الرئيسية / مقالات / المقابر الجماعية وصمة عار بجبين صدام والبعث

المقابر الجماعية وصمة عار بجبين صدام والبعث

السيمر / فيينا / الأربعاء 17. 05 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

استذكار شعب العراق جرائم نظام صدام الجرذ الهالك، و اكتشاف أول مقبرة جماعية بعد سقوط نظام صدام النتن في يوم السادس عشر من أيار عام ٢٠٠٣ في قضاء المحاويل، بمنطقة الوادي الذي يفصل مدرسة ضباط المدفعية مع الشارع العام الذي يربط مدينة الحلة بغداد عند قضاء المحاويل، هذه المقبرة كانت تضم ثلاثين ألف شهيد جميعهم من شباب وأبناء المكون العراقي الشيعي من أهالي بابل وكربلاء والنجف، تم اعدامهم بطرق إجرامية قل نظيرها بالتاريخ البشري.

البرلمان العراقي بعام ٢٠٠٧ أقر يوم السادس عشر من أيار يوم المقابر الجماعية، تم جعل تاريخ كشف مقبرة وادي المحاويل الاجرامية يوم وطني بالعراق، ليتذكر العراقيين جرائم نظام صدام الجرذ الهالك وقومه الأراذل، في كل عام يتحدث أبناء الضحايا والناجين من تلك الجريمة، وكلام الضحايا يكون  شهادة حرة وحجة دامغة على دموية العهد البعثي، تم اكتشاف أكثر من ثلاثمائة مقبرة جماعية تكشف حقيقة طائفية واجرام النظام البعثي الصدامي الجرذي السابق، جرائمه بحق الشيعة والاكراد كشفتها المقابر الجماعية، وتكشف جرائم صدام بحق الشيعه والاكراد، اتبع الأسلوب الطائفي والقومي  التي مارسها ضد مكونين مهمين من ابناء الشعب العراقي، جرائم طائفية وقومية مورست ضد الشيعة والأكراد منذ صبيحة الثامن من شباط عام ١٩٦٣ عندما اسقطوا نظام الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم لسبب طائفي قذر لكونه متشيع، قبل شهرين نعى الكاتب الوطني الغيور الدكتور عبدالخالق حسين صديقه ابن اخ حامد شقيق الزعيم عبدالكريم قاسم وتم دفنه في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف، وهذا يكشف حقيقة تشيع عائلة الشهيد عبدالكريم قاسم.

كل يوم  السادس عشر من أيار يحيي العراقيين الشرفاء من ابناء الشيعة والأكراد الذكرى الأليمة، لإحياء يوم المقابر الجماعية، هذا اليوم اعتمد وفق قرار الحكومة العراقية في اعتماد هذا اليوم من كل عام تخليدا لتضحيات المواطنين الابرياء الذين ذهبوا ضحية البطش والقتل الطائفي الشوفيني للنظام البعثي البائد.

نعم إن اختيار هذا التاريخ دون التواريخ الأخرى،  ليكون يوم شهداء المقابر الجماعية، كان بسبب  العثور على أول وأكبر مقبرة جماعية في منطقة المحاويل شمال بابل عام ٢٠٠٣بعد سقوط النظام السابق مباشرة، لا أنسى ذلك اليوم، رأيت سيدة عراقية كبيرة تحمل رفات ثلاثة عظام من ابنائها، وتحدثت مع مراسل الجزيرة، والذي قال هؤلاء قتلى جنود بالحرب مع إيران، قالت له هؤلاء ثلاثة من أولادي وابحث على الرابع تم إعدامهم وتغيبهم في قمع الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١.

من ضمن الهياكل العظمية في مقبرة المحاويل كانت رفات أطفال ونساء، أبشع مظهر رأيت سيارة كوستر تم دفنها مع ما فيها من ركاب ومن ضمن الهياكل العظيمة هيكل طفلة ومعها لعبة اطفال، 

أوضح تقرير منظمة العفو الدولية أن الجثث فى تلك المواقع كلها دفنت دفعة واحدة، وهي متلامسة، لا في حفر منفصلة لكل جثة، والمعروف أن المقابر الجماعية من هذا النوع تعتبر غير عادية، حيث تشير في كل الأحوال تقريبا إلى أن الوفيات جاءت نتيجة فظائع جماعية أو كوارث طبيعية.

وحسب بيان  منظمة هيومن رايتس في تقريرها الذي أعدته في حينه،  أدت الطريقة العشوائية وغير المنهجية التي حفرت بها المقابر الجماعية حول الحلة والمحاويل إلى استحالة تعرف الكثيرين من أهالي المفقودين على رفات ذويهم بصورة مؤكدة، أو حتى الاحتفاظ بالرفات الآدمية في حالة سليمة ومنفصلة عن غيرها لكل جثة، ففي غياب المساعدات الدولية لجأ العراقيون إلى استخدام المجارف لحفر المقابر الجماعية، الأمر الذي أدى إلى تمزيق عدد لا حصر له من الجثث تمزيقا فعليا، وخلط الرفات بعضها ببعض في أثناء هذه العملية، وفي النهاية أعيد دفن أكثر من ألف جثة في مواقع مقبرة المحاويل مرة أخرى دون التعرف على أصحابها.

