فيينا / الجمعة 21 . 06 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
في مرحلة جديدة من التصعيد بين المقاومة العراقية، والولايات المتحدة، وبعد هدنة استمرت لأكثر من شهر، تعود اليوم التوترات بين الطرفين إلى الواجهة، بسبب تصريحات مثيرة أدلت بها المرشحة لمنصب السفير الأمريكي الجديد لدى بغداد.
هذا التصعيد، تمثل بتهديدات، تنسيقية المقاومة، التي قالت إنها منحت الحكومة العراقية أكثر من أربعة أشهر من أجل القيام بإخراج القوات الأمريكية، إلا إنها واشنطن ما زالت تماطل بهذا الشأن.
وأعلنت تنسيقية المقاومة العراقية عبر تبني كافة الخيارات للتعامل مع بقاء القوات الأمريكية في العراق وعدم جدولة انسحابها طيلة فترة التهدئة الماضية.
وبحسب بيان لها فقد “عقدت تنسيقية المقاومة العراقية اجتماعاً استثنائياً لمناقشة الأحداث في المنطقة عموماً وفي العراق على وجه الخصوص”.
وأضافت في بيانها ، إن “المقاومة دأبت على الوضوح في مواقفها، والشفافية في بياناتها، لإطلاع الشعب العراقية على ما يدور حوله من أحداث”.
وتابعت أنها “ناقشت الفرصة التي منحتها للحكومة -قبل أكثر من 4 أشهر-والمتضمنة جدولة انسحاب الوجود الأمريكي من العراق”، وأشارت إلى أن المجتمعين أكدوا على “ضرورة الاستمرار بالسير لتحقيق سيادة البلاد، بعد مماطلة الجانب الأمريكي وتعنته، واصفة وجود القوات الأمريكية بالاحتلال للأرض العراقية واستباحة سمائها والتحكم بقرار البلاد الأمني والاقتصادي والتدخل بالشأن العراقي بكل استهتار وغطرسة”.
وأشارت، إلى أن “الشعب العراقي، ومقاومته قادرون ومصرون على إنهاء هذا الملف وإغلاقه، باستعمال كافة السُبل المتاحة، لإعادة الأمن والاستقرار، وتحقيق السيادة الكاملة”، بحسب نص البيان.
يأتي ذلك، في إطار التصعيد على خلفية تصريحات المرشحة لمنصب السفيرة الأمريكي في العراق تريسي جاكوبسون التي أدلت بها أمام لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية وأكدت فيها تعهدها بضرورة الحد من نفوذ “الميليشيات” المتحالفة مع إيران والتي تشكل خطراً كبيراً على مستقبل العراق، وفق قولها.
وقالت جاكويسون إن “إيران ممثل خبيث في العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة وواشنطن تدرك أن التهديد الرئيس للعراق هو الميليشيات المتحالفة مع إيران”.
وشددت على أنها “لن تسمح لإيران باستخدام الغاز المورد لتشغيل المحطات سلاحًا ضد العراق”، معتبرة أن “الفصائل المدعومة من إيران تشكل خطرًا كبيرًا على استقرار العراق، متعهدة بالعمل بكل الوسائل السياسية المتاحة للتصدي لهذا التهديد وتحجيم النفوذ الإيراني”.
وفاجأت تصريحات مرشحة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب السفير في العراق الأوساط العراقية الرسمية والسياسية، إذ يرى مراقبون أن تلك التصريحات تعكس تحولا في السياسة الأمريكية تجاه الفصائل المسلحة والنفوذ الإيراني في المنطقة خلال المرحلة المقبلة.
وتنوعت الردود العراقية بين الدبلوماسية والتهديد العسكري، وهو ما أكدته حركة النجباء التي توعدت بتوجيه الصفعات على الأنوف في إشارة للوجود الأمريكي.
وقال رئيس المجلس السياسي لحركة النجباء علي الأسدي في تغريدة على منصة “X” مخاطبا السفيرة الجديدة “عليكِ أن تعي وتعلمي أن الأيام بيننا ولن تكون صفعاتنا القادمة إلا على الأنوف، وسترين لمن كلمة الفصل”.
واتهم الأسدي: “السياسيين العراقيين بالتخبط والانجرار وراء المطامع والانتهاكات الأميركية، والتغافل عن حماية سيادة واستقلال العراق”، وفق قوله.
من جهتها عدت كتلة الصادقون البرلمانية، الممثل لحركة العصائب تصريحات المرشحة لمنصب سفيرة واشنطن في بغداد استفزازاً للعراق.
وأكدت في بيان أن “تصريحات السفيرة تجاوز سافر لأساس العلاقات الدولية، وهي تمثل استخفافاً بدور العراق الإقليمي وقدرته على تحديد أولويات سياسته الخارجية”، مشددة على “رفضها لأي وجود لقوات قتالية أو إقامة قواعد عسكرية في البلاد”.
من جانبها، رفضت الحكومة العراقية تصريحات السفيرة الأمريكية الجديدة وعدتها تدخلا في الشأن الداخلي العراقي.
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الأمنية خالد اليعقوبي، في بيان نشره على منصة “X”: “استمعنا لجلسة الاستماع الخاصة بالمرشحة لمنصب سفيرة واشنطن في بغداد وما فيها من عدم فهم واضح للعراق الجديد المتعافي، وتدخلاً في شؤونه الداخلية والإساءة إلى جيرانه”.
وأكد اليعقوبي أن “على المرشحة أن تعي حقيقة أن جملة مما تحدثت به لا يتناسب ومهام عملها الجديد، وأن مهمتها المرتقبة محددة بالاتفاقات والمعاهدات الدولية الواضحة”، مبينا أن “بغداد تتطلع إلى أداء يعزز العلاقة الجيدة بين البلدين، خصوصاً أن البلدين مقبلان على علاقات ثنائية تصون التضحيات التي قدمت للانتصار على الإرهاب”.
وفي 26 يناير/ كانون الثاني 2024، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن نيته ترشيح تريسي جاكوبسون، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية العراق ، بدلا عن الينا رومانسكي.
ولدت تريسي جاكوبسون عام 1965 وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز ودرجة الماجستير من كلية العلوم الدولية المتقدمة بنفس الجامعة.
حصلت على العديد من الجوائز في وزارة الخارجية الأمريكية لنجاحها في مهامها، منها جائزتان رئاسيتان، ووسام ابراهيم روكوفا للسلام والديمقراطية والانسانية في كوسوفو.
تريسي جاكوبسون وهي عضو محترف في الخدمة الخارجية العليا، من فئة وزير محترف، شغلت مؤخراً منصب القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة في أديس أبابا، إثيوبيا، وعلى مدار مسيرتها المهنية، كانت سفيرة الولايات المتحدة في 3 مناسبات – في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريجا، لاتفيا.
بالإضافة إلى الأدوار القيادية العليا في الخارج، شغل جاكوبسون منصب النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون المنظمات الدولية بوزارة الخارجية وعميد مركز تدريب الشؤون الخارجية الوطني (FSI) لكلية الدراسات المهنية ودراسات المناطق ثم نائبًا مخرج، وفي مجلس الأمن القومي، كانت جاكوبسون نائب الأمين التنفيذي والمدير الأول للإدارة.