الرئيسية / مقالات / المفروض كشف جرائم مخابرات صدام للعراقيين

المفروض كشف جرائم مخابرات صدام للعراقيين

السيمر / فيينا / الثلاثاء 23. 05 . 2023

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كان غالبية أبناء الشعب العراقي يأملون بعد أسقاط نظام صدام الجرذ القمعي، يقوم الساسة الحاكمين الجدد، بكشف جرائم صدام المقبور للشعب العراقي، وعرض كل الوثائق والقرارات العبثية والصورية التي ارتكبها صدام الجرذ في إعدام واغتيال واعتقال واغتيال ملايين العراقيين.

من حق ضحايا نظام البعث ان تكون لديهم أوراق ثبوتية تدين النظام السابق وأزلامه الاوباش من كاتبي التقارير الحزبية والأمنية لكي يتم الاحتكام بها للسلطات القضائية العراقية والعالمية لإقامة دعاوى ضد كل من تورط في كتابة التقارير او تورط في عمليات الاغتيال والقتل والتهجير وتنفيذ الاعدامات بحق ملايين الضحايا الابرياء المظلومين.

إن التكتم عن نشر تلك الوثائق جعل المجرمين من القتلة يتسللون إلى الانتماء إلى الأحزاب والتيارات السياسية الجديدة الناشئة، أو المشاركة بالعملية السياسية لمسخها وإرباكها، هناك المئات من العناصر المخابراتية والأمنية والقمعية من قتلة أبناء الشعب تجدهم اليوم كتاب وصحفيين ومحللين سياسيين يتطاولون على الضحايا والشرفاء الذين عانوا من إجرام سيدهم صدام الجرذ الهالك.

هناك خطأ واضح ارتكبه الساسة العراقيين الجدد، عندما بدأت العصابات البعثية في عمليات التفجيرات الطائفية واغتيال الضباط والطيارين والعلماء وإلقاء تلك التهم على منظمة بدر، كان يفترض بالساسة الجدد عرض اعترافات المجاميع الارهابية التي تم اعتقالها من قبل القوات الأمنية، وعرض ذلك للرأي العام الشعبي.

مصارحة الجماهير سر من أسرار النجاح، بقينا سنوات ننتظر، لكن دون جدوى، أول قناة فضائية قامت ببث تسجيلات لعناصر إرهابية اعترفت بذبح الضحايا الشيعة هي قناة الفيحاء، والأخ محمد الطائي بجهوده عمل تحقيقات صحفية مع المجرمين والقتلة، بعدها القنوات العراقية بدأت تبث بعض البرامج الخجولة لعرض اعترافات نزر يسير لبعض الإرهابيين اعترفوا بتنفيذ جرائم القتل والتفجير والتفخيخ.

سبب تجرأ فلول البعث الجبناء في التفجير والقتل كان نتيجة طبيعية لعدم نشر الوثائق التي تدين هؤلاء القتلة والمجرمين عندما كانوا يد صدام الجرذ التي يبطش بها بالعراقيين، نعم هؤلاء هم نفس شراذم أجهزة صدام القمعية، والحق المؤلم، أن هؤلاء بعد سقوط نظام صدام الجرذ اطالوا لحاهم واصبحوا أئمة مساجد وخطباء وكتاب وصحفيين وإعلاميين ورؤساء عصابات تكفيرية بالقاعدة وداعش.

بالدنمارك كان عملاء مخابرات صدام الجرذ يكتبون تقارير على العناصر العراقية المعارضة لنظام البعث، وبعد سقوط نظام البعث رأيت تقرير عرضته القناة الدنماركية الرئيسية حول تورط عناصر عراقية بالدنمارك في كتابة تقارير على عراقيين كانوا يقيمون في الدنمارك، ومن المؤسف أن شخص عراقي تسلم منصب أمني عراقي بالداخلية من حزب الدعوة اسمه عدنان الأسدي، قام في جلب التقارير والوثائق وسلمها إلى جهات أمنية دنماركية، ولو كان هذا المسؤول الأمني العراقي يفهم القانون الدنماركي رغم انه يحمل الجنسية الدنماركية كان الأولى به إعطاء التقارير إلى الأشخاص الذين كتبت ضدهم التقارير ليتمكنوا من إقامة دعاوى قضائية ضد المتورطين ويتم الاقتصاص منهم في القانون الدنماركي الذي يلزمهم في دفع تعويضات مالية جدا كبيرة للأشخاص الذين كتبوا ضدهم تقارير، هذا التصرف الغير صحيح من قبل المسؤولين العراقيين الجدد كان أساس الكوارث واستمرار القوى البعثية المجرمة في الحياة والإمعان في سفك دماء الشعب العراقي.

مصر وقعت بها عمليات إرهابية قليلة، الرئيس السيسي امر الحكومة المصرية في إقامة معرض يضم صور شهداء العمليات الإرهابية وأسماء العناصر الإرهابية التي نفذت جرائم القتل، وزارة الداخلية العراقية اعتقلت مئات العصابات البعثية التكفيرية متورطين في عمليات اغتيال مئات الأطباء والعلماء والضباط وخطباء وائمة المساجد، تم اعتقال عناصر إرهابية اعترفوا في تفجير حسينيات ومساجد تسببوا في قتل آلاف المواطنين، كان يفترض قيام السلطات الامنية في دعوة عوائل الضحايا للتعرف على قاتلي أبنائهم.

بعد سقوط نظام البعث تم مصادرة مئات الأطنان من الوثائق والسجلات والتقارير وجدت في دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات، تحتوي على معلومات مهمة عن عمليات الإعدامات وأسماء كاتبي التقارير، الذين تسببوا في اعتقال وإعدام مئات آلاف الناس، أو بتهجير مئات آلاف المواطنين من الكورد الفيليين والعرب الشيعة بحجة أنهم فرس.

جهاز مخابرات صدام الجرذ تورط في عمليات اغتيالات طالت عراقيين وعرب واجانب، الوثائق وقعت في ايادي أحزاب سياسية او لدى المواطنين، يفترض بالدولة العراقية الجديدة نشر الوثاىق، يفترض يتم عمل حوارات تلفزيونية مع ضباط جهاز المخابرات وقادة الجيش وضباط استخبارات أجهزة صدام الجرذ الذين لديهم معلومات لشرح ذلك عبر القنوات الفضائية العراقية، هناك الكثير من منتسبي أجهزة مخابرات صدام وقواته الامنية والاستخباراتية وضباط الجيش وحرسه الجمهوري والخاص مستعدين للحديث عن حقبة نظام صدام الجرذ، وكشف حقيقة ما جرى من قتل بحقبة نظام صدام الجرذ، لا يعقل ضابط طيار لقبه الطائي هنا بالدنمارك يتوسل في المحطات الفضائية يريد اطلاع العراقيين على حقيقة تورط قادة فلول البعث بعد سقوط نظام صدام الجرذ في اغتيال ضابط طيار من أهالي الاعظمية رفض الانضمام للعصابات الإرهابية، كان النتيجة اغتالوه، وفي نفس الساعة شيعوا الضحية وهم يهتفون ضد فيلق بدر ويقولون فيلق غدر هو من اغتيال الضابط الطيار….الطائي.

هناك حقيقة كل المجاميع الارهابية بحواضن الإرهاب هم من ضباط وقادة وجنود وأجهزة أمنية واستخباراتية ومخابراتية وعناصر البعث من دولة البعث الساقطة، هذا الكلام ليس من الخيال، وإنما عندي أصدقاء وزملاء ضباط سنة كانوا معي بحقبة ثمانينيات القرن الماضي، هم من تواصل بعضهم معي وقالوا لي كل رؤوس المجاميع الارهابية هم من ضباط الجيش والحرس الجمهوري والأمن والحرس الخاص من ابناء المكون السني، واعطوني اسماء ضباط من تكريت وسامراء يتزعمون عصابات ارهابية، عندي صديق ضابط بحري رتبته رائد من البصرة هاجر إلى استراليا وقع في أيدي العصابات التكفيرية بالطيفية، يقول تم أخذنا لكي يقتلوننا، قال جائني شخص قال لي أنت فلان ضابط وكنيتك أبو سجى، قلت له نعم، هو من نقل لي القصة، يقول كان هذا الشخص ملثم، قال لهم هذا يطلق سراحه، وأخذني إلى السيطرة وصعدني في سيارة متجهة إلى مدينة الحلة.

للظاهر هذا الضابط الذي كان مع العصابات الإرهابية كان مع ابو سجى في القوة البحرية بحقبة نظام البعث، عندي صديق شيوعي يقيم بالدنمارك، من أهالي ديالى شهربان، ذهب ليرشح نفسه في انتخابات عام ٢٠١٤ اسمه اسماعيل الجبوري، يقول ذهبت إلى اهلي وعرف شقيقي ان اسمي مرشح للانتخابات، يقول جائني مسرعا، وقال لي منطقة شهربان وبقية مناطق السنة تدار من قبل أعضاء البعث والاجهزة الامنية والاستخباراتية وجيش صدام، فهم من يديرون المناطق، ومن خلالهم يتم ترشيح نواب سنة للمشاركة بالعملية السياسية ليكونوا لهم أجنحة سياسية، وببساطة يرسلون لك بهيمة سعودي او مغربي أو تونسي ليكي يفجر نفسه عليك ويقتلك ويقتلنا، يقول التفت لي شقيقي وقال لي كل المرشحين السنة هنا تم ترشيحهم من قبل عناصر دولة البعث السابقة، يقول هربت بسرعة بنفس الليلة إلى بغداد ومنها عدت للدنمارك.

من المؤسف أن يقوم حميد عبدالله بعمل حلقات حوارية مع ضباط سابقين لكشف جزء بسيط من عمليات الاعدامات التي طالت قادة بحقبة صدام، رغم أن حوارات حميد عبدالله تهدف لكشف جزء بسيط لايتعارض مع أهداف مدير القناة الفضائية التي يعمل لها ويملكها شخص من المكون الحاضن للإرهاب، يفترض الدولة العراقية هي من تقوم كشف الحقائق من خلال قناة العراقية.

غسان شربل صحفي لبناني يعمل بوق لدى صحافة دول البداوة أيضا افضل من قنواتنا الفضائية العراقية الحكومية والحزبية، اقلها عمل حلقات حوار مع ضابط مخابرات بحقبة صدام الجرذ لقبه الجميلي قام بنشرها في مقالات صحفية نشرها في عدة صحف سعودية وخليجية، رغم أن الحوار مع الجميلي الغاية تبرئة البعثيين وجرذهم صدام من التعاون مع القاعدة ومع أسامة بن لادن بقضية جريمة الحادي عشر من سبتمبر.

لايعقل الحكومات العراقية المتعاقبة تملك اطنان من الأرشيف الضخم للمخابرات العراقية السابقة ومن أرشيف دائرة الأمن العامة والاستخبارات وادارات السجون ووزارة الدفاع العراقية ويتم طمر وطمس الحقائق عن الشعب العراقي.

سبق لي أن كتبت ومنذ سقوط نظام البعث بضرورة عمل لقاءات مع ضباط أجهزة مخابرات صدام الجرذ وضباط من الجيش السابق والحرس الجمهوري والخاص وضباط الأمن والاستخبارات والأعضاء البعثيين الذين تضرروا من نظام صدام الجرذ ولديهم رغبة في الحديث عن مشاهداتهم في تلك الفترة وطرحها إلى الرأي العام العراقي الشعبي.

من أبسط حقوق المواطن العراقي يريد أن يعرف عن ماحدث بحقبة حكم صدام، ماحدث بالعراق حدث في دول أخرى، المطلوب المصارحة وكشف الحقائق ولا بأس بوجود مصالحة مع العناصر التي لم تتورط بقتل ابناء الشعب العراقي، لو ساسة العراق الجديد، واعني القادة الشيعة الذين تبوؤا مناصب مهمة بالدولة مثل رئاسة الوزراء عملوا وفق مبدء مصارحة الجماهير وفضح القوى الإرهابية لما تجرأ مخانيث فلول البعث وهابي على استباحة دمائنا، أتذكر بعام ٢٠٠٦ طلبت من مسؤول بالداخلية كانت الوزارة بيده، نشر وثائق تورط رؤوس القوى الإرهابية وعرض ذلك للرأي العام الشعبي، لكنه للأسف رفض ذلك، لأسباب انا اعرفها وليست لأسباب وطنية، لأن فضح القوى الإرهابية هو جوهر الوطنية وسنامها.

انا لم ولن ألوم قطعان العربان المفخخين الذين تم خداعهم من قبل الإعلام الوهابي البعثي للمجيء للعراق لقتل الشيعة بحجة الجهاد، لأن هؤلاء يعرفون الشيعة كفار بسبب الكتب الوهابية السعودية التي وزعتها السفارات والمؤسسات الدينية والمدنية السعودية على المسلمين بالعالم التي تعتبر الشيعة كفار واشد خطر من النصارى واليهود، وكان ولا زال في مقدور الحكومة العراقية من خلال الإعلام الحكومي او إعلام الأحزاب الشيعية ترك قضية التركيز على المحاضرات وعرض مواكب أحياء المناسبات الدينية الحسينية فقط وإن كانت مهمة وضرورية، لكن كان ولازال عليهم عدم الاغفال عن عمل حلقات حوارية في مناقشة الكتب التي تكفر الشيعة مثل كتب إحسان إلهي ظهير او كتاب البعثي الطائفي علي الكاش الذي جمع أكاذيب الوهابية في كتاب يضم ٧٥٠صفحة كلها أكاذيب وتهم لا أصل عليها، والذي وصف الأكراد الفيليون الشيعة في أنهم فرس قدموا من إيران وليس عراقيين، واعتبر قبيلة البو محمد العزاوية العربية انهم عجم لكونهم شيعة ولكون احد أبنائهم قاضي قام في محاكمة سيده صدام الجرذ الهالك، الأمر طبيعي يتم مناقشة كتب إحسان إلهي ظهير من خلال إحضار علماء ومثقفين شيعة وسنة محترمين ويتم مناقشة كل التهم والاكاذيب واحدة بعد الأخرى.

