فيينا / الخميس 27 . 02 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يشهد سوق الشورجة الشهير في بغداد حركة تجارية نشطة، حيث يتوافد المواطنون لشراء مستلزمات هذا الشهر الكريم، الذي يتطلب تحضيرات خاصة من حيث المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.
وتُعرف هذه السوق العريقة بكونها واحدة من أهم الأسواق في العاصمة العراقية، إذ تضم عشرات المحال التجارية التي توفر مختلف أنواع السلع، بدءاً من المواد الغذائية الأساسية كالتمر، والأرز، والفاصوليا، والعدس، والشاي، وصولاً إلى الحلويات والتوابل والزينة الرمضانية التي تضفي أجواء احتفالية على المنازل.
التحضيرات لشهر رمضان
كرار سعدون، أحد المتسوقين الذين قصدوا سوق الشورجة برفقة عائلته، تحدث عن الاستعدادات الخاصة لهذا الشهر قائلاً: “اليوم، جئت مع عائلتي إلى السوق لشراء مستلزمات المنزل والمواد الغذائية التي نحتاجها خلال شهر رمضان، فكما تعلمون، رمضان يختلف عن بقية الأشهر، حيث تكثر فيه الوجبات، وتحرص العائلات على إعداد أشهى الأطباق لتقديمها عند الإفطار. ومع ذلك، لاحظت أن الأسعار مرتفعة بعض الشيء، فهناك بعض السلع التي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ، بينما بقيت أخرى عند مستوياتها السابقة، وهذا يعود إلى الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد”.
من جانبه، أشار رسول لطيف، وهو متسوق آخر جاء من بغداد، إلى التحديات التي تواجه العراقيين جراء الوضع الاقتصادي وتأثيره على الأسعار، قائلاً: “كان الاقتصاد العراقي في وضع أفضل خلال العام الماضي، أما هذا العام فأصبح الأمر أكثر صعوبة، فارتفاع سعر صرف الدولار أثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين، ولم يعد بوسعهم إدارة أمورهم المالية كما في السابق”.
أجواء رمضانية وطقوس متوارثة
ومع استعداد المسلمين في مختلف أنحاء العالم لصيام شهر رمضان، الذي يتوقع أن يكون أول أيامه السبت المقبل، يحرص العديد من العراقيين على الالتزام بالعادات والتقاليد الرمضانية، حيث يبدأ الصائمون إفطارهم بتناول التمر اتباعاً لسنة النبي محمد (ص)، قبل أن يجتمع أفراد العائلة حول موائد الإفطار، التي تتزين بأشهى الأطباق بعد ساعات طويلة من الصيام. ولا يقتصر الأمر على الطعام فحسب، بل تمتد الأجواء الرمضانية إلى الأسواق والمحال التجارية التي تزدهر خلال هذه الفترة، حيث يُقبل الناس على شراء الزينة الخاصة بهذا الشهر، كما تنتشر الحلويات التقليدية التي تتميز بها الموائد العراقية، مثل الزلابية والبقلاوة والقطايف.
ويُعد سوق الشورجة من الوجهات الأساسية للتسوق الرمضاني، حيث يحرص التجار على توفير السلع بأسعار تنافسية لجذب المتسوقين. وعن ذلك، يوضح سعدون: “لطالما عُرفت سوق الشورجة بأسعارها المناسبة مقارنة بغيرها من الأسواق، لكن هذا العام شهدت بعض السلع ارتفاعاً في الأسعار بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد”.
التحديات الاقتصادية وتأثيرها على الأسواق
وعلى الرغم من هذه الأجواء الرمضانية، لا تزال التحديات الاقتصادية تلقي بظلالها على المواطنين، حيث أدى تفاوت أسعار الصرف بين الدينار العراقي والدولار الأميركي إلى تقلبات في الأسواق، مما انعكس على أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
وفي هذا السياق، أكد رسول لطيف أن التحديات الاقتصادية جعلت التسوق الرمضاني أكثر صعوبة هذا العام، قائلاً: “الأسعار باتت مرتفعة، والظروف الاقتصادية تزداد تعقيداً. لقد وعدت السلطات العراقية بالتركيز على التنمية الاقتصادية ومكافحة الفساد، لكن لا تزال هناك صعوبات كبيرة تواجه المواطنين، من بينها التفاوت في أسعار الصرف، الذي أثر على القدرة الشرائية للجميع”.
وبينما يستعد العراقيون لاستقبال الشهر الفضيل وسط هذه التحديات، يبقى سوق الشورجة وجهة رئيسية للتبضع، حيث يسعى المواطنون للحصول على أفضل العروض الممكنة، بينما يأملون في تحسن الأوضاع الاقتصادية في المستقبل القريب.
المصدر / روداو
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات