الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / “محارب قبل كل شيء” و”خسارة لا تعوض”… أبرز ردود الفعل على وفاة برلسكوني
صورة من الأرشيف، عندما كان سيلفيو برلسكوني رئيسا لوزراء إيطاليا- 27 آذار/مارس 2009. © رويترز

“محارب قبل كل شيء” و”خسارة لا تعوض”… أبرز ردود الفعل على وفاة برلسكوني

السيمر / فيينا / الأثنين 12 . 06 . 2023

توالت ردود الأفعال في الداخل والخارج على وفاة رئيس الحكومة الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، الاثنين عن 86 عاما. ففيما اعتبرته رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني “محاربا قبل كل شيء”، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه “خسارة لا تُعوض”. ومن المرتقب أن تقام جنازة رسمية لبرلوسكوني الأربعاء في كاتدرائية ميلانو.

من رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة جويجيا ميلوني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توالت ردود الأفعال على وفاة رئيس الحكومة الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني الاثنين عن 86 عاما. 

وشغل برلوسكوني منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات بين عامي 1994 و2011 لمجموع تسعة أعوام، وكان عضوا في مجلس الشيوخ ورئيسا لحزب “فورتسا إيطاليا” اليميني وشريكا في الحكومة الائتلافية التي ترأسها اليمينية المتطرفة جورجيا ميلوني.

وقالت ميلوني الاثنين في مقطع فيديو “كان سيلفيو برلسكوني محاربا قبل كل شيء. كان رجلا لا يخشى الدفاع عن قناعاته، وكانت شجاعته وتصميمه بالتحديد ما جعله أحد أكثر الرجال تأثيرا في تاريخ إيطاليا”.

وقال زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة ماتيو سالفيني، إن البلد خسر “إيطاليا عظيما… واحدا من الأعظم على الإطلاق”. مضيفا على شبكات التواصل الاجتماعي “لكن الأهم هو أنني خسرت صديقا عظيما. أنا محطم ونادرا ما أبكي، اليوم هو أحد هذه الأيام”.  

“خسارة لا تُعوض”

من جهته، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرلسكوني، الذي قال إن وفاته “خسارة لا تُعوض”. وكتب بوتين في برقية تعزية موجهة إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وفق بيان صادر عن الكرملين، “بالنسبة إلي، كان سيلفيو إنسانا عزيزا وصديقا حقيقيا”. 

وكان سيلفيو برلسكوني، صرح في إحدى المرات أن علاقة “صداقة شخصية وحقيقية” تربطه بفلاديمير بوتين.

وفي تصريحات متلفزة منفصلة، قال بوتين إن برلسكوني فعل الكثير لتطوير العلاقات بين روسيا والدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي. وأضاف أنه برز لأنه كان “مخلصاً جداً ومنفتحاً”. وقال “هذه خسارة كبيرة ليس فقط لإيطاليا ولكن للسياسة الدولية”.

احتفظ برلسكوني بمكانة خاصة في قلوب العديد من الإيطاليين، رغم سلسلة الفضائح الجنسية والملفات القضائية التي شوهت سمعته على مدى سنوات.

 وأشاد البابا فرنسيس الذي دخل أيضا المستشفى، الاثنين بـ”شخصية بارزة في الحياة السياسية الإيطالية الذي تولى مسؤوليات عامة بنشاط كبير”، وذلك في برقية وقعها نيابة عنه وزير خارجية الفاتيكان والمسؤول الثاني فيه الكاردينال بييترو بارولين.

من جهته كتب رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان “أرقد بسلام يا صديقي” تحت صورة نشرها على تويتر تظهره مع برلوسكوني، مشيدا بـ”مقاتل عظيم”.

وقالت أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية إنها “حزينة”. وأضافت “لقد قاد إيطاليا خلال فترة انتقالية سياسية، ومنذ ذلك الحين واصل العمل من أجل بلده الحبيب”.

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من خلال المتحدث الرسمي باسمه “ترك سيلفيو برلوسكوني بصمة كبيرة على السياسة الإيطالية لعقود”.

