فيينا / الأحد 10 . 11 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
واصلت إسرائيل الأحد قصفها الدامي على قطاع غزة ولبنان، غداة إعلان قطر تعليق وساطتها من أجل وقف إطلاق النار في القطاع والإفراج عن الرهائن، وذلك إلى حين “توافر الجدّية اللازمة” في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.
وقتل أكثر من 3100 شخص وفق وزارة الصحة اللبنانية منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع إسرائيل قبل أكثر من عام. فيما نزح معظم السكان في قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة لمرة واحدة على الأقل.
كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الدامية الأحد على عدة مناطق في لبنان وقطاع غزة، حيث أفاد الدفاع المدني بسقوط “25 شهيدا” بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء قصف استهدف منزلا في جباليا بشمال القطاع.
كما لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم في غارة طالت منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة، وفق الدفاع المدني الذي أكد تواصل عمليات البحث لأن عددا من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.
وفي معرض رده على استفسارات وكالة الأنباء الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق مما حصل.
هذا، ويشنّ الجيش منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي هجوما جويا وبريا في شمال غزة، وخصوصا في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، قائلا إن الغرض منه منع مقاتلي حماس من إعادة تشكيل صفوفهم.
“نريد أمنا وسلاما”
واستهدفت الغارة في جباليا منزلا لعائلة علوش، بحسب ما روى أحد أقاربهم. إذ قال عبد الله النجار من مكان الغارة: “صباحا، وقع عند الساعة السادسة انفجار ضخم جدا. وعندما وصلنا إلى هنا كانت كل الجثث أشلاء (…) نريد أمنا وسلاما”.
وإلى ذلك، علّقت قطر السبت الوساطة التي كانت تقوم بها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وذلك إلى حين “توافر الجدّية اللازمة” في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، وفق ما أعلنت الخارجية القطرية.
وقادت قطر إلى جانب الولايات المتحدة ومصر وساطة بين الدولة العبرية وحماس منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، دامت أسبوعا وأتاحت إطلاق رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل. ومنذ حينها، جرت جولات تفاوض عدّة لكنها لم تسفر عن نتيجة.
“كم دمعة يجب أن تُذرف…”
ومن جهة أخرى، أبدى إسرائيليون قلقهم حيال مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك بعد تعليق الوساطة، خلال مظاهرة مساء السبت في تل أبيب. وسألت نينا وينكيرت والدة أحد الرهائن “كم دمعة يجب أن تُذرف بعد، وكم من الدماء يجب أن تُراق، قبل أن يفعل أحد ما يجب فعله وأن يُعيد أولادنا إلى الوطن؟ أربعمئة يوم! هل يمكن لأحد أن يتخيّل هذا؟”
“إلى متى المجازر..؟”
أمّا أم محمد، وهي نازحة تعيش في خيمة قرب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط)، فقالت بعد غارات إسرائيلية على منطقة قريبة السبت “إلى متى المجازر والشهداء والحروب؟ تعبنا (..) إلى متى؟ أين نذهب؟”.
وفي الأثناء، حذر تقرير أعد بدعم من الأمم المتحدة السبت من أن شبح المجاعة يخيم على مناطق شمال قطاع غزة مع ازدياد القصف والمعارك وتوقف المساعدات الغذائية تقريبا.
كما حذرت لجنة مراجعة المجاعة في تقييمها من أنه “ربما تم تجاوز عتبات المجاعة بالفعل أو سيتم ذلك في وقت قريب”.
ومن جانبه، شكك الجيش الإسرائيلي في صدقية التقرير.
وامتدت الحرب إلى لبنان بعدما فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 دعما لحماس.
هذا، ومنذ أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله المدعوم من إيران على خلفية حرب غزة.
وتبرر إسرائيل بأنها تريد القضاء على الحزب في المناطق الحدودية ومنع إطلاق الصواريخ، وتشترط انسحاب مقاتليه إلى شمال نهر الليطاني للسماح بعودة 60 ألف نازح إلى شمال الدول العبرية.
عشرون قتيلا بينهم أطفال
وإلى ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي الأحد غارة على منزل في مدينة بعلبك بشرق لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، من دون أن يسبقها إنذار بالإخلاء.
وفي وقت سابق، أشارت الوكالة الوطنية إلى غارة إسرائيلية نادرة شمال بيروت، استهدفت تحديدا بلدة علمات ذات الغالبية الشيعية في قضاء جبيل ذي الغالبية المسيحية.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة الغارة الإسرائيلية على بلدة علمات ارتفعت إلى 20 قتيلا بينهم أطفال.
وصرحت الوزارة في بيان قائلة إن “غارة العدو الإسرائيلي على علمات في قضاء جبيل أدت في حصيلة محدثة إلى استشهاد عشرين شخصا من بينهم ثلاثة أطفال وإصابة ستة آخرين بجروح”.
كما شنت إسرائيل منتصف ليل السبت-الأحد وصباح الأحد سلسلة غارات على قرى وبلدات في جنوب وشرق لبنان، وفق المصدر نفسه.
وقضى أكثر من 3100 أشخاص وفق وزارة الصحة منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع إسرائيل قبل أكثر من عام.
ويذكر أن الحرب في قطاع غزة اندلعت بعد هجوم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 تسبّب بمقتل 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بما يشمل مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم قُتلوا.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بقصف مدمّر وعمليات برّية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 43603 اشخاص، معظمهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة في قطاع غزة.
ويشار إلى أنه منذ بدء الحرب، نزح معظم السكان في قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة لمرة واحدة على الأقل.
فرانس24/ أ ف ب
*****
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة
الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات
أي اعتداء او تجاوز ، او محاولة حذف المادة باي حجة واهية سنلجأ للقضاء ومقاضاة من يفعل ذلك
فالجريدة تعتبر حذف اي مادة هو قمع واعتداء على حرية الرأي من الفيسبوك