السيمر / فيينا / الأثنين 19 . 06 . 2023
حاوره / وداد عبد الزهرة فاخر
يجمعنا دائما مكتب الترجمة العائد للاستاذ فاضل آل طعمة ، متفضلا على مجموعتنا باستقبالنا صباح كل سبت ، وتتفرق وتتعدد الاحاديث بين المجموعة الصغيرة التي تلتقي بهذا المكان حيث حرية الحديث الرحبة ..
لكن وجود الشخصية الوطنية واحد ضباط ثورة 14 تموز الاحرار ، الاستاذ حامد مقصود ” ابا فارس” ، حيث كان مسؤول ” تنظيم الجنود والضباط الوطنيين” اثناء التحضير لثورة 14 تموز 1958 ، يعود بنا دائما لمجريات التحضير للثورة ، واحاديث عن الكثير من ابطالها ، وفي مقدمتهم قائدها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم .
ومن نقطة معرفتة الوثيقة بالزعيم قبيل انبثاق الثورة ، جرني ذلك للسؤال عن كيفية ارتباطة بالزعيم عبد الكريم قاسم ، وهو انذاك برتبة ملازم بالجيش ، بينما يحمل الزعيم رتبة عسكرية مرموقة انذاك ، وهي رتبة ” زعيم ركن” ما يصطلح به حاليا برتبة ” عميد ركن” ..
وقد رد الاستاذ حامد ” ابا فارس” ، على سؤالي ،” أن الصدفة هي من صنعت تلك العلاقة بيني انا الضابط الصغير ، وآمر لواء برتبة زعيم كالزعيم عبد الكريم قاسم “..
واستطرد بالحديث قائلا : انه كان قادما من معسكر جلولاء بسيارة اجرة مع ركاب آخرين الى جبل حمرين ، وكنت – كما يقول – جالسا جنب سائق السيارة ، وفي احد الاستدارات حدث حادث تصادم مع سيارة اخرى ، وشعرت بالم لا يطاق بساقي ، وعجزت عن تحريكها ، ثم تحاملت على نفسي خارجا من السيارة لاجلس على الارض بجانب الشارع . ” ..
ويستطرد بالحديث قائلا: بانه وبعد دقائق قليلة من الحادث شاهدت سيارة جيب عسكرية تقف جانبا ، وعسكري برتبة عالية يقف جنبها ويتحدث مع سائق سيارة الاسعاف .. عجبت لهذه السرعة بحضور سيارة الاسعاف ، وطرق سمعي القائد العسكري وهو يوجه سائق السيارة بان ياخذني باسرع وقت ممكن لمستشفى الرشيد العسكري ، واملاه اسمه ، وتوصية منه بالعناية الكاملة بي ، رغم انني لم اسمع اسمه بوضوح وبقيت اجهل شخصيته حتى تلك اللحظة ..” .
رقدت بمستشفى الرشيد العسكري بعد ان وضعوا ساقي المكسورة بالجبس ، ولم يمر يومان الا ورايت العسكري صاحب الرتبة الكبيرة يقف سائلا عني وعن وضعي الصحي قرب سريري ، وعرفت وقتها اسمه ومركزه اي” الزعيم الركن عبد الكريم قاسم” ..
بعد خروجي من المستشفى ذهبت لزيارة الزعيم بمعسكر المنصورية حيث مقر عمله كآمر للواء 19 ، لاقدم له الشكر على ما قدم من مساعدة وتوصيات لرعايتي اثناء مرضي . ومنذ ذلك التاريخ ربطت علاقة وديه بيني وبين الزعيم عبد الكريم قاسم ، وبعد ذلك نقلت للمنصورية فاصبحت قريبا منه.
وكان تنظيم الضباط الاحرار يوعز للضباط ذوو الرتب الصغيرة بنقل بعض الرسائل ، والتوصيات اثناء التحضير للثورة ، لعدم الشك بهم كرتب صغيرة يسهل تنقلها وفق واجبات عديدة بين الوحدات العسكرية، والاتصال بكبار الضباط الامراء ..
وكنت اكلف من قبله بالعديد من الواجبات في ذلك الوقت ،حتى انبثاق ثورة 14 تموز 1958 ، وكان لبعض الضباط والجنود الذين كنت اقود تنظيمهم ادوار مهمة يوم انبثاق الثورة . وكنت اتردد على وزارة الدفاع بعد نجاح الثورة للتواصل وتلقي ما يؤمرني به الزعيم..
لذا فالصدفة هي السبب بمعرفتي بالزعيم يوم اصبت بكسر في ساقي بحادث السيارة …