في رمضان الماضي بمبادرة تونسية نظمت قناة فضائية تونسية حوار طيلة شهر رمضان ما بين الشيخ التونسي الشيعي علي السلمان ومع شيخ سني معتدل، يوميا بعد الإفطار يتم عقد جلسة حوارية حول الشيعة ومعتقداتهم في جو حواري هادىء ومعتدل، في تقبل الرأي والرأي الآخر، واستطاعت القناة الفضائية التونسية تثقيف الشعب التونسي بحقيقة كذب الافتراءات التي تستهدف الشيعة، وكانت النتيجة أن شعب تونس بات يحترم ويقدر المواطنين التوانسة الشيعة، كان يفترض نحن بالعراق من يقوم بذلك لأن العراق جعلوه فلول البعث وهابي ساحة لتجميع الانتحاريين الوهابيين لمهاجمة المساجد والحسينيات والأسواق ذات الغالبية الشيعية.

هناك تقصير حكومي واضح، يفترض في قادة الأحزاب الشيعية وفي الحكومة القيام بنشر كل وثائق وأسرار حقبة فترة حكم صدام الجرذ من خلال استضافة ضباط ووزراء ومسؤولين وقادة شغلوا مناصب في حقبة حكم البكر وصدام الجرذ الهالك، كنت اتمنى ان تقوم قناة العراقية او الفرات او آفاق او العهد تستضيف مسؤولين ضباط وعناصر أمن كانوا في نكرة السلمان يشرحون كيف تم إعدام أكثر من عشرة شاب كوردي فيلي شيعي تم احتجازهم بالسجون وتهجير اهلهم إلى إيران وللاسف تم دفنهم وهم أحياء في صحاري السماوة.

كنت اتمنى من قناة العراقية تستضيف اللواء الركن عبد الأمير عبيس القرعاوي الشمري ليشرح للشعب العراقي كيف نجا من عملية إعدام، اعدم بها اكثر من ١٣٠ ضابط وشخصية في كذبة مشاركة في انقلاب عام ١٩٨٩ ومن ضمن الشهداء عميد ركن سعدون من الديوانية وعميد ركن هلال والد أحد المثقفين في تيار الحكمة يشغل الآن منصب وكيل وزير اسمه الدكتور نوفل ابو رغيف، وكان من ضمن الشهداء، أحد أبناء مدينة الحي طيار مدني أيضا اعدم بهذه الجريمة اسمه الشهيد الطيار وليد مهدي ثويني العنزي والده وجده وجد جده من شيوخ مدينة قضاء الحي يكنون ليومنا بيت الشيوخ، اعدم مظلوم ولم يكن مشترك في انقلاب، لواء ركن عبد الأمير عبيس هو من نقل لي الحادثة، كنا معا في قاعدة تبوك الجوية عام ١٩٩١ في السعودية، لا أعرف ماهو سر تخاذل القنوات الفضائية الحكومية والحزبية الشيعية العراقية بعدم استضافة شخصيات نجت من عمليات إعدام بحقبة نظام البعث، هل هؤلاء لايعرفون أهمية بث هذه الحوارات، أم إنهم جهلة، أم إنهم متواطئون، هناك آلاف من الضباط والمنتسبين الشرفاء ممن عاشوا تلك الحقبة الزمنية المظلمة وهم على قيد الحياة مستعدون للتحدث للقنوات الفضائية العراقية الحكومية والحزبية لكشف حقيقة ماجرى.

والله ما اعرف سر هذا الصمت الغير مبرر، هل قلة معرفة، أم من سوء حظنا، إلى الله المشتكى، شعبنا تعرض لمظالم كثيرة لاتعد ولاتحصى، ولازال يظلم ليومنا هذا.

23/5/2023

اترك تعليقاً