السيمر / الاثنين 29 . 02 . 2016
محمد الحنفي / المغرب
في هذا الزمن…
لا يوجد شيء لا يخالطه العهر…
فالاقتصاد يخالطه العهر…
والاجتماع يخالطه العهر…
وثقافتنا يخالطها العهر…
وسياستنا لا تجوز…
بدون ممارسة العهر…
وأحزاب الإدارة…
تم إنجابها من ممارسة العهر…
وبورجوازيتنا لا تكدس الثروات…
لا تنهبها…
لا تهربها إلى خارج هذا الوطن…
بدون ممارسة العهر…
وفي كل انتخابات…
لا يفوز أي مرشح…
إلا بتقرير العهر…
لا بأصوات الناخبين…
كما يوهمنا…
من يمارس عهر السياسة…
***
يا وطني…
لماذا تصير فضاء…
لإنتاج أشكال العهر…
اللا تتوقف عن نهج التكاثر…
عن الانتشار…
في كل الفضاءات الجميلة…
اليحولها العهر…
إلى فضاءات خبيثة…
حافظ على نظافة الشعب…
على كل الأبناء البنات…
حتى لا يصير الجميع…
مكبا على ممارسة العهر…
حافظ على تاريخك…
حتى لا يلوثه العهر…
حتى لا تصير أعجوبة…
بين تواريخ الأوطان…
فها أنت لا تحيا إلا بأمجاد الشهداء…
لا بأمجاد العاهرين…
اللا أمجاد لهم…
ولا تتذكر…
إلا ما قدمه الشهداء من تضحيات…
من أجل استقلالك…
من أجل سلامة كل البناء فيك…
من كل أشكال العهر…
ولا تخلد…
إلا ما رسموه من أفق رقيك…
***
ويا وطني…
إن الميلاد فيك مفخرة…
وإن الموت من أجلك أكثر فخرا…
حينما يصير الشعب فيك سيدنا…
حينما تصير كل الحقوق مكفولة…
لكل إنسان…
حينما يصير التعليم فيك وسيلة…
لبناء إنسان جديد…
يتحرر من كل القيود…
يسعى إلى بناء أمجاد الوطن…
أمجاد الشعب…
أمجاد التاريخ…
أمجاد الإنسان فيك…
يا وطني…
حينما تصير الصحة فيك…
علاجا من كل الأمراض…
لبناء إنسان سليم…
يستطيع أن يدوس الألم…
لا أن يسمح له…
بمهاجمته…
بإنهاك قدرته…
على مجد العطاء…
حتى تتقدم أنت…
يا وطني…
حينما يصير الشغل فيك حقا…
في متناول كل الشباب…
في متناول العاطلين…
في متناول المعطلين…
حتى لا يعيش على أرضك يا وطني…
إنسان بدون شغل…
بدون كرامة…
حينما يصير السكن…
في متناول كل الأسر…
وغير الأسر…
العاجزين عن اقتناء السكن…
احتراما لكرامة كل إنسان…
وسعيا إلى إقرار حقوق الإنسان…
في كل مجالات الحياة…
في هذا الوطن…
حينما تصير الأجور مناسبة…
لما يجري في الحياة…
تمكن كل العمال الأجراء…
من كل الحاجيات…
ضمانا لتحرير الإنسان…
من استعباد الديون…
فيك يا وطني…
***
وكل الذين قاموا…
يدعون الذوذ عنك…
يا وطني…
يجهلون…
أن الشعب فيك أبي…
وأن الإباء من طبعه…
وأن من ينتجون أباة…
ومن يقدمون الخدمات أباة…
وأن السماء ممطرة للإباء…
وأن الادعاء لابد أن يكتشف…
وأن من يدعي حمايتك يا وطني…
لا يبتغي غير نهب خيراتك…
غير استغلال العمال الأجراء الأباة…
غير بناء الرأسمال…
لإنتاج المزيد من الفقراء…
لفرض حرمان الشعب…
من كل الحقوق…
حتى يصير للرأسمال…
شأن عظيم…
لإشاعة عهر الرأسمال…
حتى لا تستقيم الحياة…
إلا بانتشار العهر فينا…
في هذا الوطن…
فهل يتخلص الشعب…
من عهر الرأسمال؟…
وهل نتخلص نحن…
من العهر فينا؟…
وهل تستقيم الحياة…
بنظافتنا…
من عهر الرأسمال؟…
حتى تستقيم الحياة…
حتى يترسخ العدل فيما بيننا…
حتى يصير الشعب…
بكل الحقوق…
ليصير الإنسان إنسانا…
والرأسمالي ليس إنسانا…
وإنسانية الشعب…
لا يخترقها الرأسمال…
إلا حين تصير مناعة الشعب…
مخترقة…
من الرأسمال العاهر فينا…
ليصير الشعب…
بدون مناعة…