السيمر / فيينا / السبت 06 . 06 . 2020
حيدر حسين سويري
كُنتُ تكلمتُ فيما سبق في كتابي (ما هو الدين؟) عن اللغة العربية وأبديت فيها رأيي باختصار وأجلتُ البحثُ في ذلك، والآن أتصور صار لا بُدّ من تفصيل الموضوع قدر الإمكان.
ابتداءً يجب أن أُثَّبت نقطتين مهمتين:
- أعتمدُ نظرية اللغة القصدية في اللغة العربية فقط
مثال ذلك:
الجلوس …. للإنسان / الجثوم …. للطير / البروك …… للإبل / الربوض …. للغنم
المعدة …… للإنسان / الكرش …. للدابة / الحوصلة …. للطير
الظافر …. للإنسان وبعض الثدييات / المخلب … للطير / السنبك …. للدابة
الثدي …. للمرأة / الضرع …. للبقرة / الخلف …. للناقة
الموت …. للإنسان / النفوق …. للدابة (المصدر: لسان العرب)
- أعتمد رأي فهم اللغة العربية بالقران وليس العكس، فلا أؤمن مثلاً بشواذ القران ومخالفته لقواعد النحو. (يوجد كتاب عنوانه: مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع. المؤلف: ابن خالويه)
اللغة العربية:
تعلمنا أن نعيد الكلمة للفعل الثلاثي، ولذلك سوف ننطلق من الفعل (عرب) ومادتهُ (ع ر ب)، لكننا نكتشف ان هذه المادة تدلنا على فعلين هما (عرب) و(عبر)، فأما معنى (عرب) فهو (فصح) فيكون (عربي) بمعنى (فصيح) و(عربية) بمعنى (فصيحة).
ومعنى الفعل (فصح) هو وصول تمام بيان المعنى من شخص إلى آخر، كما في قوله تعالى﴿ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ [القصص: 34] ﴾.
فيتضح لنا جلياً أن معنى اللغة العربية هو اللغة الفصيحة، ولا علاقة لها بالعرب، بل إن كل مَنْ نطق العربية فهو عربي، بمعنى أن العرب نسبوا الى نطقهم العربية وليس كما هو متعارف بأن اللغة سميت عربية لانتسابها لهم. كما أورد المتقي الهندي في كنز العمال حديثاً نبوياً ونصه: ” يا أيها الناس: إن الرب رب واحد، وإن الدين دين واحد، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم، فإنما هي اللسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي ” رواه ابن عساكر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. فأفهم.
مفارقة بسيطة:
أما الفعل (عبر) فمعناه (فَسَّر) كما في قولهِ تعالى﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف: 43] ﴾ فبكون (عبري او معبر) بمعنى (مُفسر) واللغة العبرية هي اللغة المفسرة التي تستطيع توصيل المعنى الى الآخر وهي بذلك أقل شأنا وبياناً من العربية.
لغة القرآن:
يتضح لنا الآن أن اللغة العربية هي لغة القرآن، قال تعالى﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل: 103] ﴾ وكل لغة خالفتها فهي أعجمية بمعنى مبهمة، ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44]﴾ و(فُصَّلت) معناها (بُيَّنت). كذلك وأن ليس في القرآن كلمة أعجمية أي مبهمة.
قال تعالى﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ [الرعد: 37] ﴾و﴿ قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر: 28] ﴾، تعني قرآنا تاما خاليا من النقص والعيب. كذلك قوله تعالى في سورة الواقعة﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً (36) عُرُباً أَتْرَاباً (37) لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38)﴾ وتفسير كلمة (عُرُبَا) التي وردت كصفة للحور العين، وصفت الحور بالتمام والخلو من العيب والنقص.
نظرة سريعة على نظرية (نعوم تشو مسكي) في اكتساب اللغة:
غيّر (تشو مسكي)[1] جذر النظرة العلمية للغة وطريقة البحث فيها. فطبيعة المعرفة والتي تعد لصيقة للإنسان وخاصية يتميز بها، سمحت لـ (تشو مسكي) ان يسبّر في تحليل العلاقة بين اللغة والكون بشكل عام ليكوّن نظريته (النحو الكوني) كما سأتطرق له في السطور القادمة.