في إسبانيا أكد ألبرتو نونيز فيجو زعيم الحزب الشعبي (معارضة يمينية) والأوفر حظا في الانتخابات التشريعية المقررة في 23 تموز/يوليو، أن الكافالييري “اثر لعقود على التاريخ السياسي لإيطاليا”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن “سيلفيو كان صديقا كبيرا لإسرائيل وكان دائما يدعمنا” مضيفا أنه “حزين للغاية”.

كما أشاد جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق بين عامي 1981-1986 و1988-1993 “برجل صاحب شخصية قوية”، لكنه انتقد “الأفعال الضارة التي كان يقوم بها ضد الثقافة الإيطالية والأوروبية”.

وكتب على حسابه على أنستغرام أن “السينما الإيطالية كانت من الأعظم والأروع في العالم. وساهمت القنوات التجارية التي كان يديرها في تدميرها للأسف بدعم من الحكومة الإيطالية التي تخلت في ذلك الوقت عن كل سياسة عامة للسينما”.

“أحبه كثيرون وكرهه كثيرون” 

وقال رئيس الحكومة السابق ماتيو رينزي على فيس بوك “صنع سيلفيو برلسكوني التاريخ في هذا البلد”.

وأضاف “أحبه كثيرون وكرهه كثيرون: على الجميع اليوم الإقرار بأن تأثيره على الحياة السياسية والاقتصادية والرياضية والتلفزيونية غير مسبوق”.

وقالت إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديموقراطي المعارض (يسار وسط)، إن وفاة برلسكوني “تمثل نهاية حقبة”.

وأعرب حليفه ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة المناهض للمهاجرين، عن حزنه “لرحيل شخصية إيطالية عظيمة. واحدة من أعظم الشخصيات على الإطلاق في جميع المجالات”.

وكتب وزير الخارجية أنطونيو تاياني على تويتر “ألم كبير.. ببساطة شكرا أيها الرئيس، شكرا سيلفيو”.

حتى خصومه في السياسة أشادوا به

من جهته قال جوزيبي كونتي رئيس الوزراء السابق وزعيم حركة 5 نجوم “لقد أشعل النقاشات العامة واستقطبها بشكل منقطع النظير، وحتى أولئك الذين واجهوه كمعارضين سياسيين عليهم أن يقروا بأنه لم يفتقر إلى الشجاعة والشغف والمثابرة”.

وأعلن وزير الثقافة السابق داريو فرانشيسكيني(يسار) “يجب الاعتراف بالعظمة حتى لدى الخصوم”.

وقالت إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديموقراطي المعارض (يسار وسط) “اختلفنا على كل شيء وكل شيء يفرقنا (…) ولكن ما يبقى هو الاحترام لإنسان ترك بصمة في تاريخ بلادنا”.

كما عبر عالم الرياضة عن حزنه و”امتنانه” لبرلوسكوني.

وذكر ناديه السابق إيه سي ميلان الذي كان رئيسه لأكثر من 30 عاما (1986-2017) “شكرا أيها الرئيس، معنا إلى الأبد”.

أعرب كارلو أنشيلوتي الذي كان لاعبا (1987-1992) ثم مدربا (2001-2009) لهذا النادي في عهد برلوسكوني، عن “امتنانه الكبير للرئيس”.

وعبر نادي مونزا لكرة القدم المملوك لبرلوسكوني منذ 2018 وأدريانو غالياني  ذراعه اليمنى منذ فترة طويلة، عن “الحزن الكبير لرحيل -الكافالييري-“.

وقال غابرييلي غرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في بيان “غير سيلفيو برلوسكوني تاريخ كرة القدم الإيطالية”.

وبرلسكوني الشخصية الاستثنائية والأب لخمسة أبناء من زواجين، وجد صديقة جديدة في 2020 هي مارتا فاسينا عارضة الأزياء السابقة التي تصغره بـ53 عاما والنائبة عن حزبه “فورتسا إيطاليا”.

وسبق أن بنى برلسكوني ضريحا رخاميا مستوحى من الفراعنة في قصره في أركوري قرب ميلانو، ليدفن فيه أفراد عائلته وأصدقائه عند وفاتهم. 

وستُقام جنازة رسمية لبرلسكوني الأربعاء في كاتدرائية ميلانو، حسبما أعلنت أبرشية المدينة، التي قالت إنه توفي في مستشفى سان رافاييل في ميلانو.

فرانس24/ أ ف ب

 

اترك تعليقاً