أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / 4 – شيعة العراق صمّام الأمان .. هل سيهاجم ترامب إيران ؟

4 – شيعة العراق صمّام الأمان .. هل سيهاجم ترامب إيران ؟

 فيينا / الجمعة 11 . 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية

أهم ورقتين يملكهما شيعة العراق (وذلك ما يجعل ردّةَ فعلهم صعبة التنبؤ بها) :
1- فتوى الفقهاء
2- وجود الحشد .

▪️منذ إحتلالهم العراق حرص الأمريكان على تحيِيد شيعةِ العراق وإخراجهم من معادلة صراعهم ضد شيعة إيران ومحور المقاومة.
▪️ورغم بغضهم للنجف وعلمائها – لما تتميز به من إستقلاليةٍ وقدرةٍ على الإستقطاب – لكنهم أدركوا أن توجّهها السلميّ يجعلها ضدّا نوعيّاً لتوجه علماء إيران الثوريين والذين شكّلوا مصدرَ زعزعة لمصالح الغرب بعد إنتصار الثورة الإسلامية ونشر ثقافة التحرر ، وإستقطاب حركات التحرر “السنية” لتشكيل جبهة واسعة ضد الإحتلال الصهيوني والمشاريع الغربية ، وخروج الشيعة من العزلة حاملين مشروعا نهضويا ينبئُ بصعودهم كقوةٍ كبرى.

▪️أظهرت سلطة التحالف إحتراما بالغا للنجف وعلمائها وكانت كثيرة الإشادة بمواقفها الداعية للتهدئة ونبذ العنف أملاً بتحيِيد الشيعة كي لا يعارضوا الهيمنة الأمريكية.

وكما نجحوا في تحييد سنة العراق، فقد حرص الأمريكان على منح الشيعة إمتيازاتٍ جيّدةً وحرّيّاتٍ واسعةً لأداء شعائرهم، مكافأةً على تركهم معارضة التواجد الأمريكي وابتعادهم عن محور المقاومة.

▪️ورغم تقاطع النجف مع أرادهُ الإحتلال في ملفات أساسية ( مثل كتابة الدستور والإصرار على الإنتخاباتِ وفتوى الدفاع الكفائي … ) فقد حاول الأمريكا إستيعاب تلك المواقف رغبةً بعدم التقاطع . كما قبلوا بتقديم بعض التنازلات خدمةً لمصالحهم العليا بالعراق وصراعهم الأوسع في عموم المنطقة.

– بقاءهم في العراق كان هدفا ستراتيجيا يحتاجونه بشدّة.

▪️وكما نشعر بالقلق فهم يشعرون بالقلق أيضًا من غياب مفاجئ للسيد السيستاني بسبب وضعه الصحيّ وغياب بديل يحوز نفس المكانة الرفيعة التي إمتلكها السيد وإنقياد الجماهير له.
– وهم يخشون من إنتهاء نهجه السلمي الذي أبعد الشيعة عن الصِدام مع الأمريكان حتى الآن.
– خصوصا وأن بعض المعطيات تشير الى توجه الشيعة لقيادة السيد الخامنئي بعد رحيل السيد السيستاني (بغياب بديلٍ محليٍّ يملأ الفراغ) وهذا ما يمثل خطرا كبيرا على المشروع الأمريكي.

▪️ورغم إحتواء خيار المواجهة العسكرية الشاملة وإغتيال القيادات الإيرانية على كمٍّ كبير من المجازفة ، لكن القرار الأمريكي قد يخالف مقتضى الحكمة مستجيباً لضغط المتشددين الإنجيليين والصهاينة.

– لكن قبلها سيحتاج الأمريكي لضمانات تؤكد عدم إنفجار شيعة العراق ضدهم فيما لو شنوا عدوانا واسعا على الجمهورية الإسلامية.
– كما سيحتاج ضماناتٍ بإمتناع مراجع النجف -جميعم- عن مواقف تضرّ بالمصالح الأمريكية ردا على ذلك العدوان.
▪️لكن هذا المستوى من الضمانات يصعب تحقيقه – لأسباب :
1) إستقلالية فقهاء النجف ومراعاتهم للمصالح العليا للدين والأمة.
2) إدراكهم أن غياب الموقف إزاء تحديات وجودية بهذا الحجم سينعكس سلبا على ولاء الناس لهم.
3) حتى لو امتنع أغلب الفقهاء عن إصدار موقف ضد الامريكان فقد يؤدي موقف فقيهٍ واحد لإشعال الشارع الشيعي المحتقن بالأساس.

– لا تتوفر ضمانات بأن الضغوط السياسية والترهيب يكفي لتحييد جميع القوى السياسية الإسلامية فضلا عن الحشد الشعبي.
– سيعزّز العدوان الشعورَ بالتهديد الوجودي للشيعة مما سيدفعهم للتوحّد ونبذ الخلافات.

– كما لا يمكن ضمان بقاء رئيس الوزراء العراقي في نهجه المحايد غير الداعم لايران، فيما لو مورست عليه ضغوط شعبية وسياسية كبيرة، مما سيخرجه عن الحياد منحازا لإرادة الأمة.

٩-٤-٢٠٢٥

المعمار
كتابات في الشأنين العراقي والشيعي

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً