السيمر / فيينا / السبت 13 . 06 . 2020 —- 6 سنوات مضت على الحادثة الأقسى والأشد وطأة على العراقيين ربما خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث قتل أكثر من 1700 شخص على عناصر من تنظيم “داعش” شمالي البلاد.
بعد كل تلك الفترة ما تزال معلومات جديدة تظهر حول المجزرة وملابساتها، في حين لم يتخذ حتى الآن أي إجراء بحق مسؤولين عراقيين يتهمون بالتقصير بشأن الحادثة.
وتحمل “مجزرة” سبايكر اسم قاعدة عسكرية قرب مدينة تكريت على بعد 170 كم شمال بغداد، حيث أقدم مسلحون من داعش على خطف المجندين في حزيران 2014، قبل إعدامهم الواحد تلو الآخر ورميهم في النهر أو دفنهم في مقابر جماعية.
وكتب الخبير الأمني هشام الهاشمي في تدوينة تابعها “ناس” (13 حزيران 2020)، “سؤال وجهته الى ثلاثة من كبار قيادات داعش، في السجون العراقية، محكوم عليهم بالاعدم ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام، من المتوحش الذي اخذ قرار غدر طلاب سبايكر، ولماذا لم تبادلونهم بسجنائكم؟”.
ونشر الهاشمي جواب الشخصيات الثلاث وهم أبو زيد العراق مسؤول الهئات والمناهج التعليمية لداعش، عبد الناصر قرداش، رئيس اللجنة المفوضة لتنظيم داعش قبل مقتل البغدادي، ومحمد علي ساجت عديل البغدادي وأمين سره وساعي بريد الخليفة”.
أبو زيد العراقي:
“من قام بأخذ ابو مسلم التركماني، ولا أحد يستطيع ان يعترض فهو مسؤول فرع العراق، وفرحة السيطرة على نينوى كانت بالنسبة له كفتح مكة، بل هي الحسنة التي تغفر له كل فعل متوحش يفعله، من نفذ أوامر أبو مسلم التركماني، مجموعة كبيرة غالبهم من العراقيين ربما يقدر عديدهم بنحو 150-200، يختلفون تماما عن المقاتلين الذين عرفتهم خلال فترة الزرقاوي وابو حمزة المهاجر، الذين عرفتهم كانوا قادرين على سرد تاريخيهم القتالي وصلاتهم بالعشائر والمساجد، أما هؤلاء فغالبهم ممن يحكون قصصا وحكايات متوحشة من افعالهم في جنوب نينوى وغرب صلاح الدين، علمت أن معظمهم من العناصر الوظيفية “المرتزقة” الذين أصبحوا بعد عام 2006 بلا جذور اجتماعية ولا عمل ولا اموال ولا هوية دينية واضحة، وكان ايمانهم الضعيف الحديث جاء عن سماعات خطب رديئة زرعت في نفوسهم الكراهية للشيعة وكل من هو ليس بمسلم سني، كانت تلك الخطب هي السند الوحيد الذي يبرر لهم تلك الوحشية في غدر الأسير والتمثيل بجثته”.
عبد الناصر قرداش:
“لم اشاهد حادثة سبايكر كنت يومها والي المنطقة الشرقية في سورية وهي من جنوب الرقة وحتى شرق نهر الفرات، لكن سمعت أن القرار أحادي اتخذه أبو مسلم التركماني، ومعه القسم الأمني المسؤول عنه أبو جرناس رضوان الحمدوني.
التقيت بـ’أبو مسلم التركماني’ بعد سبايكر في الرقة، وكان يقول: إن أكثر عملية بعد السيطرة على نينوى غيرت مسارات الحرب وارعبت السنة والشيعة هي سبايكر، فكثير من القرى والمدن سقطت بعد سبايكر، بايدي قوة صغيرة من مفارز التنظيم، وهذا الرعب كان احد اسبابه هو سبايكر، فلأول مرة منذ 10 سنوات يسيطر عناصر التنظيم على قرى ومدن الصحوات والعشائر المرتدة بدون أن يجدوا من يقاومهم، وكان هذا ما جعل القوات الحكومية تستغرق وقتا طويلا من أهوال صور الاعدامات التي نشرت..، لم يكن لدينا فرصة أن نفكر إلا في الوصول إلى شمال بغداد وإخراج السجناء من سجن التاجي، ولم نفكر ولو لحظة واحدة أن عشائر الضلوعية والدجيل وبلد وسامراء سوف يقفون مع الفصائل المسلحة الشيعية لمنع تقدمنا نحو سجن التاجي، ولذلك رفضنا فكرة إبقاء 500 من طلاب سبايكر من أجل عقد صفقة مع حكومة بغداد لإطلاق سراح سجناء التنظيم في السجون العراقية”.
محمد علي ساجت:
“كنت في جنوب الرقة قريباً من البغدادي ولم أطلع عن كثب على واقعة طلاب سبايكر، لكن سمعنا الأخبار من الراديو، والبغدادي كان يسجد فرحاً بهذه الأخبار، أخبار أن مفارز التنظيم أصبحت على الأسوار الشمالية لبغداد، لم أسمع من البغدادي الذي كان بقربه أبو محمد العدناني وأبو محمد فرقان إلا تبادل التبريكات والتهاني، يخططون لأمر كبير، وطلب منا البغدادي أن نوصل رسائل إلى جميع قادة الشرقية وعليهم التوسعة على الناس بالمال فرحاً، سبايكر كانت تعني للبغدادي جيش الرعب الذي يقود مسيرتهم إلى بغداد، وأبو محمد فرقان مسؤول الإعلام المركزي كان له صوت جميل ينشد الأناشيد فرحاً باقتراب مفارز التنظيم من شمال بغداد، وكانوا يحضرون لاقتحام معسكر وسجون التاجي، ويخططون إلى قطع طريق مطار بغداد الدولي، لا أذكر الكثير عن سبايكر هذا فقط ما اسعفتني به الذاكرة، بالنسبة لي سبايكر وحشية مفاجئة لم يخطط لها، كان قراراً ارتجاليا لأبي مسلم التركماني ولمساعده رضوان الحمدوني، فقد كان واضحاً أن قرار التركماني قد نجح في إرهاب عشرات العشائر ومئات القرى التابعة للصحوات من اخفاء سلاحها وأن يخيف مدن كبيرة في صلاح الدين، وكانت هناك خطب رنانة وحماسات لخطباء الجمعة من انصار التنظيم تبرر وتشيد بعملية سبايكر، ففي الأيام الأولى من سقوط نينوى، البغدادي كان يميل إلى هكذا عمليات شديدة القسوة والوحشية من القتل بالغرق والإحراق وقطع الرؤوس والرمي من شاهق… حيث كان يزعم أنها فرصة التمكين بالرعب ولا بد من استثمارها ونشرها إعلاميا وعلى الهيئات الشرعية برهنة ذلك بالأدلة والنصوص”.
المصدر / ناس