السيمر / فيينا / الأثنين 22. 05 . 2023
تحالف عسكري أسسته 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا، في عام 1949، هدفه الأول مساعدة الدول بعضها البعض في حالة وقوع أي هجوم مسلح.
هكذا تم تأسيس حلف الناتو، والذي تتواجد قواته في العراق منذ دخول عصابات داعش الإرهابية من 2014 والى الان، بحجة مساعدة القوات الأمنية وتقديم الاستشارة والتدريب والمعونة العسكرية.
التحالف الذي تترأسه أمريكا قرر يوم أمس الأحد، تعيين خوسيه أنطونيو قائداً جديداً له في العراق، لا يذكر له أي منجزات، بينما عدت الكثير من الأوساط الشعبية والسياسية “وجوده وعدمه واحد”، بمنطق “أن حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد”.
واشنطن التي قررت سحب قواتها من العراق عام 2011 يبدو أنها ندمت كثيرا، فاخترعت الحجج وابتكرت الأوهام لمحاولة العودة مجددا الى البلاد، وهذا ما حصل عبر وسائل عديدة أبرزها استمرار تواجد الناتو.
عضو مجلس النواب، محمد سعدون السوداني، كشف، سبب تجديد قائد بعثة حلف الناتو في العراق، فيما أكد أن أمريكا تريد شيئاً والحكومة ماضية بتحقيق شيء أخر.
ويقول السوداني في حديث لوكالة / المعلومة /، إن “الحكومة الحالية تتعامل مع كل الأشخاص والمسميات بما يخدم مصالح العراق، وليس بما يخدم تلك الجهات”.
ويضيف، أن “أمريكا تفكر بطريقة أو بأخرى البقاء بالتحكم في مستقبل العراق السياسي من خلال تجديد قائد بعثة حلف الناتو، أو عبر تمديد حالة الطوارئ”.
ويوضح عضو مجلس النواب، أن “العراق وبظل هذه الحكومة بدأ حملات اعمار واسعة واصلاحات بالجهاز الإداري، والتعامل مع الناتو يأتي من هذا المنطلق وعلى أسس وثوابت تخدم العراق، وبما لا يسمح للأخرين أن يتدخلون بالشأن الداخلي”.
ويبين السوداني، أن “العراق أكبر من كل المخططات الامريكية”، مشيراً الى أن “واشنطن تريد شيئاً عبر هذه السياسات والحكومة ماضية بشيء أخر يخدم العراق”.
الى ذلك، حدد رئيس مركز القمة للدراسات الاستراتيجية حيدر الموسوي، هدف أمريكا وراء بقاء تحالف الناتو في العراق، وفيما أكد عدم حاجة البلد لأي قوات أجنبية.
ويؤكد الموسوي في حديث لـ / المعلومة /، إن “العراق اثبت بعد هجمة داعش الإرهابي بلا أدنى شك بانه غير محتاج الى أي قوات أجنبية، باعتباره اصبح قادرا على حماية نفسه بعد الفترة القياسية التي استطاع من خلالها طرد الإرهاب من أراضيه”.
ويشير الى، أن “هناك أدوات أخرى تتحكم بحلف الناتو والكثير من الجهات التي تحاول أن تبقى القوات الأجنبية داخل الأراضي العراقية ومن ضمنها قوات تحالف الناتو”، لافتا الى أن “أمريكا وحلف الناتو ورغم القوة الكبيرة قالوا أن العراق سيبقى أكثر من 30 عاماً تحت سيطرة العصابات الإرهابية”.
ويبين مدير القمة، أن “أمريكا تستخدم حلف الناتو كورقة ضغط على جميع الحكومات العراقية”، متسائلاً “أين كانت هذه القوات عند دخول داعش او الجيش التركي؟”.
ويذكر الموسوي: “من يتشدق بالديمقراطية وحقوق الشعب العراقي، كان من المفترض أن تقرر إرادة المواطن مصيره، بعيداً عن جميع هذه القوات والتداخلات الأجنبية من أراضيه”.
بدوره، طالب عضو مجلس النواب، محمد البلداوي، الحكومة العراقية بتحديد صلاحية قوات الناتو وقواتها المتواجدة، فيما عد استمرار تحركات هذه القوات سيساهم في العديد من الخروقات الأمنية.
وبالحديث عن تواجد الناتو داخل الأراضي العراقية يقول النائب عن تحالف الفتح محمد كريم في حديث لـ /المعلومة/ إن “القوات الأجنبية تتعكز على موضوع تدريب الجيش العراقي من اجل ضمان البقاء داخل الأراضي العراقية لتنفيذ مخططاتها الخبيثة”، مطالبا “الحكومة الجديدة بتحديد صلاحيتها وعدد القوات المتواجدة و أماكن تواجدها من اجل حفظ دماء العراقيين”.
ويتابع، ان “القوات الأجنبية تحتاج الى ان يوضع حدا لتحركاتها وان تختص في المهام المكلفة بها دون التدخل بالشؤون الداخلية”، لافتا الى ان “هنالك عمليات استفزازية تقوم بها هذه القوات بين فترة واخرى تتطلب السيطرة عليها في قادم الأيام”.
ويشير الى ان “استمرار تحركات هذه القوات سيساهم في العديد من الخروقات الأمنية ولنا سوابق معها، بعد تنفيذ حادثة اغتيال قادة النصر”، مضيفا ان “جميع التعرضات التي تمت على قوات الحشد الشعبي وقطعات الجيش العراقي في الفترة من اشراف او تنفيذ هذه القوات”.
استمرار تحالف الناتو أو أي قوات أجنبية أخرى على الأراضي العراقي ومهما كانت الذرائع والحجج، فأنها تمس سيادة البلد، وهو ما يتطلب ضرورة التعامل معها كقوات احتلال والإسراع بإخراجها بتوجه حكومي وبرلماني.