السيمر / فيينا / الخميس 26 . 10 . 2023
تستمر تركيا باتخاذ سياسات عدائية ضد العراق، في ملفات لا تعد ولا تحصى وعلى رأسها قضية الاعتداءات المتكررة، الان ان المثير للاستغراب يتمثل بغياب المواقف وتغاضي نظر الكثير من الجهات السياسية العراقية، عن هذه الخروقات.
الكثير من القيادات السُنية والكردية ترتبط بانقرة اكثر مما ترتبط في حكومة بغداد بالنظر الى المواقف العديدة التي فضحت عمالة هذه القيادات، وهو ما يبعثر موقف العراق ويشتت مساعيه.
وفي وقت سابق، وثقت مشاهد وصور، زيارة غير رسمية لرئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، الى تركيا، ولقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
*تنازلات مستمرة!
وبالحديث عن هذا الملف، اتهم القيادي في تحالف الفتح على الفتلاوي، القيادات السُنية باستمرارها في تقديم التنازلات الى تركيا، فيما اكد ان احد اسباب عدم ايجاد الحلول الى ملفي قطع المياه وانهاء القصف هو ضعف الوفد العراقي المفاوض.
ويقول الفتلاوي في حديث لوكالة/ المعلومة /، إن “نجاح العراق يمكن بتعامل البلد بذات الصيغة التي تتعامل بها انقرة مع بغداد في العديد من الملفات”، مشيرا الى ان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يذهب لاستجداء الدعم السياسي في الانتخابات المقبلة بدلاً من المطالبة بحقوق شعبه المسلوبة”.
ويبين، ان “استرجاع حقوق البلد من تركيا يتطلب موقف حازم من الوفود المفاوضة لا السعي للمصالح الشخصية فقط”، مؤكدا ان “ملفات قطع المياه وايقاف القصف على الاراضي العراقية مازلت عالقة لغاية الان”.
*مصالح مشتركة!
من جانبه، اتهم المحلل السياسي قاسم بلشان، القيادات السُنية والكردية بتنفيذ الأجندات التركية داخل العراق، فيما اكد ان هذه الجهات لم تخرج بموقف صريح ضد الخروقات العديدة التي تمضي بها انقرة تجاه بغداد.
ويذكر بلشان في حديث لوكالة/ المعلومة/، إن “انهاء الاعتداءات والسياسة التي تدفع بها تركيا ضد العراق يحتاج الى موقف موحد من جميع القوى الوطنية”، مشيرا الى ان “قوى الاطار التنسيقي وتحديدا الشيعية، هي الوحيدة التي تقف وتطالب تركيا بحقوق الشعب بملف المياه وانهاء القصف على شمال العراق”.
ويتابع، ان “تركيا تمارس شبه حصار على البلد بملف قطع حصص العراق المائية وسط صمت دولي، وداخلي من بعض الجهات السياسية المتعاونة مع الأخيرة”، لافتا الى ان “صمت القيادات السياسية السُنية والكردية يوضح حجم العلاقات الوطيدة والمصالح الشخصية المتبادلة مع انقرة”.
ويردف، ان “القيادات السُنية والكردية مستمرة بتنفيذ الأجندات التركية داخل العراق”، مضيفا ان “ما تمضي به تركيا اتجاه العراق هو بمثابة الحرب غير المعلنة ضد البلد”.
استمرار انقرة في سياستها تجاه بغداد في العديد من الملفات الحيوية التي تمس المواطنين بالدرجة الاولى، لم تأت من باب الصدفة، بل كان للوساطات والتخادم الداخلي دوراً كبيراً بعدم اتخاذ اي موقف حازم وجاد ازاء ما تمضي به تركيا من خروقات واضحة ضد العراق.
المصدر / المعلومة