تنطلق نظريته من مبدأين: الاول ان الاطفال يتعلمون اللغة بشكل فطري وبمؤثرات خارجية قليلة جداً، والاخر ان دراسات اكتساب اللغة تفتقر الى الدليل الدقيق والملاحظ من خلال رصد دقيق. فخلال مرحلة الطفولة يكون المدخلات اللغوية (الكلمات التي يسمعها الطفل) محددة جدا. ولكن المفارقة تكمُن في المخرجات اللغوية اللامحدودة من لسان الطفل عن طريق الاستقراء (الاستنباط)، وبعقد مقارنات للمدخلات والمخرجات اللغوية يختلفان في الكم والكيف خلال عملية اكتساب اللغة. فالواضح من خلال متابعة اي متعلم للغة، ان الفرد البسيط يعرف حقائق لغوية عن اللغة التي يتحدثها _ كالبنية الاساسية لتركيب الجمل بشكل صحيح _ بدون اي عملية تعلّم رسمية وبدون دليل وارشاد مباشر، يقوده للتعرف على كيفية تركيب الجمل في لغته. ففي هذا يقول تشو مكسي ” بأنه بالإمكان الوصول او تحقيق معرفة اللغة من خلال التعرض البسيط لبيئة اللغة، وبالإمكان تحديد مواصفات “اللغة المكتسبة مسبقا” هذه المعرفة المكتسبة تحتوي على بنية اللغة (النحو – الصوت) والتي تقود الفرد البسيط في تعلّم لغته.
علمية الاكتساب هذه ترتبط بما يصطلح عليه تشو مسكي اللغة الداخلية (I-Language)، واللغة الخارجية (E-Language) حيثُ يرتبطان بعملية عقد مقارنات بين اللغة الداخلية (ما يحتويه العقل) واللغة الخارجية (اللغة التي يتكلمها المجتمع) في معرفة طريقة اكتساب اللغة. المهم من هذا هو معرفة دور اللغة الداخلية (I-Language) في نظريته المسماة بالنحو الكوني (Universal grammar).
النحو الكوني مفهوم قدمه تشو مسكي في بداية مشواره اللساني، والذي يدعّي فيه ان العقل يحتوي مبادئ لغوية او ملكة لغوية فطرية، وهي نفسها اللغة الداخلية. يفترض تشو مسكي بأن هذا النحو الكوني يتكون من نظام يتعلق بشروط النحو أو طريقة تركيب الجمل بشكل سليم، وكذلك قيود تتحكم بكيفية تحليل المدخلات اللغوية، التي تتعلق بطريقة النطق وطريقة تكوين الجُملة نحويا.
كذلك تعرّض تشو مسكي الى مبدأين آخرين:
الأول: المجتمع اللغوي “المصفى” ويرتبط بكيفية تنقية الخيارات اللغوية المتناقضة التي تتوافق مع نظام اللغة الداخلية. اي ان العقل يفرز اي جملة او صوت لا يتوافق مع نظام النحو الفطري.
الثاني: النحو الشائع ويتعلق بدراسة لغة ما والتي توفر للدارس دليل واضح يتعلق بنظام النحو لهذه اللغة والذي يمكن من خلاله القول بأن عملية تعلّم نظام هذه اللغة هو عبارة عن إضافتها الى النحو الكوني، او عبارة عن تعديل النحو الكوني بما يتوافق مع نظام هذه اللغة المكتسبة.
لذا أعتقد أن اللغة العربية هي اللغة الفطرية فلو تعلم الفرد الأفعال الثلاثية، ومعانيها لاستطاع التكلم بالعربية بكل سهولة، حصل مع ولدي (محمد) عندما كان في الرابعة من عمره، وأنهُ كان يلعب أحد الألعاب الالكترونية، حين وصل الى محل (حلاق) قال هذا (زيَّان)، واستغربتُ كثيراً فنحن وعلى الخصوص في العراق لا نستخدم هذه الكلمة أبداً، فسألته: من أين سمعت بذلك؟ قال: اليس عملهُ يُزيَّن؟ قلتُ بلى. قال: إذن فهو زيَّان! لقد فهم محمد الفعل الثلاثي (زيَّن) وبذلك نطق فصيحاً.
أصل من عظمة اللغة العربية (لغة القرآن):
أَتَى = جاء من مكان قريب﴿ قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ [النحل: 26] ﴾
قَدِمَ = جاء من مكان بعيد﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً [الفرقان: 23] ﴾
أَقْبَلَ = جاء راغبا متحمسا﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ [الطور: 25] ﴾
حَضَرَ = جاء تلبية لدعوة وإن كانت كرهاً﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ [الأحقاف: 29] ﴾
زارَ = جاء بقصد التواصل والبر
طَرَق = جاء ليلا
غَشِي = جاء صدفة دون علم
وافَى = جاء والتقى بالمقصود في الطريق
وَرَدَ = جاء بقصد التزود بالماء
وَفَدَ = جاء مع جماعة.
أية دقة وأي اتساع تتصف به هذه اللغة العظيمة ؟!
