أخبار عاجلة
الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / تغريدة أماني.. إضعاف الجيوش العربية، أمنية أمريكية-إسرائيلية

تغريدة أماني.. إضعاف الجيوش العربية، أمنية أمريكية-إسرائيلية

فيينا / الاربعاء 23. 04 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

تداولت عدة وسائل إعلام لبنانية أن وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، يعتزم استدعاء السفير الإيراني، مجتبى أماني، على خلفية تغريدة اعتبرها الوزير انتهاكًا للسيادة اللبنانية.

– من أجل أن نضع القارئ في صورة “انتهاك” السفير الإيراني أماني للسيادة اللبنانية، ننقل التغريدة التي كتبها على منصة “إكس” بنصها الكامل، والتي جاء فيها: “إن مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول. ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولًا من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع متعددة. وما إن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، حتى تصبح فريسة للهجوم والاحتلال، كما حدث في العراق وليبيا وسوريا. ونحن في إيران ندرك تمامًا خطورة هذه المؤامرة وأثرها البالغ على أمن شعوب المنطقة، ونحذّر الآخرين من السقوط في فخ الأعداء. إن الحفاظ على القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال، ولا يجوز المساومة عليه”.

– ونسأل هنا: هل ذكر السفير الإيراني لبنان أو الجيش اللبناني أو سلاح حزب الله؟ ألم يكن كلامه عامًا، يصف واقعًا تمرّ به منطقتنا منذ عقود؟ وهل يختلف اثنان على أن الولايات المتحدة تواصل تسليح الكيان الصهيوني بأحدث ما لديها من ترسانة، في الوقت الذي تسعى فيه، بكل الوسائل، إلى تفكيك الجيوش العربية وتجريدها من سلاحها، كما فعلت في العراق وسوريا وليبيا، وتُحاول مع إيران؟ أليس الهدف هو تمكين “إسرائيل” من التسيُّد على المنطقة، لتتحرك طائراتها وجيشها في أجواء الدول وأراضيها دون رادع، تحقيقًا لحلم “إسرائيل الكبرى”؟

– ونسأل أيضًا: ألم يُشر السفير أماني إلى تجربة بلاده، إيران، التي أصبحت اليوم مثالًا لدول المنطقة، بعدما رفضت التنازل عن عناصر قوتها رغم كل التهديدات الأميركية والإسرائيلية؟
ألم تصطدم تلك التهديدات بجدار الصمود والاقتدار الإيراني؟ فهل في ذلك انتهاك للسيادة اللبنانية؟!

– وهل يُعقَل أن نُصدّق وعود الولايات المتحدة بالسلام والاستقرار – والحديث موجّه إلى الشعوب العربية والإسلامية كافة، لا إلى اللبنانيين وحدهم – بينما هي تُقيم جسرًا جويًا لإرسال آلاف القنابل زنة طن، وتُغرق المنطقة بكل ما تملك من عدة وعتاد، لترهيب الجيوش والحكومات والشعوب، وثنيها عن مجرد التفكير في التمرد على الهيمنة الأميركية والإسرائيلية؟!

– كنا نتمنى من وزير الخارجية اللبناني أن يُظهر الحساسية ذاتها، أو شيئًا منها، تجاه السيادة اللبنانية، حين كانت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، تسخر من شخصيات لبنانية وتتحدث بلهجة صهيونية فجّة، أمام مضيفيها اللبنانيين، دون أي اعتبار للياقة الدبلوماسية أو حتى لأبسط آداب المخاطبة. واللافت في الأمر، أنها كانت تضع في إصبعها خاتم نجمة داوود!

– ومن باب التذكير فقط، نقتطف بعضًا من وقاحة أورتاغوس؛ فقد تجرأت، أثناء زيارتها لبنان، أن تقول وبحضور مسؤولين لبنانيين: “أتوجّه بالشكر إلى حليفتنا إسرائيل لأنها هزمت حزب الله”. “لا بد من التأكد من أن حزب الله ليس جزءًا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزومًا عسكريًا”. “لقد بدأ عصر نهاية إرهاب حزب الله”. وحين سألها أحد الصحفيين عن رفض رئيس الجمهورية عروض التفاوض الأميركية، أجابت: “الرئيس يقول لنا غير ذلك”، في استهدافٍ مباشر لمصداقيته. الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، وصف تصريحاتها تلك بأنها دعوة صريحة لإشعال حرب أهلية، فردّ عليها قائلًا إن شروطها على لبنان مستحيلة. فما كان منها إلا أن ردّت عبر منصة “إكس”: “المخدرات مضرة، وليد”!

– ونسأل ختامًا: هل تغريدة السفير أماني تُعد انتهاكًا للسيادة اللبنانية وتدخّلًا في شؤونها الداخلية؟ أم أن الوقاحة الصارخة لأورتاغوس، وسخريتها من اللبنانيين ورموزهم، ودعوتها العلنية لفتنة داخلية، هي الانتهاك الحقيقي الذي يستدعي الاستدعاء؟!

المصدر / العالم

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات 

اترك تعليقاً