المقابر الجماعية كانت نتيجة حتمية لسياسات النظام السابق التي مارسها ضد ابناء الشعب العراقي طيلة فترة حكمه أو خلال العشرين سنة الماضية من تاريخ ارهابهم.

نظام صدام الجرذ أصدر  قرار قرأ بالإذاعة والتلفزيون، ونشر في الجريدة الرسمية،  يحمل رقم ٤٦١لسنة ١٩٨٠ والقاضي بإعدام كل من انتمى أو روج لحزب الدعوة الاسلامية بأثر رجعي، استشهد على أثر ذلك مئات آلاف  من أبناء الشعب العراقي، وجرى دفنهم في مقابر مجهولة لأجل إخفاء معالم جرائم الإبادة الجماعية، واستمر هذا الحال طيلة عقد الثمانينات والتسعينات بل ولقبل ليلة واحدة من سقوط نظام البعث في نيسان عام ٢٠٠٣.

 المقابر الجماعية تضم في غالبيتها الساحقة رفات شهداء  شيعة عرب وأكراد فيليبين واكراد من ابناء الاقليم الكوردي بما فيهم عدد كبير من الاكراد  من البرزانيين، الذين جرى نقلهم إلى محافظات الجنوب والفرات الأوسط، وتم تصفيتهم ودفنهم هناك.

في ١٦ آذار عام ١٩٨٨ قام صدام الجرذ بتوجيه ضربة كيمياوية إلى مدينة حلبجة الآمنة في كردستان وراح ضحية هذه الجريمة ما يقارب من (٦٠٠٠) شهيد اغلبهم من النساء والأطفال، وجرى دفنهم في مقابر جماعية داخل مدينة حلبجة وفي ضواحيها، ثم تبعتها في العام نفسه عمليات الأنفال (المشؤومة) والتي حصل فيها تهجير وإبادة ما يقارب من(١٨٢٠٠٠) من الأكراد، وقد تم دفنهم في مقابر جماعية في مناطق مختلفة من العراق.

 لجنة  المقابر الجماعية ذكرت أن في قمع انتفاضة اذار أو شعبان عام ١٩٩١ُسجلت ارقام قياسية في أعمال الإبادة الجماعية بحق المواطنين الشيعة حيث تم إعدام ٣٥٠٠٠٠ مواطن شيعي  وقد جرى دفنهم في مقابر جماعية تجاوزت (٢٠٠) مقبرة جماعية ، فضلاً عن أعمال القتل في المدن والتصفيات الجماعية التي استمرت طيلة عقد التسعينات وحتى وقت سقوط النظام ،حتى ان وزارة حقوق الانسان قد وثقت في ارشيفها مقبرة جماعية يعود تاريخ الدفن فيها إلى يوم 4\4\2003 ، أي قبل سقوط النظام أربعة أيام فقط، وذلك في مدينة المدائن جنوب شرقي بغداد .

في شهر نيسان  عام ٢٠٢٢عثر في محافظة النجف في جنوب العراق على مقبرة جماعية تعود إلى تسعينات القرن العشرين اي في الانتفاضة ، أخرج منها ١٥جثماناً من أصل ١٠٠ دفنت فيها، فقد عثر على تلك المقبرة أثناء إنشاء مجمع سكني جنوب مدينة النجف في شهر نيسان/إبريل، وشوهدت العظام والجماجم البشرية موزعة ومرقمة على الأرض، أمام مبانٍ قيد الإنشاء.

بوقتها صرح السيد  عبد الإله لنائلي مدير مؤسسة الشهداء، وهي مؤسسة حكومية معنية بفتح المقابر الجماعية، أن أكثر من مئة رفات، وجدت فيها، مضيفاً أن هذا العدد تقريبي ويمكن أن يكون أكثر باعتبار أن مسرح الجريمة كبير جدا.

كما ترك فلول البعث قاعدي داعشي  الذي دحر في  العراق في العام 2017  بفضل الحشد والفصائل والجيش تركوا لنا  أكثر من ٢٠٠مقبرة جماعية  تضم ما يصل إلى ١٢ألف جثمان، بحسب الأمم المتحدة.

هل سيستطيع التأريخ أن ينسى سجلَّ نظام صدام الجرذ بحق الشيعة والاكراد. وهل نستطيع نسيان جرائم دولة البعث الساقطة في إرهاب العشرين سنة الماضية  التاريخ لن ينسى إطلاقا،للاسف  بعد أن تحرّرنا  من نير حكم صدام الجرذ  المباد ، الذي دام أكثر من ثلاثين عاما من الاستبداد ، جمعوا لنا كل العصابات الإرهابية وللاسف استمر البكاء وسرقت منا حتى الابتسامة والفرحة والبهجة. 

