تل أبيب وخيارات الرد علی طهران.. وخلافات حول طبيعة الرد

من الآن وصاعدا التصادم مع طهران قد ينتهي بأسراب من الطائرات المسيرة وبهجوم بالصواريخ باليستية واشد من ذلك، حقيقة باتت تدركها تل ابيب جيدا وقالها الاعلام العبري عبر صحفييه ومحلليه العسكريين وذلك بعد الرد الايراني على البلطجة الاسرائيلية في عملية الوعد الصادق التي اظهرت جزءاً قليلا من القدرات العسكرية الايرانية وشكلت مفصلاً تاريخياً في معادلة الردع بالمنطقة.

طهران وفيما اعلنت جهوزيتها بالكامل لأي عدوان اسرائيلي آخر متوعدة تل ابيب برد اقوى واسرع واوسع ستستخدم فيه اسلحة لم تستخدمها في الرد السابق، ما زال مجلس الحرب الاسرائيلي يبحث في جلسات متتالية خيارات الرد حتى لا يتعرض للاهانة العلنية مرة اخرى كما وصفها اعلامه؛ ما يشير بحسب محللين الى ان التأخير في اتخاذ القرار يعبر عن عوائق مانعة أكثر من كونه تأملاً وبحثاً في خيارات.

ورغم التعتيم الاعلامي الاسرائيلي حول الرد المضاد الا ان الامر لا يخلو من تسريبات تكشف حجم الورطة التي تواجهها حكومة الاحتلال. الصحافي المقرب جداً من الموساد ‫رونين برغمان نقل عن مصدر مطلع علی مناقشة مجلس الحرب الاسرائيلي أنّه لو تم تصوير وقائع لقاءات هذا المجلس هذا الأسبوع وبثّها بشكل مباشر على يوتيوب لكان هناك اربعة ملايين شخص في اسرائيل اي نصف المستوطنين في مطار بن غوريون يبحثون عن سبيل للفرار فيما يؤكد اخرون ان الرد الايراني فرض قواعد جديدة في المنطقة.

وقال محلل قناة الـ13 العبرية، تسفي يحزقيلي:”الإيرانيون حددوا معادلة جديدة وهي أن يدفعوننا ثمناً عن كل اغتيال لمسؤول في دمشق أو لبنان ويفرضوا علينا تكاليف”.

اما الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، تامر هايمان

فقال:”الإيرانيون لديهم القدرة على الرد علينا رغم ردع إسرائيل وأمريكا هذه الجرأة قضية دراماتيكية للغاية”.

موقع هآرتس ينقل عن مصادر مطلعة ان المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تضغط من أجل رد عسكري على إيران وان الضغوط الدولية الشديدة على تل ابيب تؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرار فيما تقول هيئة البث العبرية ان نتنياهو أبلغ وزراء حزب الليكود أنه سيتم الرد على الهجوم الإيراني بحكمة.

ويرى موقع يديعوت احرونوت ان المعضلة في كيان الاحتلال تكمن في تصميم الرد وكيفية التعامل مع نتائج الهجوم. ويتابع أنه بحسب التقديرات، من غير المتوقع أن يتضمن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق خطوة حركية في إيران نفسها، وانما تحركات مشابهة لتلك كانت تنسب إلى تل ابيب في الماضي كاستهداف الامن داخل البلاد او الاغتيالات.