فيينا / الجمعة 05 . 07 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
عملت أمريكا منذ سنوات على ضمان عدم انضمام العراق الى مبادرة الحزام والطريق (طريق الحرير) الذي يربط الصين باوربا من خلال العراق.
وهذا العمل الأمريكي له عدة أسباب، منها انها لا تريد لعدوها اللدود الصين ان تتسيد العالم في حركة البضائع، والشيء الثاني انها تريد من العراق ان يبقى اسير مصالحها واجندتها التي تقضي على جره الى الخلف ومنعه من التقدم.
والشيء الأهم ، ان هذا الطريق سوف يخنق حركة الملاحة البرية والبحرية الامريكية وكذلك حركة الكيان الصهيوني.
وحاول العراق ان ينضم الى هذا الطريق في زمن حكومتي حيدر العبادي وعادل عبدالمهدي، الا ان أمريكا وقفت بالضد من انضمام العراق لهذا الطريق.
اكد تقرير لموقع مودرن دبلوماسي ان اهمية منطقة الشرق الاوسط لا تكمن في ثرواتها النفطية الهائلة فحسب بل في موقعها الجغرافي الذي يربط بين عدة قارات في العالم وهي مهد مشروع طريق الحرير القديم الذي تسعى الصين لإعادته مرة اخرى لربط التجارة العالمية.
وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة / المعلومة /، ان “هذه المنطقة شهدت تنافسا بين القوى العظمى على كسب الولاءات بين الشرق والغرب للسيطرة على الجسر الذي يربط بين ثلاث قارات هي آسيا وافريقيا واوربا كما ان القنوات الهامة مثل قناة السويس ، والمضيق التركي ، ومضيق هرمز ومضيق جبل طارق ، تعتبر من نقاط التفتيش الاستراتيجية والعسكرية والمهمة في المنطقة”.
واضاف ان ” الاحتياطيات النفطية الهائلة في الشرق الأوسط والمسارات الاقتصادية والبحري والموقع الجيوسياسي هي السبب في أن هذه المنطقة كانت ضحية للأزمة السياسية والمنافسة بين الدول العظمى لفترة طويلة وقد اصبحت الان منطقة صراع بين الغرب والصين وروسيا لأن كل منهما ، أي التحالف الشرقي بقيادة روسيا والتحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة ، يتنافسان على إيجاد نفوذ في هذه المنطقة”.
وتابع ان ” طريق الحرير الصيني يلعب أيضًا دورًا مهمًا في أزمة الشرق الأوسط ، لأن طريق الحرير الصيني كان عبارة عن شبكة من الطرق التجارية التي تمر عبر الشرق الأوسط وتربط الصين والشرق الأقصى بالشرق الأوسط وأوروبا و من أجل تدمير هذا الطريق ، كان زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط أحد الأهداف الرئيسية للغرب لمنع النمو الاقتصادي للصين”.
وبين ان ” هذا من بين الاسباب التي دفعت الغرب لتدريب الجماعات الارهابية لتخريب المنطقة وجعلها غير ملائمة في حين يهيمن على ثرواتها ومقدراتها والإطاحة بالحكومات الموالية لروسيا والموالية للصين وخير مثال على ذلك أن أفغانستان أصبحت ضحية للحرب التي استمرت 40 عامًا ، والتي بدأ أصل الأفكار الارهابية والجماعات المتطرفة من دول الخليج والشرق الأوسط”.
واشار الى انه “و من أجل السيطرة على احتياطيات النفط في الشرق الأوسط ، ومنع التطور العسكري والاقتصادي للصين وروسيا قامت امريكا بتدمير الحكومات الكبيرة والقوية في الشرق الأوسط و نشرت العشرات من الجماعات الارهابية في المنطقة من أجل زعزعة الاستقرار عبرها ودعمها مالياً من موارد النفط التي سرقها الغرب والولايات المتحدة “.
واشار التقرير الى أنه ” لم يعد الشرق الأوسط يرى السلام والطمأنينة. لأن أمريكا تدعم أيضًا الديكتاتورية وتدعم نظام الفصل العنصري في إسرائيل مما يعني ان ما فعلته أمريكا بالمنطقة لا يقل عما فعله النازيون بأوروبا والبريطانيون بأفريقيا”.
وفي العراق … اتهم مسؤول الهيئة التنظيمية للحراك الشعبي للحزام والطريق حسين الكرعاوي، أمريكا بالوقوف بالضد من انضمام العراق لمشروع طريق الحرير، خدمة للمصالح الصهيونية.
وقال الكرعاوي لوكالة /المعلومة/، ان “امريكا عرقلت دخول العراق الى المشروع رغم العراق عليه في زمن حكومتي حيدر العبادي وعادل عبد المهدي”.
وأضاف، ان “أمريكا وقفت امام تطوير العراق وخصوصا محافظات الوسط والجنوب خدمة للمصلحة الصهيونية ودعم لما يسمى طريق التنمية الذي يخدم أمريكا وحلفائها وكيانها المحتل”.
ورأى انه “من مصلحة العراق التوجه نحو مشروع طريق الحرير الذي يدر على العراق إيرادات تصل الى 500 مليار دولار سنويا”.
اكد القيادي في تحالف الفتح علي حسين الفتلاوي، ان طريق الحرير هو الافضل والاكثر اتساعا لدخول البضائع مباشرة من دول شرق اسيا الى العراق ثم الى اوربا، مبينا انه يمثل تحولا حقيقيا من الهيمنة الامريكية .
وقال الفتلاوي لوكالة / المعلومة / ، ان “طريق الحرير بين العراق والصين يمثل تحولا حقيقيا من الهيمنة الامريكية الى نظام متعدد الاقطاب خاصة بالجانب التجاري”، لافتا الى ان “فائدته الاقتصادية للعراق كبيرة جدا ” .
واضاف ان ” الصين تمثل في الوقت الحالي الركيزة الاكبر في مجال الصناعة والتجارة وان طريق الحرير هو الافضل من طريق التنمية لكون الاخير يتمثل بتعويم التجارة بين اوربا ودول الخليج”، مبينا ان ” مشروع طريق التنمية جاء وفقا لارادة امريكية تركية لافشال طريق الحرير”.
يذكر ان مشروع طريق الحرير يمثل طُموحاً صينياً صريحاً بإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي بالمنطقة والعالم، ومحاولة للتخلص من النفوذ الأمريكي وللحد من سيطرة الولايات المتحدة على طرق التجارة الأهم في البحار والمحيطات من خلال أساطيلها البحرية.