الرئيسية / مقالات / تأدب يا بوق السلطة !!!

تأدب يا بوق السلطة !!!

السيمر / فيينا / الاحد 11 . 10 . 2020 

 أياد السماوي

والله لاستصغر قدري وأحطّ من شأني حين أتوّجه بالخطاب لمثلك يا هذا وأخاطبك ببوق السلطة , وإذا كانت هذه الجملة قد قيلت من قبل صاحبك بحق شخص لا يستّحقها , فأنها والله قد فصلّت عليك , وهذه بضاعتكم قد ردّت إليكم , فلا تغتر ولا يأخذنك الزهو لمنصب كان صاحبك الذي أصبح رئيسا لشبكة الإعلام قد استحقره واستخفّ به .. وإذا كنت تعتقد أنّك قد ضحكت على ذقون العراقيين حين ركبت موجة الغضب العراقي ضدّ الفساد والظلم والجوع والتخلّف والانحطاط الأخلاقي والمجتمعي , فالتاريخ مليء بأمثالك الانتهازيين والوصوليين والنفعيين .. وإن كنت تعتقد أنت ومن جاء بك لهذا المنصب , أنّ من رووا الأرض بدمائهم وصانوا العرض والمقدسات بأرواحهم يوم كنتم تسرحون وتمرحون في بغداد ,  هم دخلاء ويجب إخراجهم .. فإنّكم والله الدخلاء ولا أحد دخيلا غيركم .. فاعرف حجمك وقدرك وتحدّث بأدب حين تقف ( مستصرما ) أمام الماكرفون …   

أمّا الاتفاق الذي وصفته بالتاريخي يا بوق السلطة .. فهو بالنسبة لنا تراجع ونكوص عن كلّ ما تحقق من أنجاز عام 2017 , حين استرجعت بغداد سيطرتها على إدارة المناطق التي تقع خارج حدود الإقليم والتي استولت عليها حكومة الإقليم خلافا للدستور .. بدماء هؤلاء من تعتبروهم دخلاء .. وفي الوقت ذاته يحمل فيه هذا الاتفاق مخاطر جسيمة على أمن البلد واستقراره , فإنّ أبناء الشعب العراقي يدركون حجم هذه المؤامرة التي تحوكها الدوائر المعادية للعراق وشعبه وحشده الشعبي .. وفي مقدّمتهم الولايات المتحدّة  ومن يسير في فلكها من دول إقليمية ترى في وجود هذا الحشد العقائدي عائقا كبيرا أمام تنفيذ أجنداتها بتقسيم العراق إلى دويلات عرقية وطائفية متناحرة ومتقاتلة .. والاتفاق الذي ترحب به أمريكا ومن يدور في فلكها , لا بدّ أن يكون مريبا ويدعو للقلق , خصوصا إذا ما علمنا أن ممثلة المنظمة الأممية جنين بلاسخارت قد ضغطت بشكل كبير على تنفيذ هذه الاتفاق الذي اعتبره رئيس حكومة الإقليم خطوة نحو تطبيع الأوضاع في باقي المناطق الأخرى التي تدّعي حكومة الإقليم بعائديتها .. وفي الوقت الذي احتقر فيه تقريع هذه الحكومة ومن جاء بها .. أتوّجه لكل عراقي شريف وحريص على وحدة تراب هذا الوطن , أن يرفض هذا الاتفاق المريب ويقف بقوّة وحزم أمام مخططات إدارة الشر التي يقودها الرئيس الأمريكي ترامب .. وفي الوقت ذاته أعلن عن عميق حزني لما وصلنا إليه من ضعف وهوان وقلّة حيلة , بسبب ضعف ولاة أمرنا الذين استكانوا للذّل والهوان والخنوع , وارتضوا لأنفسهم السكوت على ذّل ما بعده من ذّل , موهمين أنفسهم أنّهم استعادوا حقا كان ضائعا .. في مسرحية ضكت بها على عقولهم حتى ربّات الحجال .. فإنا لله وإنا إليه راجعون …

في 11 / 10 / 2020

الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية 

اترك تعليقاً