البكاء الجماعي على مقابر جماعية على الآباء المفقودين الذين لم يتم العثور على آثارهم بعد في سجون صدام المروعة منذ عقود.

الشباب الذين حُكِمَ عليهم بالإعدام والدفن في مقابر البعث الجماعية، لا ذنب اقترفوه سوى أنهم شيعة لا أكثر،   

عندما وصل نيلسون مانديلا إلى رئاسة جنوب إفريقيا بعد أربعة عقود من النضال والسجن وانهيار نظام الفصل العنصري ، قال جملة جعلت اسمه في ذهنه: “يمكنني أن أسامح ، لكنني لن أنسى.

ولا يمكن مقارنة وضع حكم صدام الجرذ الطائفي الشوفيني مع وضع الأكثرية الافريقية في جنوب افريقيا، صدام استخدم أسلحة دمار شامل وتطهير عرقي ضد أبناء شعبه، اليوم شاهدت لقاء تلفزيوني مع رجل من البصرة حضر إعدام ٧٥٠شاب شيعي من البصرة بحضور عدي الكسيح ابن الدكتاتور صدام الجرذ، أطلق سراحه وأبلغه أن يبلغ أهالي البصرة الشيعة أن عدي قام في إعدام ٧٥٠ شخص شيعي بصري، ومصير كل شيعي يقف ضد نظام صدام هو الإعدام والقتل.

العراق لازال يعاني صراع قومي ومذهبي، وراينا خلال العشرين سنة نفذت مخططات اجرامبة جمعوا لنا كل حثالات الإرهاب الوهابي من مائة دولة بالعالم لكسر إرادة وصمود المكون الشيعي العراقي بشكل خاص، لكن كل المخططات فشلت وإن كلفتنا مئات آلاف الشهداء، وهناك للأسف صراعات شخصية بين بعض ساسة المكون الشيعي، وبسبب هذه الخلافات البينية نفذ إلينا فلول البعث وهابي واستباحوا دمائنا، لحد يوم أمس خرجت مظاهرات مطلبية في شرق بغداد، المتظاهرين قاموا في حرق نخيل تم زراعته على قناة الجيش بطريقة تكشف ضحالة فكر من قام بالحرق وثبت همجية الفاعلين وسذاجتهم، كل شعوب العالم تحترم النخيل بشكل خاص، الدنمارك احضرة ١٥ نخلة من الهند، وقامت بزرعهن في العاصمة كوبنهاكن، يتم تغطية قلوب النخيل في الشتاء لحمايتهن من البرودة الشديدة، وغالبية الشعب الدنماركي زراع المنطقة التي زرعت بها النخيل الهندي، يلتقطون الصور، حتى فتحت كافتريات بالقرب من منطقة النخيل، وبالعراق منظاهرين يحرقون نخيل قناة الجيش ببغداد، أنها السذاجة والجهالة والغباء، نعم حكومة مقصرة، انا شخصيا مفصول سياسي ولم يتم ارجاعي إلى وظيفتي العسكرية ليومنا هذا، لكن هل إذا أردت أن اطالب بحقوقي لازم  اشن هجوم على الحكومة، الحقوق تؤخذ بالمطالبات وليس في أعمال العنف التي تستغلها ضباع دول العالم الاستعمارية التي تريد لنا الشر وتريد إعادة جرائم المقابر الجماعية والاذلال والإهانة واحتقار كل من هو شيعي مرة ثانية، رحم الله شهداء المقابر الجماعية من ابناء الجنوب والاهوار والفرات الاوسط وبغداد ورحم الله شهداء المكون الكوردي في كردستان ورحم الله اخواننا في الدين والمذهب والمظلومية من شهداء الاكراد الفيليون الشيعة، الذين وصفهم الرذيل علي الكاش بكتابه السيء بالقول أن الاكراد الفيليون ايرانيين فرس، رغم انهم هم ابناء العراق الاصلاء آصل من النكرة الطائفي البعثي علي الكاش، اطالب ابناء شهداء الكورد الفيلية إقامة دعوى قضائية على المدعو البعثي علي الكاش في المحاكم العراقية لتقديمه للعدالة، وايضا علي الكاش طعن في اصل عشيرة البو محمد ورغم أن هذا السفيه لايعلم ان ال بو محمد واميرهم الشيخ محمد العربي اصلهم العربي عزاوي، لكن مرض البعث الطائفي المصاب به علي الكاش جعله ينظر لكل شيعي انه فارسي، رغم أن فحص  DNA لسيده صدام الجرذ هندي، انا شخصيا عملت فحص بحسابي لمعرفة اصلي في مركز الفحص أمريكي وكانت نسبتي العربية الابراهيمية تصل ٧٠% اتحدى أيتام صدام الجرذ وخدم عدي الكسيح أن يعملون فحص لان أصولهم تركية وهندية ورومانية، نحن الشيعة العرب اصل العروبة بالعراق ونحن اصل الإسلام رغم أنف كل بعثي طائفي قذر نتن.

18/5/2023

اترك تعليقاً