اعتاد العالم على السعودية المتوحّشة، المتصالحة مع نفسها في استعمال كلّ أدوات الحرب الصلبة والقاتلة والهمجية (آخر فصولها إعدام ثلاثة شبّان بتهم واهية)، ولكن لم يعتدْ بعد على السعودية الناعمة، بأدواتها الثقافية والفنية والتكنولوجية الأميركية. ثمّة بروفة لهذه الحرب يخوضها ابن سلمان في الداخل، في سياق أمركة المجتمع، وقد نجح نسبياً فيها، وسوف ينقل المعركة إلى دول الخصوم السابقين في مرحلة مقبلة. فالأميركي، وليس الروسي والصيني، هو الفاعل في الحرب السعودية بشقَّيها الصلب والناعم.