من؟ من أجل إسرائيل التي يقول بايدن لو لم تكن موجودة لأوجدناها.

النقطة الأخيرة بالرئاسة، ملف رئاسة الجمهورية في لبنان لا شك أنه ملف مهم جدا ًونحن ننظر إليه بأهمية عالية وبالغة.

الفراغ في الرئاسة ليس هدفاً لأحد وأنا شخصياً مثل ما أتحدث عن حزب الله أُحسن الظن بالبقية بالآخرين، يعني اتهام هذا الفريق أو ذاك الفريق أن هؤلاء يريدون الفراغ وهدفهم الفراغ ومشروعهم الفراغ هذه اتهامات بلا دليل، وأنا أقول حتى لمن نخاصمهم ونختلف معهم نحن لا نظن بأحد أنه يريد الفراغ، الكل حقيقة يريد رئيس جمهورية. نحن من بين هؤلاء نريد رئيس جمهورية في أقرب وقت ممكن، البعض يعتبر أن هذا شأن يمس المسيحيين فقط أو يمس الموارنة من بين المسيحيين، وأنا أقول هذا يعني اللبنانيين جميعاً لأن الفراغ في سدّة الرئاسة ينعكس على كل اللبنانيين بل على كل المقيمين في لبنان وعلى كل الوضع اللبناني، الاجتماعي والمالي والمعيشي والسياسي والأمني والحياتي، ولذلك المصلحة الوطنية الكبرى بالتأكيد هي أن يُنتخب رئيس جمهورية للبنان في أسرع وقت ممكن وهذا ليس موضع نقاش.

لكن هذه الأهمية وهذه الضرورة لا تعني أنه من أجل أن نسد الفراغ أن نملأ الفراغ بأي كان أو كيف ما كان أو بأي رئيس، هذا تناقض، يعني عندما نتحدث عن أهمية موقع الرئاسة بالنسبة للبنان وللدولة وللشعب وللحاضر وأيضاً للمستقبل ونتحدث عن مصير بلد بـ 6 سنوات، هناك في لبنان من يكبر الموضوع ويحمل مقام الرئاسة ما لا تحتمل – بعد الطائف – وهناك من يُسخّف الموضوع إلى حد كأن الرئاسة ليست بشيء، هذا إفراط وتفريط، مع الصلاحيات الموجودة ضمن اتفاق الطائف والدستور اللبناني الحالي رئاسة الجمهورية موقف ومفصل مهم وحساس ومصيري بالنسبة للبنان ويترك أثره على 6 سنوات وما بعد سنوات، يعني لا تنتهي بعد انتهاء 6 سنوات. عندما نقول على هذه الدرجة من الأهمية ونأتي ونملأ الموقع كيف ما كان وبأي كان معنى ذلك أننا نستهين بالموقع ونناقض أنفسنا، إذا انطلقنا من أن الموقع على درجة عالية من الأهمية هنا يصبح مسؤولية اللبنانيين حقاً أن يعملوا وأن يناضلوا سياسياً، أعني كلمة نضال لأن هناك أخذ وعطاء وجدل وتعب وإلى آخره لأن يصلوا إلى الخيار الأفضل، الأنسب، لشغل هذا الموقع وهذه المسؤولية. ولذلك صحيح أن عامل الوقت يضغط والموقع مهم والشغور سيء جداً، لكن هذا كله لا يجب أن يؤدي إلى أن نملأ الموقع بأي كان، بل يجب أن يحث الأطراف كلها على العمل لملأ الموقع بالشخص المناسب.

كل قوة سياسية بلبنان وكل كتلة نيابية ممثلة في المجلس النيابي في لبنان بطبيعة الحال تنظر إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي من زاوية معينة، اسمحوا لي في دقائق قليلة أن أقول الزاوية التي ننظر نحن منها إلى هذا الموضوع، ليست الزاوية الوحيدة ولكن من أهم الزوايا التي ننظر إليها في هذا الموضوع. نحن نعتبر أن لبنان فيه عناصر قوة ويجب الحفاظ على عناصر القوة ومن أهم المواقع المعنية بالحفاظ على عناصر القوة هو موقع رئاسة الجمهورية، وهذا موضوع استراتيجي، موضوع له علاقة بقوة لبنان، وإذا سنستخدم مصطلح آخر نقول له علاقة أيضاً بالأمن القومي، بالأمن القومي للبنان، لهذا الوطن، لهذا الكيان، لهذا الشعب. هنا يأتي موضوع المقاومة كأحد عناصر القوة الأساسية في المعادلة التي نتحدث عنها دائماً معادلة الجيش والشعب والمقاومة. بالانتخابات النيابية بالاحتفالات أنا شرحت ولا أعيد وأقول لكم هذه المقاومة مستهدفة وكل يوم مستهدفة وحديث المسؤولة الأميركية يوضح أن المقاومة مستهدفة، والأسوأ من ذلك أن الأميركي الذي ما زال يعمل على خيار الفوضى والذي مازال يعمل على خيار الحرب الأهلية ويتصور أن سيناريو الفوضى أو سيناريو حرب أهلية يمكن أن يؤدي إلى إنهاء المقاومة في لبنان، مثلما افترضوا أن سيناريو الحصار والتجويع وضرب معيشة الناس يمكن أن يؤدي إلى إنهاء المقاومة في لبنان وفشلوا، الأسوأ أنهم علناً يتحدثون أنهم يدعمون الجيش اللبناني – واسمحوا لي سأتحدث بصراحة وإن كنت قد قلته سابقاً – هم يدعمون الجيش اللبناني لأنهم يعتبرونه مؤهلاً لمواجهة المقاومة والقضاء على المقاومة، طبعاً الجيش اللبناني قيادةً وضباطاً ورتباء وجنودًا يرفضون هذه الفكرة وهذا الموقف بالمطلق حالياً وسابقاً، نحن ليس لدينا أي شكوك بهذا الموضوع أو أي أوهام بهذا الموضوع، لكن الأميركي يعلن هذا الشيء ويقوله علنًا، أنا لا أقول لكم أن هنالك وثيقة وتعالوا لنتأكد من سريتها، علنًا على التلفاز وبتصريحاتهم وخصوصاً عندما يناقشون بالكونغرس موضوع تقديم الدعم المالي واللوجستي للجيش اللبناني بماذا يستدلوا؟ من أجل أن يدافع عن لبنان في مواجهة إسرائيل؟ لا! يستدلوا أن هذا الجيش هو قادر على أن يواجه المقاومة.

حسنًا، في ظل عقل أميركي من هذا النوع، في ظل تدخل أميركي تفصيلي في لبنان على مستوى القيادات الرئيسية وحتى على مستوى الوزارات ولم يعد هنالك وقت لأدخل بالتفاصيل، فيما يندى له الجبين، لبلد يدعي بعض أهله أنهم أهل سيادة وحرية واستقلال عندما يعرفون أن السفارة الأميركية إلى هذا المستوى تتدخل بالتفاصيل اللبنانية والحكومية والوزارية، في هكذا حالة نحن كمقاومة وبيئة مقاومة وجمهور مقاومة الذي هو جمهور كبير، هنا لا أتحدث فقط عن حزب الله، أتحدث عن حزب الله وعن حركة أمل وعن بقية القوى الوطنية والإسلامية التي نلتقي على هذا القرار وعلى هذا الخيار، يحق لنا كجزء كبير من الشعب اللبناني لن أتحدث لا بأغلبية ولا بأقلية، كجزء كبير من الشعب اللبناني أن نقول نريد رئيساً للجمهورية في بعبدا مطمئناً لهذه المقاومة، هذا طبيعي، هذا أضعف الإيمان، بصراحة يعني ماذا؟ حتى أفسر هذه النقطة قليلاً، نحن كنا نتجنب أن ندخل بالمواصفات ولكن هذه المواصفة لا بدّ من قولها، يعني بصراحة باللبناني بالعامي المشبرح، رئيس في بعبدا أولاً لا يخاف، ليس إذا صرخوا عليه بالسفارة الأميركية أو بالخارجية الأميركية أو بالقيادة الأميركية الوسطى فضلاً عن الذين أعلى منهم يبدأ بالرجف والخوف ويتنازل، نريد رئيساً شجاعاً لا يخاف، يُقدّم المصلحة الوطنية على خوفه. وثانياً بصراحة أكثر نريد رئيساً لا يُباع ولا يُشترى، وهناك تجارب طبعاً، والحقائب جاهزة، يعني هناك دول ليس عندها مشكلة أن تشتري رئيس جمهورية بـ 50 مليون و 100 مليون، حسب سعره. إذا كنا حقاً وطنيين وسياديين واستقلاليين ودعاة حرية يجب أن نبحث عن رئيس جمهورية لا يخاف ولا يُباع ولا يُشترى، هذا الذي نريده بالدرجة الأولى، لاحقاً نتحدث بالصفات الأخرى، نبدأ من هنا ولاحقاً نتحدث عن الباقي.

نحن في البلد عشنا تجارب، أيضاً فلنتحدث بمكاشفة، الآن بمعزل عن آراء الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية بالأشخاص، مثلاً في زمن رئاسة فخامة الرئيس العماد إميل لحود، الآن هناك أناس في لبنان لا يحبون العماد إميل لحود ويختلفون معه وهناك أناس يحبونه، على كل حال هذا حال البلد، لكن 9 سنوات يمكنك أن تكون واثقاً أن هذه المقاومة التي صنعت التحرير عام 2000 والتي قاتلت بالعسكر وبالسياسة عام 2006 كانت مطمئنة من ظهرها أنه ليس هناك رئيساً للجمهورية يطعنها في ظهرها، ليس هناك رئيساً للجمهورية يبيعها، ليس هناك رئيساً للجمهورية يخونها، لا يوجد رئيساً للجمهورية يتآمر عليها.

مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، تحبه أو لا تحبه، توافقه أو لا توافقه، بتقييمك للسياسة الداخلية تختلف معه أو لا تختلف معه، ولكن بهذه النقطة بالتحديد التي هي نقطة استراتيجية وكبرى وليست تفصيلاً عادياً، على مدى 6 سنوات كانت هذه المقاومة التي حمت لبنان ودافعت عن لبنان ومنعت بتوازن الردع أي اعتداء على لبنان وكانت عاملاً حاسماً في إنجاز الحدود البحرية وإمكانية استعادة لبنان للنفط والغاز، هذه المقاومة كانت آمنة الظهر 6 سنوات لأنه في بعبدا كان هناك رجل شجاع لا يبيع ولا يشتري ولا يخون ولا يطعن بالظهر. عرفتم ماذا نريد؟

أتحدث بعد عن تفصيل، طبعاً هناك ظلم عندما يُقال مثلاً – ما تبقى من فريق 14 آذار يقولون ذلك – يُقال أن العماد عون مقابل الرئاسة، مقابل حمايته للمقاومة هو سلّم السلطة في لبنان لحزب الله، هذه الكذبة المتكررة التي كل يوم هناك شاهد عليها وآخر شاهد ما تحدثنا عنه قبل قليل الفيول الايراني، تصوروا لو أن صاحب السلطة في لبنان هو حزب الله، لو أن صاحب القرار في لبنان هو حزب الله، لو أن الدولة في لبنان هي في يمين حزب الله كان عندكم اليوم كهرباء عشر ساعات، لكن من يمنع عنكم ذلك هو الأميركي. هذه كذبة، الرئيس ميشال عون لا سلّط حزب الله على الدولة ولا سلّطه على الوزارات ولا سلّطه على الإدارات ويمكن بكثير من القضايا الداخلية نحن وفخامة الرئيس كنا نختلف ونحن والتيار الوطني الحر أصدقاؤنا كنا نخلتف، كانوا يعتبوا علينا حتى بالإعلام، هذا كلام فارغ، هذا كلام ليس له من أساس.

