فيينا / الثلاثاء 14 . 01 . 2024
وكالة السيمر الاخبارية
يبدو أن تغيير النظام في سوريا بزوال بشار الأسد قد فتح الأبواب أمام زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لتحقيق حلم الدولة الكردية من خلال تبني الأحزاب والجماعات الكردية السورية القريبة منه لاسيما وأن الإدارة الجديدة في دمشق حليفة لتركيا.
فبعد وصول حميد دربندي، ممثل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، إلى القامشلي شمال شرقي سورية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، يعتزم رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى العاصمة السورية دمشق للتوسط بين قسد والإدارة الجديدة، وبجعبته رسالة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للإدارة السورية الجديدة.
إذ قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، في حديث تابعته “العالم الجديد”، إن “هنالك مشتركات عديدة تربط الإقليم مع سوريا، منها أمنية وحدودية، واقتصادية، فضلا عن وضع الكرد في سوريا، ورسائل مظلوم عبدي إلى الإقليم، ومطالبته بالتدخل والوساطة مع الجانب التركي”.
وبيّن أن “الزيارة طبيعية بسبب توافد كل دول العالم إلى سوريا، والإدارة الجديدة أصبحت أمر واقع، والإقليم يمضي بسياسة الأمر الواقع”.
وأضاف أنه “إذا ما تمت الزيارة فلا ضير أن يحمل بارزاني رسائل من السوداني، كون رئيس الإقليم في كل مناسبة يتحدث بالقضايا العراقية والكردستانية، ولهذا من الممكن أن تكون رسائل تطمين من بغداد إلى دمشق، وبالعكس”.
ووصل حميد دربندي، ممثل رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، مساء أمس الاثنين، إلى القامشلي شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2011، حيث التقى خلالها قائد “قسد” مظلوم عبدي، إضافة إلى رئاسة المجلس الوطني الكردي، وناقش الجانبان العديد من القضايا الحساسة ومنها وجود حزب العمال الكردستاني في المنطقة، وشكل العلاقة والتوافق مع الحكومة السورية الجديدة، إضافة إلى قضية مقاتلي “البشمركة” الموجودين في إقليم كردستان العراق، وهم سوريون أكراد تابعون للمجلس الوطني الكردي، ولم تسمح “قسد” بدخولهم إلى مناطق سيطرتها، وقضايا أخرى عالقة جرى طرحها خلال الزيارة لتكون خريطة طريق لحل دائم شمال شرقي سوريا.
يشار إلى أن المواجهات بين مقاتلي الجيش الوطني المعارض المدعوم من أنقرة، و”قسد”، مستمرة حيث ذكر المرصد السوري، يوم أمس، أن 374 شخصاً قتلوا من جراء المواجهات بين الطرفين منذ سقوط نظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر كانون الأول 2024، وهم 31 مدنياً و279 من مقاتلي الفصائل العسكرية التابعة للجيش الوطني، إضافة إلى 66 عنصراً من مقاتلي “قسد”.
واجتمع مسعود بارزاني مع وفد من رئاسة المجلس الوطني الكردي، في 8 كانون الثاني يناير الجاي، وأكد خلال الاجتماع على “أهمية مشاركة الشعب الكردي في رسم مستقبل سوريا، وضرورة الاتفاق على رؤية كوردية مشتركة حول حقوق الشعب الكردي والتفاعل مع مختلف القوى الوطنية السورية والإدارة الحالية، وأكد الرئيس بارزاني خلال اللقاء دعمه لقضية الشعب الكردي في سوريا، وضرورة توحيد الصف والموقف بين الأطراف الكردية، مع الأخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب الكردي في سوريا، واتخاذ الحوار والوسائل السلمية سبيلاً لمعالجة الخلافات. وفق بيان للمجلس الوطني الكردي.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان، مسرور بارزاني، زار أنقرة في 7 كانون الثاني يناير الجاري،والتقى خلالها بكبار القادة والمسؤولين في تركيا وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، وتركزت مباحثاته على العلاقات الثنائية والتطورات في سوريا.
