الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / الجولاني.. من شعارات المقاومة إلى أحضان التطبيع

الجولاني.. من شعارات المقاومة إلى أحضان التطبيع

 فيينا / الأربعاء 14 . 05 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

في مشهد سياسي يكشف حجم التناقض والانحراف عن المبادئ التي طالما رُفعت باسم “المقاومة”، يطفو إلى السطح مجدداً الوجه الحقيقي لأبي محمد الجولاني، ذلك الذي تاجر بشعارات الجهاد والممانعة، ليتحول اليوم إلى أحد أبرز رموز التطبيع السري – وربما العلني – مع الكيان الصهيوني.

فالرجل الذي كان يدّعي العداء لإسرائيل، ها هو اليوم يفتح الأبواب لتفاهمات مشبوهة، لا تخدم سوى مشروع تمكينه السلطوي في الحكم، على حساب قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

* سياسة منحرفة
في هذا السياق، اتهم المحلل السياسي علي الطويل، الرئيس السوري أبو محمد الجولاني بالسعي إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجولاني بات لا يمانع إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني في سبيل تثبيت نفوذه في السلطة.

وقال الطويل في تصريح لـ/المعلومة/، إن “الجولاني أصبح شخصية تركض وراء مصالحها، وتخلّى عن جميع الشعارات الرنانة التي طالما رفعها في خطابه الجهادي، وعلى رأسها مواجهة الكيان الصهيوني”.

وأضاف، أن “هناك بعض الجهات تعتقد، وللأسف الشديد، أن مصلحة العرب تكمن في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويبدو أن الجولاني أصبح من هذه المدرسة السياسية المنحرفة عن مسار المقاومة”.

وأوضح الطويل، أن “سلوك الجولاني يعكس حالة الانهيار الفكري لدى بعض القيادات التي استخدمت الدين كوسيلة لتحقيق مكاسب سلطوية ومناطقية”.

  • الجولاني.. من شعارات المقاومة إلى أحضان التطبيعالجولاني.. من شعارات المقاومة إلى أحضان التطبيع

* صنيعة أمريكية صهيونية

في غضون ذلك، اتهم عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، الريس السوري أبو محمد الجولاني، بأنه صنيعة استخباراتية أمريكية صهيونية، متهماً إياه بالسعي لتلميع صورته دولياً وقيادة مشروع تطبيع موجه من واشنطن وتل أبيب تحت غطاء “المقاومة الزائفة”.

وقال البنداوي في تصريح لـ/المعلومة/، إن “الجولاني هو أداة أمريكية إسرائيلية تم تصنيعها واستخدامها في المنطقة لتفتيت المجتمعات وإعادة تشكيل الخريطة السياسية والأمنية بما يخدم المصالح الصهيونية”، مشيراً إلى أن “الظهور المتكرر للجولاني في الإعلام الغربي، وجلوسه مع شخصيات أمريكية والترويج لفكرة التطبيع، يكشف الوجه الحقيقي لهذه الشخصية التي تدّعي الجهاد زيفاً”.

وأوضح أن “الجولاني لطالما استخدم شعارات الجهاد ضد إسرائيل وأمريكا فقط لكسب تأييد الجماعات المتطرفة، في حين أنه في الواقع لا يعادي الكيان الصهيوني، بل يعد من أبرز الداعمين للتطبيع في الخفاء، إن لم يكن علناً”.

هكذا تسقط الأقنعة، ويظهر الجولاني على حقيقته، أداةً بيد المشاريع الاستخباراتية الدولية، وخنجراً في خاصرة القضية الفلسطينية. إن مساعيه لتجميل صورته أمام الإعلام الغربي، وتقديم نفسه كزعيم “واقعي” منفتح على التطبيع، ما هي إلا استمرار لمسلسل الخداع السياسي الذي يمارسه منذ سنوات. وبينما يتشبث بخطاب مزدوج، آن الأوان لأن يُكشف زيفه بالكامل، ويُعزل عن أي دور يدّعي تمثيله في مسرح المقاومة، الذي لا مكان فيه للمنافقين والمطبعين.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً