فيينا / الثلاثاء 30. 04 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
(أم علي) في سوق المغايز
سيدة عراقية ارمنية اصيلة واصلت العمل مع زوجها الحاج (البير أبو علي). في خدمة أهل البصرة ولم يكن لديهم ولد اسمه علي ولكن لطيبتهم وقربهم من الفقراء أطلق الناس عليهم (أبو علي وأم علي).ولكون الصيدلي البير يقوم ليلة العاشر من محرم بعمل نذر لديه ” الهريسة” ..اطلق عليه اسم الحاج ..
وكانت تقدم في مرات عديدة الدواء مجانًا من الباب الخلفي (الدربونه الخلفية لشارع المغايز) لكي لا ينحرج الفقير أمام المراجعين.
فقد تركا أعظم حب في قلوب البصريين وكذلك الناس الذين كانوا يراجعون عند أطباء البصرة ويأخذون دوائهم من صيدلية العراق !
أين الصيدلانيين منهما الأن؟
كانت (أم علي). تتقن علم مزج الدواء والتحضير ..
الله يرحمهما وسنبقى نترحم لهم ما دمنا احياء .
……
كتب / الحاج عبداللطيف الجمعه:
قبل فترة كتب أحد الأخوان عن صيدلية العراق وكان ينقصها الوضوح وها إني اوضح بعض الامور عنها.
كانت الصيدلية تابعه الى شخص بإسم إبراهيم ريحان وهو مسيحي متقدم في العمر مما إضطره أن يستعين بالمرحوم السيد البير سركيس وهذا الشخص مسيحي أرمني كان جاراً لي في منطقة السيف القديمة مقابل ديوان المرحوم السيد محمد صالح الرديني وبيتنا وبيته متلاصقين ، وكان للسيد البير عائلة تتألف من والدته وأخته واخيه المحامي الأستاذ أدكار سركيس الذي كان محسوباً على الخط الإشتراكي وقد انتخب في العهد الملكي في الخمسينات نائباً عن الطائفة المسيحية في البصرة، اما السيد ألبير فإنه لم يكن يحمل شهادة في الصيدلة وإنما أتقن المهنة بالممارسة ، وفي الخمسينات طلبت الحكومة من الذي يشتغل في الصيدلية أن يحمل شهادة وعلى أثر ذلك ذهب إلى بغداد للإمتحان وخرج من الإمتحان بدرجة جيد جداً فكان من المتميزين ، وأستمر بالعمل في الصيدلية بموجب شهادة تخرجه وعاش فترته بدون زواج وليس لديه أي ولد وإنما سمي بأبي علي بمناسبة لا يمكن التوضيح عنها ، وبعد سنة ٢٠٠٠م ، كانت تتردد عليه إمرأة مسيحية عمرها تجاوز ٤٥ سنةتقريبا طالبة الزواج منه ، فلم يوافق وأنا مطلع على ذلك حتى إنها أرادتني ان أكون وسيطاً ، وبعد فترة وافق على الزواج منها وهي عراقية من عائلة مسيحيه في البصرة ، وكان يسكن في بيت صغير خلف بناية الخطوط الجوية العراقية الواقعه في الشارع الوطني حتى نهاية حياته ، وهذه المرأة اشتغلت معه في الصيدلية وأتقنت العمل لأنها تجيد اللغة الأنكليزية وكان المرحوم يجيد اللغة اللاتينية والانكليزية والارمنية والعربية ، كان عصامي يدبر أعماله بنفسه، بسيط وكريم ويساعد الفقراء ومن المواقف الانسانية العظيمة عند هذا الرجل في أحد الأيام جئت الى الصيدلية ضهراً فوجدت زوجته واقفه وقلت لها أين ابا علي ، قالت إنه يشتغل بالمخزن وبعد فترة ظهر وجاء وسلم عليّ فوجدت كمية كبيرة من الأدوية وكارتونات وقناني مبعثرة على الأرض وتوقعت أنه استلم مواد طبية من المذخر وإذا به يقول لي هذه مجموعة من الأدوية منتهية الصلاحية جمعتها كي أحرقها ، فقلت له هذه كمية كبيرة سوف تكلفك كثيرا ، فقال لي يا أستاذ ابا زينب هذه أمانه في اعناقنا وهي المحافظة على صحة الناس ولا أريد أن أحصل إثماً بذلك.
والله العظيم ان هذا الرجل لا يساويه مليون من الذين يسرقون أموال اليتامى والفقراء ويصرفونها في ملذاتهم وينعمون بالسحت الحرام قاتلهم الله في الدنيا والآخرة وهم حطب جهنم لها واردون.
وفي حرب ٢٠٠٣ أكثر المحلات الموجودة في داخل سوق الهنود فتحت ونهبت ما عدى الصيدلية كانوا يقولون لبعضهم لا تقربوا هذه الصيدلية لأن صاحبها مسلمٌ طيب ، وقد توفى هذا الرجل الطيب ولا يملك أي عقار حتى دار للسكن.