فيينا / السبت 04 . 01 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
صرح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن الحديث عن تغيّر النظام السياسي في العراق مجرد وهم، وأن العراق يتمتع بنظام ديمقراطي تعددي يضم الجميع ويسمح بكل إصلاح وتصحيح لأي خلل فيه، مؤكداً بالوقت ذاته أنه “ليس من حق أحد، مهما كان، أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف اقتصادياً كان أم أمنياً”.
وقال السوداني في كلمة ألقاها، اليوم السبت، في الحفل التأبيني المقام في بغداد بمناسبة “يوم الشهيد”، وذكرى “استشهاد السيد محمد باقر الحكيم”: “لقد شهدت منطقتنا منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية مهمة نتجت عنها تغييرات سياسية مهمة، أبرزها التغيير الذي حصل في سوريا التي نشترك معها بمشتركات كثيرة”، مشيراً إلى أنه “حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على نأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة، وترك الخيار للسوريين لتقرير مصيرهم”.
وأضاف “هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بأوهام وأمنيات في عقول العاجزين وذلك بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته لأننا نمتلك وبكل ثقة نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع ويسمح بكل إصلاح وتصحيح لأي خلل أو ارتباك ما دام تحت سقف الدستور والقانون، إلى جانب الآليات الديمقراطية التي تضمن التداول السلمي للسلطة”.
وأكد السوداني على أنه “ليس من حق أحد مهما كان أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل، إذا لا بد لنا وبعد مرور أكثر من عقدين على عمر النظام السياسي الجديد مراجعة ما أنجز وما تأخرنا فيه”، منوّهاً أن “الإنجازات هي أكبر وأكثر، لأننا أسسنا لنظام سياسي يمثل جميع العراقيين”.
وتابع: “مثلما أنجزنا إصلاحات هيكلية إدارية واقتصادية، وأكملنا العديد من الاستحقاقات المهمة مثل: انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي وإعادة توصيفها، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة”، مبيناً: “كل هذه استحقاقات تنبع من إصرار الحكومة على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيّد حركة العراق دولياً”.
قال رئيس الوزراء العراقي أمام جمع من حكام وسياسيي العراق الحاضرين في المناسبة: “تنظر حكومتنا بعين الحرص إلى ضرورة إصلاح المؤسسات الأمنية الذي أكدنا عليه في برنامجنا الحكومي، ونواصل العمل بهذا الاتجاه وفقاً للجنة عليا تشكلت برئاستنا ووضعت خارطة طريق لهذا الإصلاح”، مضيفاً: “لقد حرصت حكومتنا على أن تعيد بناء علاقات العراق مع جميع الدول وفق معادلة أساسها الدبلوماسية المنتجة، باستثمار الموقع الجيوسياسي للعراق، والانطلاق بشراكات اقتصادية وتنموية تجعل من العراق نقطة التقاء للمصالح وليس بؤرة صراع وتصادم.. وهو ما أثمر فعلاً في تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر العصيبة الماضية”.
وخص السوداني إشارة إلى القضية الفلسطينية وتطورات الحرب على غزة في كلمته، قائلاً إن “أهل غزة يتعرضون إلى إبادة مستمرة وسط صمت دولي يجامل القاتل ويدافع عنه، وقد أكدنا أكثر من مرة على استعدادنا للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا إزاء ما تعرض له الشعب اللبناني”، مجدّداً “التأكيد على تغليب المصالح العليا للعراق، والمضي بترسيخ الوحدة والتكاتف بين أبناء بلدنا هو السبيل في مواجهة التحديات، والمضي باستكمال المسيرة في بناء الدولة وتحقيق تطلعات شعبنا بعراق قوي مزدهر”.
المصدر / الجبال
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات