الرئيسية / مقالات / السيد جاسم الطويرجاوي.. المسافر الى الحسين

السيد جاسم الطويرجاوي.. المسافر الى الحسين

السيمر / فيينا / الثلاثاء 13 . 10 . 2020

سليم الحسني

وضع حنجرته في قلبه حين ارتقى المنبر، فكان الحزن يخرج محمولاً على نبضاته. عاش للحسين عليه السلام. صهر روحه في مصائب أهل البيت، وقضى سنوات عمره يتحسسها بوجدانه النقي.
على لسانه تجري مصائب الزهراء والحسين وزينب، تفتح في قلبه جروح التاريخ الدموي الذي ظلم أهل البيت وشيعتهم، فيعجز عن كتمان الوجع، يصيح بصوته الشجي ناعياً مفجوعاً متوجعاً.
لم يكن نعي السيد جاسم الطويرجاوي للحضور الجالسين تحت منبره، إنما كان ينعى لنفسه، يجدد كربلاء مع ذاته. يدور بعينيه المتعبتين على وجوه الشهداء والعطاشى والسبايا، فيحدو هائماً في صحراء لا حدود لها. وينعى نادباً حبيباً يراه ممداً أمامه على التراب. ويبكي نسوة آل محمد وهو يراهن تحت سياط بني أمية.
حين ينزل من المنبر وهو في أوج صرخاته المذبوحة على كربلاء، فانما لأنه يعجز عن الجلوس، فيقف بين الباكين يتطلع لهذه الناحية وتلك، ينقطع عن المجلس وحضّاره، وينتقل الى أرض الطف، فيكون منه ذلك الصوت القادم من معركة كربلاء.. معركة يراها انتهت للتو، فلا يمسك نفسه عن ندبهم وبكائهم.
يسمونه ناعي الزهراء، ولقد كان كذلك وأكثر، كان نشيج المصائب الكبرى، ودمعة الشيعي الذائب بحب أهل البيت وولايتهم.
سكن الخطيب الطويرجاوي مجالس العزاء الحسيني، كانت هي موطنه وملاذه ومقصده. كان يمضي السنة تلو الأخرى وهو يقطع الطريق سريعاً للقاء كربلاء والحسين وأهل البيت، وحان موعد اللقاء.

١٢ تشرين الأول ٢٠٢٠

اترك تعليقاً