الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / سوريا… جريمة ما بعد الكارثة

سوريا… جريمة ما بعد الكارثة

السيمر / فيينا / الخميس 09 . 02 . 2023

في اليوم الثالث بعد الزلزال الفاجعة، واصلت سوريا المضيّ في درب «جلجلة» الإنقاذ، وسط تحرّك عربي لا يزال خجولاً تجاهها، وبلادة غربية تَجري مواراتها بـ«أسطوانة» التضامن مع الشعب السوري. وإذ سُجّلت بالفعل، خلال الساعات الماضية، خروقات سعودية – مصرية بالخصوص، أنبأت بإمكانية انكسار الطوق المفروض على دمشق، إلّا أن هذه التحركات لا تزال في دائرة المحدود جدّاً، في محاولة على ما يبدو لاختبار ردّة الفعل الأميركية إزاء أيّ انفتاح على الحكومة السورية، فيما بدت قطر قائدةَ حملة إدامة «الأحقاد» حيّة ولو في لحظات المصيبة الجماعية، والسعي للحيلولة دون انفتاح أيّ باب على الدولة السورية. وفي انتظار ما ستكشفه الساعات المقبلة بخصوص نتائج الاتصالات الدبلوماسية التي بدأت في هذا الإطار، وما سيستقرّ عليه الموقف الأميركي من «الاستثناءات» التي يمكن منْحها من العقوبات في الظروف الإنسانية الحالية، تستمرّ دمشق في مدّ يدها إلى الجميع، حتى أولئك الذين قاموا بدور بالغ السلبية خلال الحرب، معتبرةً أن المعادلة واضحة ولا تحتاج إلى «فلسفة» أو «سفسطة»: سوريا بكلّ ما ومَن فيها تمرّ بمحنة كبرى، تتطلّب استنفاراً عربياً وإقليمياً ودولياً من أجل إنقاذها منها. أمّا على المقلب التركي من الكارثة، حيث أعداد الضحايا لا تكاد تستقرّ حتى تُعاود الصعود، مُسجّلةً حتى مساء أمس ما يزيد على ثمانية آلاف قتيل، فقد بدأت رائحة السياسة تتسلّل سريعاً إلى المشهد المفجع، ملقيةً بظلال قاتمة على المسار الانتخابي الذي بات محفوفاً بالكثير من الشكوك والتساؤلات واللايقين. وإذ يحاول الرئيس رجب طيّب إردوغان، وفق ما يُبيّن أداؤه وأداء حزبه، إظهار أقصى درجات الحرص والعناية حتى لا تنقلب تداعيات الزلزال الطبيعي، زلزالاً سياسياً يذيق «العدالة والتنمية» هزيمة كانت أشباحها قد ابتعدت عنه، فقد بدأت المعارضة، بدورها، الاستثمار في الواقعة، مطلقةً هجوماً شرساً ضدّ إردوغان، من بوّابة الاتهام بالتقصير في الاستعداد للكارثة، والاستهانة بتحذيرات الخبراء منها، وحتى باختلال الاستجابة لتداعياتها.

المصدر / الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً