الرئيسية / الأخبار / رحيل رجل الاعمال البصري (جوزيف حنا الشيخ)

رحيل رجل الاعمال البصري (جوزيف حنا الشيخ)

السيمر / فيينا / الخميس 07 . 05 . 2020 —- يوم الاحد 2020/5/3 أنتقل إلى رحمة الله رجل الاعمال البصري (جوزيف حنا الشيخ) عن عمر تجاوز التسعين عاما قضاها بالعمل وحب العراق والبصرة.

ينتمي الفقيد “جوزيف حنا الشيخ” الى عائلة نزحت من الموصل الى العمارة ومنها لتستقر في البصرة حيث كان عملهم في التجارة عبر شط العرب، ومنه الى اغلب موانىء العالم.

غادر معظم افراد العائلة البصرة بداية حكم (البعث) عام 1968، وتوزعوا بين دولة الامارات العربية والبحرين ولندن، وهم من قاموا ببناء اكبر سوق تجاري باللبصرة  في حينه، المعروف بـ (سوق حنا الشيخ).

لقد عاد  الفقيد رحمه الله الى البصرة بعد سقوط النظام البائد في نيسان عام 2003 وهو يحمل بين يديه مشروعها التاريخي ( ميناء الفاو الكبير ) بتمويل وادارة شركة حنا الشيخ القابضة وتصميم شركة هالكرو البريطانية، وقد أعلن في حينها من مكتبي يوم كنت محافظاً للبصرة عام 2003  عن المشروع بمقولته : “غادرت البصرة عام 1968 وقررت عدم العودة اليها إلا بمشروع يليق بالبصرة، وها أنا اليوم أعود بمشروع ميناء الفاو الكبير”.

وقد قمنا بتوزيع ملف المشروع على ثلاثة جهات، وهي ( الشركة العامة لموانئ العراق ولجنة اعمار البصرة برئاسة د. صالح نجم القرناوي والمجلس الاستشاري 2003 – 2005)، وقد حصلت الموافقة على المشروع من جميع الجهات المشار اليها آنفاً، وحملت المشروع وذهبت به الى العاصمة بغداد، وعرضت المشروع على مجلس الحكم لكوني كنت عضواً فيه، وكان في حينه برئاسة المرحوم جلال الطالباني الرئيس الدوري لمجلس الحكم ، وقد أمر وقتها بهامش رسمي معنون إلى وزير النقل لإجراء اللازم ولكن لم يتخذ أي إجراء.

عرضت المشروع فيما بعد على حكومة السيد أياد علاوي، وتم ترحيل المشروع إلى حكومة السيد ابراهيم الجعفري ومنها إلى حكومة  السيد نوري المالكي بدورتيها حيث أعطيت الضربة القاضية للمشروع، كما اعطت الضربة القاضية لعدة مشاريع كان من المؤمل تنفيذها في البصرة، وهي :
1. مشروع برج رجال الأعمال، المتكون من 75 طابق
2. مشروع واحة العراق (مشروع زراعي في التنومة)
3. مشروع (New Basra) (على غرار مدينة خالد في الشارقة) بين شط البصرة وقضاء الزبير
4. مشروع لصيد وتعبئة وتغليف وتصدير الأسماك في الفاو
5. مشروع مدينة البصرة الإعلامية.

أيها الرجل الطيب .. إنتقلت الى دار الآخرة والنار تستعر في داخلك حرقةً على مدينتك البصرة الفيحاء، وما لحق بها نتيجة السياسات الخاطئة والإستهداف المتعمد لها.
أيها البصري الغيور .. لا تستغرب لما واجه مشروعك المينائي من تعطيل وتسويف ومماطلة، خاصة اذا ما عرفت ان دولة كافرة قد تقدمت للعراق المؤمن بمقترح لتنفيذ مشروع لتحلية مياه البحر، بقصد تأمين مياه الشرب لعموم اهالي البصرة، ولكن المشروع مازال قيد المماطلة والتسويف منذ أكثر من أربعة سنوات..

بنعيك ياصديقي أتمنى أن لا أكون قد كتبت نعي لمدينتي البصرة الفيحاء بسبب سياسات الغرباء عنها.

الرحمة والرضوان لروحك صادقاً محباً، والصبر والسلوان لأهلك وذويك ومحبيك،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وائل عبد اللطيف

كما أصدر النائب ووزير النقل السابق كاظم فنجان، اليوم الإثنين، بيان ينعى فيه رحيل المهندس الأول لميناء الفاو الكبير

فيما يلي نص بيان النعي :-

ببالغ الأسى والحزن والأسف ننعى وفاة الرجل الأول الذي فكر وخطط عام ١٩٩١ لبناء ميناء الفاو الكبير، وكان اسم الميناء في العرض الاول الذي تقدمت به شركة إنماء الخليج وقتذاك (ميناء العراق الكبير). وظل الراحل (جوزيف حنا الشيخ) يواصل محاولاته ومطالباته بتنفيذ هذا الميناء حتى عام ٢٠١٧ عندما تغير اسم شركته الى (حنا الشيخ القابضة) لكن الدولة العراقية، وليس وزارة النقل رفضت منحه الضمانات السيادية التي لا يمكن تجاهلها عند التعاقد على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية العملاقة. .
رحل عنا (جوزيف حنا الشيخ) عن عمر يناهز التسعين تاركاً وراءه احلاما لم تتحق، ومشاريع واعدة لم تر النور.
وسيظل اسمه علامة فارقة في تاريخ جنوب العراق، وفي تاريخ الخليج العربي.
لقد كسب محبة العراقيين على اختلاف توجهاتهم، ونال احترامهم قبل ان ينال ثقة اصحاب رؤوس الأموال.
ينتمي (جوزيف حنا الشيخ) لعائلة عراقية نزحت في القرن الثامن عشر من الموصل الى الجنوب، واستقرت في العمارة، وكانت متخصصة بتجارة الخشب، ثم انتقلت الى البصرة لتقتحم عالم التجارة من اوسع ابوابها.
غادرت هذه الأسرة العراق مضطرة نحو الامارات لتبني هناك اول ميناء في دبي، وهو (ميناء الشيخ) نسبة الى اسم عائلة (آل الشيخ)، لكن جوزيف حنا الشيخ هو الذي طلب بكل تواضع تغيير اسمه الى ميناء الشيخ راشد. .
ما يبعث على الفخر والافتخار ان جوزيف حنا الشيخ لم يتنازل عن جنسيته العراقية، ولم يتنكر لمسقط راسه (العمارة)، ولم يتخلف عن دعم الفرق الرياضية في البصرة خلال حقبة الخمسينات والستينيات. وظل سوقه (سوق حنا الشيخ) عامرًا مزدهرًا في البصرة حتى يومنا هذا.
الرحمة والخلود والغفران لروحه الطاهرة، وتغمده الله بواسع جناته، وألهم أهله الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا اليه راجعون
النائب
كاظم فنجان الحمامي
وزير النقل السابق

اترك تعليقاً