الرئيسية / مقالات / سولفها للدّبة !!!

سولفها للدّبة !!!

السيمر / فيينا / الخميس 26 . 11 . 2020 

 أياد السماوي

في تغريدة له قال المتحدّث السابق بإسم رئيس الوزراء أحمد ملّا طلال ( كانت مهمة دقيقة وحسّاسة , كلّفني بالتصدّي لها رجل وطني , صادق النوايا , يسعى إلى تحقيق مشروع طموح بمعيّة فريق جريء متحمّس مخلص , له فهمه للواقع , فكان فهمي مغايرا .. ( سأبقى مستمّرا في خدمة بلدي وقضيتي من مكان وفي مجال آخرين ) .. تلك هي الحكاية .. أستطيع القول أنّ خلاصة ما أراد قوله ملّا طلال ينحصر في هذه الجملة .. سأبقى في خدمة بلدي من مكان ومجال آخر .. وبما أنّك يا سيد ملّا طلال قد قضيت وطرا من عمرك في العمل السياسي والدبلوماسي , فلا بأس بعودتك لعملك السابق سفيرا فوق العادة في السلك الدبلوماسي , ولا بأس بإحدى سفارات العراق في دول الخليج أو دول الاتحاد الأوروبي أوحتى سفيرا في هيئة الأمم المتحدّة .. فمن أوسم منك وأجمل منظرا .. فدولة يكون فيها مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء ومحمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب , ليس كبيرا على الملّا طلال أن يكون فيها سفيرا كما تسرّب من أخبار .. وبالنسبة لي أراك أحق من الكاظمي بمنصبه , فإن تواضعت بمنصب سفير , فهذا تواضع ونبل منك ..

أمّا بالنسبة لمن وصفته بالرجل الوطني الصادق النوايا .. فهذه تستوّجب الوقوف عندها قليلا .. فمن حقنا أن نتسائل وإياك أين هي وطنية الكاظمي من صمته على اغتيال الشهيد جمال المهندس وضيف العراق الشهيد قاسم سليماني ؟ وأين هذه الوطنية التي تدّعيها من إصرار الكاظمي المريب على تجديد عقود شركات الهاتف النّهاب التي صفّقت أنت لها ؟ وأين هذه الوطنية عندما سلّم القرار السياسي للبلد بيد حفنة من المساعدين الانتهازيين والوصوليين الذين لا خبرة لهم في السياسة والاقتصاد ؟ وأين هذه الوطنية عندما سمح باستمرار نهب أموال العراقيين من قبل حكومة الإقليم ؟ وأين هذه الوطنية عندما عاد إلى المحاصصات اللعينة و بأبشع مما سبق ؟ .. وأين وأين وأين .. وكون مهمتك كانت صعبة فالجميع يعلم أن المهمّة كانت عبارة عن استعراض تافه في كثير من الأحيان ومستّفز في أحيان أخرى .. وكون الكاظمي يسعى لمشروع طموح , فهذا المشروع بدت ملامحه تتضح يوما بعد آخر وهو سحب كل احتياط البنك المركزي العراقي ورهن البلد للبنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية .. ولعلّ نكتة فريقه المتحمّس المخلص , مدعاة للسخرية والتندّر , فهذه فعلا تستحق عليها التصفيق ولكن ليس بالأيدي .. يا سيد ملّا طلال أنت أكثر من خسر نفسه ومستقبله في الإعلام .. كنت متألقا وجميلا حتى قبلت بمنصب البوق .. وحكاية أخدم بلدي في مكان آخر .. سولفها للدّبة ..

في 26 / 11 / 2020  

الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية

 

اترك تعليقاً