فيينا / الأربعاء 07. 08 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
الفضائح تترى دائما ، ولا ندري سبب تكرارها ، خاصة بغياب المحاسبة ..والا ما معنى محمية؟..
اي ان هناك حماية يجب ان تتوفر لهذا الحيوان ، خاصة بدولة لها امكانيات مالية تذهب هدرا للعلس والنهب واللصوصية ..
نحو 800 غزال في 6 محميات تعاني الجوع والعطش
يعمد العراق منذ سنوات على حماية غزلان الريم من الانقراض التي تعتبر من أشهر الحيوانات النادرة عالمياً، والتي تواجه مخاطر عديدة أبرزها الصيد الجائر والمتاجرة بها بين البلدان بشكل غير قانوني، حيث دفع ذلك بالجهات الرسمية لإنشاء محميات طبيعية والقيام على تكاثرها.
ووفقاً لدائرة الثروة الحيوانية، التابعة لوزارة الزراعة، يضم العراق عدة محميات طبيعية لتربية غزلان الريم انشأت لأول مرة بعد 2003 في الأنبار، ثم توسعت بعد ذلك إلى بغداد ومدن أخرى، وتضم الأعداد المتفاوتة من الغزلان.
البداية كانت من الرطبة
يقول مدير عام الدائرة، وليد محمد رزوقي، لـ”الجبال”، إنّ “غزلان الريم النادرة كان أساس تواجدها في محمية الرطبة غربي محافظة الأنبار وبعدها تم تصدير الزائد منها ليكون في محميات جنوب العراق بمحافظتي ميسان والمثنى في بداية الأمر ليتوسع فيما بعد المشروع لإنشاء محميات أخرى ببغداد وديالى وكركوك”.
وأضاف، أن “المحميات الآن تضم في ميسان 400 ألف رأس غزال بمحمية علي الغربي، والنجف نحو 70 رأساً، ومحمية مندلي نحو 150 رأساً، ومحمية الدبس في كركوك قرابة 25 رأساً، إضافة لمحمية كصيبة في بغداد نحو 10 غزلان، فضلاً عن محمية ساوة في المثنى قرابة 130 رأساً”، مؤكداً أنّ “أوضاع المحميات جيدة ويتم تزويدها بالأعلاف لغرض التغذية وتوفير كوادر بيطرية لرعايتها وكل احتياجاتها”.
وأكد رزوقي، أن “هذه المحميات تعتبر من المشاريع الرائدة لمديريات الزراعة، وتسهم بشكل مباشر في الحفاظ على أنواع الحيوانات النادرة، مثل غزال الريم التي تعتبر جزءا من التنوع البيئي للعراق”.
يحظى غزال الريم بمنزلة خاصة لدى العرب قديما وحديثا حيث منحوه أحلى التسميات التي كانت تستعمل في تلك الفترة وما زالت، لرقتها وعذوبتها وسهولة وقعها على الأذن، فهو الحيوان العربي الأجمل والأرشق والأذكى والأكثر تواضعاً بين كل الحيوانات.
وزن الغزال يصل إلى 30 كغم
وكحال بقية القطاعات الزراعية والحيوانية في العراق، فقد تأثرت هذه الغزلان النادرة بالواقع البيئي الذي يمر به العراق نتيجة التغيرات المناخية وشح المياه من دول المنبع، حيث تعرضت المحميات لأزمات طبيعية نتيجة عدم الزراعة وحصد الأعلاف، فضلاً عن ضعف الدعم الحكومي بالأموال في سنوات غياب الموازنة المالية.
وأبرز المحميات التي تضررت كانت بمنطقة علي الغربي في ميسان والتي تقع على مقربة من الحدود العراقية – الإيرانية، اذ يقول مدير المحمية، الطبيب البيطري مخلد صبيح لـ”الجبال”، إنّ “مشروع المحمية بدأ عام 2006 على أرض مساحتها 2000 دونم شغلت منها 500 دونم، وقسمت لمقاطعتين لتجهيز المحمية بالقاعدة العلفية لتحقيق هدفين؛ الأول إنشاء الغطاء النباتي لمكافحة التصحر وإيقاف زحف الرمال تجاه المناطق الزراعية والسكنية وزيادة المساحات الخضراء، والثاني لزيادة اعداد الغزلان حيث يعد غزال الريم من الحيوانات النادرة”.
واوضح صبيح، أن “بداية المشروع كان بـ 25 غزالا حتى وصل اليوم لإعداد تتراوح بين 400 إلى 500 غزال ويبلغ طولها بين 80 سم إلى 1 متر ووزنها بين 18 إلى 30 كيلو غرام”.
وتابع أنّ “المحمية تدار من قبل مهندسين اكفاء من مديرية زراعة ميسان واطباء بيطريين ذوي اختصاص، وتتغذى على الأعشاب قصيرة العمر التي تنمو بعد هطول الأمطار والتي تقدم من قبل مشرفي المحمية”، مؤكداً أن “المحمية تم تشييدها لغرض الحفاظ على هذا النوع من الغزال الذي اصبح مهددا بالزوال شأنه شأن انواع اخرى من الحيوانات البرية الأخرى التي اختفت بسبب الصيد الجائر وعدم الاهتمام والرعاية من قبل الجهات المعنية”.
تتناقص الأعداد بسبب الجفاف
وتحدث صبيح عن “ضعف بالدعم الحكومي من حيث التمويل خاصة بعد اضرار كبيرة لحقت بالمحميات نتيجة الجفاف وقلة الاعلاف والحشائش بسبب ضعف مناسيب الامطار والابار التي تعتمد عليها المحمية”، مشيرا الى أن “ضعف مياه الابار يحصل بسبب التربة الرملية الشديدة النفاذية والتي تحتاج الى منظومة ري تعمل بالرش للاقتصاد بالماء او تحويل الآبار الى زراعية من اجل تنامي هذا المشروع”.
والريم هو غزال، مرتبط تاريخياً بالعراق، ومنتشرة قطعانه في رقعة شاسعة في صحار مجاورة مثل ليبيا ومصر والجزائر، لكن يبدو أن هذه المنطقة وجغرافيتها والحيوانات التي تقطنها على خط مواجهة مع التغيرات المناخية التي تغير حالياً كل شيء، إذ يعد العر اق واحداً من خمس دول هي الأكثر تعرضاً للتغيرات المناخية، من الحرارة والجفاف، وهذا أحد أسباب تعرض الحيوانات للجوع.
وعلى صعيد متصل، فالأوضاع في محمية ساوة بمحافظة المثنى تبدو مشابهة، حيث يقول مدير المحمية، تركي الجياشي لـ “الجبال”، إنّ “محمية غزلان الريم في ساوة تأسست عام 2007 وتم المباشرة بها بعد عدة اعوام حيث تم افتتاحها بثمانية رؤوس غزلان فقط ثم تكاثرت بشكل سريع جدا نتيجة القدرة لدى الذكور بالتزاوج مع خمس اناث”.
وتابع الجياشي، أنّ “المحمية ليس لها تخصيصات مالية لوحدها، وانما ضمن تخصيصات العامة لموازنة دائرة الزراعة في المحافظة التي قد تتعطل احيانا لعدم وجود باب صرف خاص بالمحمية وهذا يمثل ابرز المشاكل”، موضحا أن “غزلان الريم تضررت بشكل كبير في عام 2022 بسبب الوضع المائي وعدم كفاية الاعلاف حيث انخفضت أعدادها من 148 إلى 87 رأسا في شهر واحد بسبب الهلاكات“.
غياب انثى الغزال
بعد مأساة تناقص اعداد الغزلان النادرة، والكلام للجياشي “تلقت المحمية تبرعا من رئيس الجمهورية حينها، برهم صالح بمبلغ 100 مليون دينار”، مؤكدا أن “المبلغ تم تقسيمه ليوفر نصفه الاول الاعلاف بشكل فوري، فيما يذهب نصفه الثاني للاستدامة في المحمية وزراعة الارض لتوفير العلف لمدة سنتين وتجهيز ما تحتاجه رعاية الغزلان حتى عادت المحمية لتقف من جديد ويزداد عددها لمعدله الطبيعي“.
واكد أن “الاوضاع القاسية سابقا ادت بتقديم ادارة المحمية مقترحا لبيع الذكور من الغزلان بسبب كثرتها التي تتطلب وجود اناث للتزاوج وهذا غير ممكن، وبنفس الوقت للتخلص من اضرارها بالعراك والتناطح، والاهم هو لكسب مبالغ مالية توفر الاعلاف للبقية”، لافتا الى أن “مقترح البيع توقف في وقتها لتوفر منحة المئة مليون دينار، لكنه لا يزال قائما وبانتظار موافقة الوزارة وديوان المحافظة لوجود زيادة ذكورية يجب عدم حصولها لحماية الاناث من ضغط التزاوج ومعادلة الجنسين“.
واشار إلى أن ” في حال بيع الغزلان تشكل لجنة مشتركة من دائرة الزراعة والمحمية والمحافظة لتقييم الاسعار وافتتاح مزاد علني، يتم التنافس فيه من قبل الراغبين بالشراء”، موضحا أن “سعر الذكر سيكون 900 الف دينار في بدايته وربما يصل لنحو مليوني دينار بنهاية المزاد“.
وعن الاوضاع الحالية، يؤكد الجياشي، أن “ادارة المحمية الان قد حققت نجاحها بزراعة الحنطة والشعير، وحصدت الكميات المناسبة ولا حاجة إلى استيراد الاعلاف من خارج المحمية”، لافتا الى أن “غزارة الأمطار ساهمت أيضا بنمو الأعشاب الطبيعية في المحمية ووفرت المزيد من الاعلاف للغزلان“
يشار الى أنه وبحسب اتفاقية “سايتس” التي يعتبر العراق عضوا فيها يمنع المتاجرة بغزلان الريم عبر البلدان، كما تضمن الاتفاقية حمايتها من المخاطر كالصيد لما تمثله من حيوانات نادرة مهمة للبيئة والمساهمة في انتشار المراعي والمناطق الخضراء لتربيتها، وهي لا تقل بذلك اهمية عن بقية الحيوانات المؤشرة ضمن الاتفاقية، كأنواع من الطيور والزواحف وغيرها.
المصدر / الجبال