فيينا / الأحد 06 . 04 . 2025
وكالة السيمر الاخبارية
شارك بضعة آلاف من أنصار التجمع الوطني اليمين المتطرف في فرنسا الأحد بمظاهرة في وسط باريس للتنديد بالحكم الصادر ضد زعيمته مارين لوبان بالسجن أربع سنوات، عامان منها مع النفاذ، والحرمان من الترشح لخمس سنوات. وبالنسبة لأنصار الحزب، يمثل الحكم ضربة للمبادئ الديمقراطية واستهدافا للحزب الأكثر شعبية في فرنسا. وأكد هؤلاء أن “مارين مرشحتنا وفي حال حرمانها سنفكر في البديل”. ريبورتاج.
لم يتأخر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا في تنظيم مظاهرة، شارك فيها الآلاف الأحد وسط باريس، للتنديد بالحكم الصادر ضد زعيمته مارين لوبان بفقدان أهلية الترشح للانتخابات لخمس سنوات.
وكانت محكمة في باريس قد أدانت لوبان وأعضاء من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الأسبوع الماضي باختلاس أموال عامة، وفرضت عليها عقوبة، ستمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في عام 2027، ما لم تتمكن من إلغاء الحكم عبر قرار قضائي جديد خلال 18 شهرا.
وقدمت لوبان استئنافا على الحكم وأكد القضاء الفرنسي أنه سيصدر حكمه في الطعون في صيف 2026، أي قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية 2027.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيلاب السبت أن لوبان لا تزال الأوفر حظا للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنسبة تتراوح بين 32 و36 بالمئة، متقدمة على رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب الذي تراوحت نسبة تأييده بين 20.5 و24 بالمئة.
وخصص الحزب عشرات الحافلات لنقل الآلاف من منخرطيه وأنصاره إلى باريس معظمها من شمال البلاد حيث يحظى بشعبية واسعة.
وما يشد الانتباه في هذه التظاهرة هو حضور عدد كبير من الشباب في مقتبل العشرينات من العمر، الذين لم يكن خطاب اليمين المتطرف يشد انتباههم في السابق.
شباب يتظاهر للمرة الأولى
من بين هؤلاء مارك 23 عاما وطالب الحقوق الذي جاء من بريست شمال فرنسا مع صديقه للمشاركة في المظاهرة. “هذه المرة الأولى في حياتي التي أشارك فيها بمظاهرة، لم أفهم الأسباب التي جعلت القضاء يصدر هذا الحكم القاسي بالحرمان من الترشح خاصة وأن لوبان لم يكن لها سوابق قضائية في هذا المجال. وأعتقد أن هناك تأثيرا سياسيا على القضاة الذين أحترام قرارهم”.
وعن خيار ترشيح بارديلا مكان لوبان في حال تثبيت الحكم القضائي ضدها يصرح مارك: “أفضل ترشح مارين للانتخابات الرئاسية بما أنها أكثر خبرة من بارديلا وأثق في قدرته على توحيد الصفوف وهو يمثل الشباب وكثيرا منهم يرى نفسه في شخصه.”
“الديمقراطية في خطر ولم يعد بوسعنا التعبير عن رأينا”
ما يشد الانتباه أيضا، هو حضور طيف واسع من كبار السن الذين تكبدوا عناء السفر في يوم عطلة للتعبير عن مساندتهم لمارين لوبان.
جانين 75 عاما جاءت في حافلة الحزب التي خصصها لنقل منخرطين من مدينة دانكيرك في أقصى الشمال تعتبر الحكم منافيا للديمقراطية. وتقول “الديمقراطية في خطر. ليس لدي مشكلة مع القضاة، لكن لا يجب الخلط بين الجانب الجزائي والسياسي في الأحكام. في حال حرمانها من الترشح، وهو ما لا أتمناه، سنصوت لجوردان بارديلا، على الرغم من أنني أفضل ترشح مارين”.
ويؤكد الحزب أن الحكم القضائي تسبب في موجة تعاطف مع الحزب. إذا يقول ألكسندر دي فوسيي نائب عن التجمع الوطني عن منطقة شمال فرنسا، إنه تم تخصيص حافلتين لنقل أنصار الحزب من مدينته “كامبري”.
“مارين هي مرشحتنا”
ويضيف دي فوسيي “حصلنا على أكثر من عشرين ألف انخراط في الحزب على المستوى الوطني بعد الحكم ضد لوبان. وهذا يعبر عن المساندة التي يحظى بها الحزب عندما يصرف الناس المال للانضمام إلينا”.
ويشدد دي فوسيي “أن هذه المظاهرة لا تشكل استعراض قوة، وقد قررنا تنظيم هذا التجمع حتى قبل صدور الحكم. وهناك تعاطف على المستوى الوطني مع مارين وهو ما جعلنا ندعو الأنصار لهذه المظاهرة. مارين لوبان تتصدر وبفارق كبير عن باقي المرشحين استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية المقبلة. ومرشحتنا للانتخابات اليوم هي مارين، وفي حال حرمانها من الترشح قضائيا، سنفكر في البديل وقد يكون جوردان بارديلا“.
وللإعلام نصيب من الانتقادات
وأخذ الإعلام نصيبه من انتقادات أنصار مارين لوبان الذي صبوا غضبهم على صحفي في برنامج “لوكيتيديان” على قناة تي إم سي (يرون بأن البرنامج موجه ضد حزبهم)، وقالوا له إن البرنامج ذي ميول يسارية، فيما قال آخر “على الأقل أستطيع انتقادكم هنا بمما أنني لا أستطيع التكلم في برنامجكم”. وهاجم آخرون قناة بي إف إم تي في الإخبارية التي يعتبرون أنها لا تعطي حزبهم “المليوني” حقه. فيما أبدى آخرون مساندتهم لقناة سي نيوز (فريق التحرير: ينظر إليها على أنها مقربة من أوساط اليمين).
من جهته، يقول دميتري إلبوت أحد المسؤولين في الحزب عن التعبئة “حتى القناة الأكثر مشاهدة في البلاد (سي 8 التي قررت السلطات وقف بثها على الشبكة الأرضية) وتحظى بنسب مشاهدة عالية تم إغلاقها”. أما جانين فتقول: “لم يعد لدينا الحق في التعبير عن وجهة نظرنا بالطريقة التي نريدها، وإغلاقها هو اعتداء على الحريات”.
“نحن لسنا ترامب”
وحذر بعض السياسيين في فرنسا من تكرار اقتحام مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة على يد اليمين المتطرف إلا أن أنصار الحزب قللوا من هذه المخاوف، وأكدوا التزام الحزب بسلمية التظاهر.
وتقول جانين: “الخلط بين لوبان وترامب هو أمر غير معقول، لا نتبنى نفس الخطاب، ليس الأمر يتعلق بإعجابي بترامب من عدمه وكيف يرى مصلحة بلاده. ونحن مختلفون عنه.”
أما فابيين، 52 عاما مستشارة في شركة دولية، فتعد من بين القلائل مع صديقتها الذين شاركوا في المظاهرة من غير المنخرطين، وتقول القاطنة في باريس: “الحكم القضائي تجاوز حدود المقبول، والحكم الصادر بحق لوبان جائر. هذه المظاهرة ليس استعراض قوة ولم يتم اقتحام مبان عامة. اليمين المتطرف نادرا ما ينظم مظاهرات وهو جعل هذا التحرك محط أنظار وتعليقات. إنها مجرد مظاهرة للتعبير عن التعاطف مع مارين”.
“حكم مسيّس ولن أستسلم أبدا”
من جهتهم، تناوب قادة “التجمع الوطني” في خطابات لاذعة أمام أنصارهم للتنديد بما قالوا إن الحزب الأكثر شعبية في البلاد (فريق التحرير: حصل على نحو 11 مليون صوتا خلال آخر انتخابات تشريعية الصيف الماضي) مستهدف.
وقالت زعيمة الحزب مارين لوبان إن “الحكم مسيس ويمثل ضرب لدولة القانون وللديمقراطية، وشددت لوبان على أنها “لن تستسلم أبدا”، وأضافت “لا نطلب أن نكون فوق القانون، ولكن لا نقبل أن نكون تحت القانون”.
أما رئيس الحزب جوردان بارديلا فوصف الحكم ضد لوبان بأنه “إعدام للديمقراطية”، إلا أنه شدد على أن “التجمع الوطني” “لا يريد أن يتهم أن ويمس نزاهة كل القضاة أو المؤسسة القضائية برمتها، وحزبنا لن يطعن أبدا في الفصل بين السلطات واستقلال القضاء الذي يعد ضامنا لدولة القانون”.
المصدر / فرانس 24
وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات