السيمر / فيينا / الاربعاء 15 . 03 . 2023
زيارة مكوكية قام بها رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الى إقليم كردستان، قد تحمل في طياتها ملفات “لا تعد ولا تحصى” لاسيما أن موعد الزيارة جاء مباشرة بعد موافقة مجلس الوزراء على قانون الموازنة المالية للسنوات الثلاث المقبلة، بيوم واحد.
وكان مجلس الوزراء، برئاسة محمد شياع السوداني، قد وافق، أول امس الاثنين، على موازنة 2023 وتحديد حصة 12،6 لإقليم كردستان، قبل ارسالها الى البرلمان للتصويت عليها بشكل رسمي.
موعد الزيارة قد يكون مقصوداً او بمحض الصدفة الا أن الهدف الأساس وراءه معروف جيداً، فالسوداني يحمل في جعبته أفكارا عديدة ومخططات ابرزها محاولة تمرير الموازنة بدون أي خلاف سياسية كهدف آني، بحسب نواب.
ووصل السوداني، يوم أمس الثلاثاء، الى محافظة أربيل في كردستان برفقة وفد حكومي، وعقد خلال زيارته اجتماعاً مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.النائب عن تحالف الفتح رفيق الصالحي كشف عن اجندات زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى كردستان، فيما اكد ان ملفي إقرار الموازنة و الزام الإقليم بتسليم عائدات النفط الى الحكومة المركزية ابرزها.
ويقول الصالحي في حديث لوكالة /المعلومة/، إن “السوداني لديه تركة كبيرة من المشاكل العالقة بين القوى السياسية، و من الضروري تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف عبر العديد من الزيارات والقاءات لإيجاد الحلول خلال الفترة الحالية”، لافتا الى ان “ملف الزام الإقليم في تسليم عائدات النفط وتطبيق قرارات المحكمة الاتحادية في الفترة القادمة”.
ويضيف، ان “السوداني سيفتح ملف إعادة جميع الأموال تصدير النفط في الفترة السابقة بأثر رجعي نتيجة؛ عدم ارسالها من حكومة الإقليم الى بغداد”.
ويردف، ان “الملف الاخر الذي سيبحثه السوداني هو سدود الإقليم وأزمة شحة المياه من اجل الوصول الى حل يفضي بحل الازمة على المستوى الداخلي”.
وبشأن الملف إقرار الموازنة وتمريرها داخل مجلس النواب، يبين الصالحي: ان “رئيس مجلس الوزراء سيناقش من الأحزاب الكردية سبل التوافق حول تمرير الموازنة داخل مجلس النواب دون تأخيرها اكثر”.
بدوره، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي أكد، ان زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للسليمانية ناجحة ومهمة للاتحاد الوطني وللأحزاب الكردية الأخرى.
ويؤكد السورجي في تصريح لـ / المعلومة /، ان “زيارة السوداني للإقليم وعقد لقاءات مع قادة الأحزاب الكردستانية في أربيل والسليمانية تهدف بالدرجة الأولى الى حصول دعم القوى السياسية في الإقليم للموازنة الاتحادية والإسراع في إقرارها”.
ويشير الى، ان “الهدف الاخر من الزيارة حث المسؤولين في أربيل والسليمانية الى نبذ الخلافات وإعادة التواصل بينهما “، مبينا ان “السوداني لن يتطرق في السليمانية عن موضوع النفط والغاز لكون الاتحاد الوطني متفق مع رؤية الحكومة المركزية بتسليم النفط للاخيرة”.
من جانبه، عضو مجلس النواب اكد ، ثائر الجبوري، ان الأطراف السياسية تمكنت من حسم حصة الإقليم في الموازنة وملف الإيرادات النفطية وآلية وصولها الى بغداد من دون إعادة تكرار المشاكل السابقة.
ويؤكد الجبوري لـ /المعلومة/، ان “الأطراف السياسية حسمت موضوع حصة الإقليم في الموازنة وتم التفاهم على نسبة 12.6 كما جاء في مسودة الموازنة التي أعدتها الحكومة”.
ويلفت الى، ان “الاتفاق مع الإقليم تم على إيداع الإيرادات للنفط المصدر عبر كردستان في المصارف العراقية وبإشراف الحكومة الاتحادية، من اجل ضمان وصول الإيرادات الى بغداد”.
ويبين ان “الأطراف السياسية مازالت تواصل التفاهمات مع الإقليم حول النفط والغاز، خصوصا بعد ان تم حسم حصة الإقليم والواردات النفطية ولم يتبق غير بعض التفاهمات، حيث ان زيارة السوداني الى الإقليم جاءت لتأكيد هذه الأمور وضمان تمرير الموازنة من دون اعتراض”.
سياسة التوازن التي اعتمدها السوداني منذ تسلمه زمام الأمور برئاسة الحكومة العراقية في العلاقات الخارجية، استغلها وقام بتوظيفها هذه المرحلة نحو اطراف الداخل لأنه يدرك جيدا لا نجاح بدون دعم، ولا بقاء بدون تأييد سياسي.