الأعراب:
يستخدم الناس كلمة (أعراب) ويطلقونها على سكان البادية، وهم بذلك يطلقونها اصطلاحاً وإلا فإن معناها ليس ذلك البتة. وإليك شرح ذلك: (الأعراب) الذين ورد ذكرهم في القرآن على سبيل الذم، ليسوا هم سكان البادية، لأن القرآن أرفع وأسمى من أن يذم الناس من منطلق عرقي أو عنصري، ولو كان المقصود بالأعراب سكان البادية لوصفهم الله تعالى بالبدو كما جاء على لسان النبي يوسف﴿ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [يوسف: 100] ﴾ وقوله تعالى ﴿يحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً [الأحزاب: 20]﴾ فلماذا قال (بادون في الاعراب)؟ أي ليسوا فارين الا البادية بل فارين الى بادية الاعراب.
إذن من هم الأعراب؟
قلتُ إنني أتبنى مبدأ القصدية في اللغة لذلك فإن زيادة حرف أو نقصه تؤثر في المعنى، لذا فإن ألف التعدي الزائدة في كلمة الأعراب قد نقلت المعنى الى النقيض كما في (قسط وأقسط) قسط الحاكم: ظلم وجار، أقسط الحاكم: عدل، لذا فـ (عرب): تم وخلا من العيب وأما (أعرب): نقص وشمله العيب، إذن فالأعراب مجموعة من الناس تتصف بصفة النقص في الدين والعقيدة﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 14] ﴾ و﴿ الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة : 97]﴾ وحاشا للقران أن يقول هذا بحق البدو، وكيف ذاك ومنهم أبو ذر وابن مسعود وغيرهم من الصحابة الكرام!؟
إن اللغة العربية التي هي لغة القرآن، ليست لغة بشرية أصلاً، بل هي لغة السماء التي علَّم الله بها آدم الأسماء كلها، ثم هبط بها الى الأرض، فكانت هي لغة التواصل بين البشر، وخير دليلٍ على ذلك بقائها حية طول هذا الزمان عبر الاف السنين، نعم لقد تعددت إلى لهجات وتدهورت حالتها، لكن كلامنا في لغة القران، كتاب في قرنه الخامس عشر وما زال مفهوم لكل من يقرأ العربية ويفهمها، كذلك ما وصلنا من شعر ممن سبق القران كالقصائد المعلقات، فلا زالت تدرس في كتب الادب.
كثيراً ما تضاف كلمة (الأجلاف) لكلمة (الاعراب) بالرغم من عدم ورودها بالقران، ولا أدري ما السبب!؟ الا ان معناها كما في معاجم اللغة: جَلِفَ الرجلُ: صار جِلْفاً، اتّصف بالحمق وغلظ الطبع. فهل يتصف أهل البادية جميعهم بهذه الصفات؟ كلا قطعاً.
[1] أفرام نعوم تُشُو مِسْكِي (Avram Noam Chomsky) (بالعبرية: נֹעַם نُعام) (ولد في 7 ديسمبر 1928 فيلادلفيا، بنسلفانيا) هو أستاذ لسانيات وفيلسوف أمريكي إضافة إلى أنه عالم إدراكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي. وهو أستاذ لسانيات فخري في قسم اللسانيات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والتي عمل فيها لأكثر من 50 عام. إضافة إلى عمله في مجال اللسانيات فقد كتب تشو مسكي عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام وهو مؤلف لأكثر من 100 كتاب. وفقاً لقائمة الإحالات في الفن والعلوم الإنسانية عام 1992 فإنه قد تم الاستشهاد بتشو مسكي كمرجع أكثر من أي عالم حي خلال الفترة من 1980 حتى 1992، كما صُنف بالمرتبة الثامنة لأكثر المراجع التي يتم الاستشهاد بها على الإطلاق في قائمة تضم الإنجيل وكارل ماركس وغيرهم. وقد وُصف تشو مسكي بالشخصية الثقافية البارزة، حيث صُوت له كـ “أبرز مثقفي العالم” في استطلاع للرأي عام 2005.
ويوصف تشو مسكي أيضاً بأنه “أب علم اللسانيات الحديث” كما يُعد شخصية رئيسية في الفلسفة التحليلية. أثر عمله على مجالات عديدة كعلوم الحاسب والرياضيات وعلم النفس. كما يعود إليه تأسيس نظرية النحو التوليدي، والتي كثيراً ما تعتبر أهم إسهام في مجال اللسانيات النظرية في القرن العشرين. ويعود إليه كذلك فضل تأسيس ما أصبح يُعرف بـ “تراتب تشو مسكي” ونظرية النحو الكلي ونظرية تشو مسكي-شوتز نبرقر.