أكثر من ذلك، أنا أقول لكم، نحن لا نريد رئيساً للجمهورية يغطي المقاومة، لا نريد رئيساً للجمهورية يحمي المقاومة، المقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى غطاء والمقاومة في لبنان ليست بحاجة إلى حماية، ما نريده رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها، فقط. هذا حقنا الطبيعي، حق جمهور المقاومة بكل فصائلها أن يكون الحد الأدنى في مواصفات الرئيس أن يكون الأمر كذلك.

حسناً، نبقى واقفين مكاننا، لا، طبعاً دولة الرئيس نبيه بري كان عنده محاولة أن يجمع العالم على طاولة حوار لم ينفع ذلك، ماذا نفعل؟ البديل هو الحوار الثنائي، الحوار الثلاثي، ليس أن نجلس ونقول خير إن شاء الله ننتظر الوقت، نراهن على الزمن، ننتظر المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية، لا، العالم يجب أن يتحدثوا مع بعض ويناقشوا بعض ويجادلوا بعض ويحاولوا أن يقنعوا بعض لأنه لا أحد عنده أغلبية بمجلس النواب يستطيع أن يأتي برئيس، فالخيار هو الآن هو أن يتحدث اللبنانيين مع بعضهم ويتحاورون مع بعضهم، طبعاً دولة الرئيس نبيه بري يستطيع أن يلعب دور كبير بهذا الموضوع، هذا بديل عن طاولة حوار، هو يستطيع أن يلعب هذا الدور، كل القوى يجب أن تمارس هذه المسؤولية، نحن نمارس هذه المسؤولية في دائرة المستطاع، نحن ليس كل الناس يتحدثون معنا ونتحدث معهم، هناك غيرنا الحمد لله منفتح ويتحدث مع الجميع والجميع يتحدثون معه ليس لديهم مشكلة بهذا الموضوع.

طبعاً هناك مواصفات أخرى بالتأكيد يجب التوقف عندها ولكن أنا أحببت في يوم الشهيد أن أركز على هذه الصفة التي نعتبرها الحد الأدنى وإلا عندما تأتي وتقول لي انتخب فلان زيد أو عمر وهو من أول الطريق يناقشك بالمقاومة وبسلاح المقاومة وفي لبنان هناك ألف ملف يحتاجون إلى علاج وهو قفز عن كل الملفات وجاء إلى هنا يعني بدأنا خطأً يا شباب، إن كنا نريد أن نبدأ صحّ نحن برأينا نبدأ هكذا، إذا كنا نريد لبنان أن يكون قوياً، إذا كنا نريد لبنان حقاً أن يقدر بالسنوات القادمة أن يستخرج النفط والغاز في المنطقة الجنوبية البحرية وفي بقية لبنان، إذا كنا نريد لبنان أن يكون عصياً على الفوضى وعلى الحرب الأهلية يجب أن نبحث على رئيس جمهورية من هذا النوع.

في يوم الشهيد، لكل شهدائنا، لسيد شهدائنا السيد عباس، شيخ شهدائنا الشيخ راغب، لكل قادتنا الجهاديين، لكل شهدائنا الأعزاء، نُجدد عهدنا وبيعتنا وقسمنا وإصرارنا على مواصلة طريقهم حتى تحقيق الأهداف، حفظنا الوصية خلال 40 عاماً، وفي الختام أقول لهم سنحفظ الوصية إن شاء الله، ونسأل الله تعالى أن يَمنّ علينا بأن يرزقنا هذا الوسام الإلهي الرفيع الذي مَنّ به عليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر / العهد الاخباري اللبناني

اترك تعليقاً