وكان تقرير لوكالة مهر الإيرانية كشف، مؤخرا، عن زيارة مرتقبة يقوم بها رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى العاصمة السورية دمشق للتوسط بين الكرد والإدارة الجديدة، وإجراء مفاوضات بين الجانبين في أقرب وقت.
وأشار التقرير، إلى أن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ينوي زيارة سوريا ويعود عن طريق مناطق كردستان سوريا بهدف التقريب بين الطرفين.
وأضاف التقرير، أن مسعود بارزاني يقود مساعٍ للتوسط بين كرد سوريا والنظام السوري الجديد في دمشق برئاسة أحمد الشرع بهدف إجراء اجتماعات وحوارات بين الطرفين.
واعرب زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، في 29 ديسمبر كانون الأول 2024، عن استعداده للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة، معتبرا أن تعزيز الأخوة الكردية التركية هو “مسؤولية تاريخية”.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 22 كانون الأول ديسمبر 2024، أن حكومته بادرت بإجراء اتصالات وزيارات مع الدول الشقيقة، وأطلقت مبادرة لإرساء الأمن في سوريا، وقدمت ورقة عراقية في مؤتمر العقبة بالأردن بشأن سوريا، وحظيت بترحيب جميع الأشقاء.
مع سقوط النظام السوري والتوجه نحو تشكيل حكومة بديلة، يواجه العراق تحديا إستراتيجيا يتمثل في الحفاظ على مصالحه الوطنية وبناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة، بشكل يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها. لتحقيق ذلك، ينبغي لصانع القرار العراقي أن يأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار فهم القوى الجديدة وتحليل امتداداتها، وعوامل قوتها وضعفها وتحصين الحدود، بحسب مختصين.
يشار إلى ان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، انخرط قبل أيام في محادثات تمهيدية من قيادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في محاولة لمعالجة الملفات العالقة بين الطرفين باعتبارها إرثاً ثقيلاً تركه النظام السابق خلفه.
واعتبر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، مؤخرا، تصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع التي أكد فيها أن أكراد سوريا “جزء من الوطن” أنها بداية لإنهاء الممارسات المجحفة التي كانت تُرتكب بحقهم، مرحباً في الوقت عينه بالرؤية الجديدة تجاه الشعب الكردي في سوريا.
وجاء موقف بارزاني في الوقت الذي تنشغل الأوساط السياسية في بغداد، بإبعاد تأثيرات الأوضاع في سوريا على الداخل العراقي.
ويسعى السوداني إلى إبعاد الساحة العراقية عن أن تصبح ساحة لتصفية الحسابات، بالإضافة إلى محاولاته لموازنة الوضع الجديد في سوريا، والانخراط العراقي في الجهود الدبلوماسية العربية والدولية. كما يسعى إلى إبعاد إيران، التي تمتلك أذرعاً قوية في العراق، عن الشأن السوري، بحسب مختصين.
ويعد رئيس الوزراء الأسبق وعضو الإطار التنسيقي، حيدر العبادي، من بين المؤيدين للانفتاح على الوضع السوري الجديد، وأطلق قبل أيام “مبادرة الرافدين” لإغاثة الشعب السوري، وطالب بجهد سياسي مواز للانخراط في الحدث السوري.
ويخشى العراق من عودة سيناريو أواسط العام 2014 عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدر بثلث البلاد على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين النظام والفصائل المعارضة في السنوات الماضية.
وقامت القوات العراقية بتعزيز قواتها في الشريط الحدودي مع سوريا بعد أن تراجع الجيش السوري بقيادة نظام الأسد أمام المجاميع المسلحة لغاية ان تمكنت من إسقاط النظام في غضون أيام معدودة.
وعقب سقوط النظام السوري في 8 كانون الأول ديسمبر 2024، عقدت إدارة العمليات العسكرية برئاسة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) اجتماعا مع رئاسة حكومة النظام السابق، وتبع ذلك تسليم الحكومة السابقة لملفات الوزارات والإدارات العامة إلى حكومة إنقاذ، لتصبح حكومة تسيير أعمال مؤقتة لمدة أقل من 3 أشهر، يرأسها محمد البشير.
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات