الرئيسية / مقالاتي / احذروا من البعثيين الشيعة.. فقد جاءكم البعث في 8 شباط 1963 من بين ظهرانيكم

احذروا من البعثيين الشيعة.. فقد جاءكم البعث في 8 شباط 1963 من بين ظهرانيكم

وداد عبد الزهرة فاخر *

هنالك دلالات عدة وأمارات واضحة على الجهد الواضح لعودة ( ميمونة ) للبعث برضا وترحيب أطراف قومية وطائفية وسياسية عديدة . وتدخل ضمن هذا التوجه خطة تقسيم العراق القديمة لثلاث دويلات يسعى الطرف القومي الغير عربي بالتشديد على تنفيذها واخذ حصته من الغنيمة القادمة ، ويشارك بكل جهد من اجل تنفيذها على ارض الواقع.
ولم يكن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتقسيم العراق لثلاث دويلات اثر اقتراح جوزيف بايدن هو الأول بل سبقته اقتراحات منها على سبيل المثال المشروع القديم لتقسيم العراق وتقسيم المنطقة وقد بدأ هذا المشروع في الخمسينات ومن أهم الدلائل على ذلك الوثيقة المعروفة باسم وثيقة كارينجا ، وهي الوثيقة التي حصل عليها جمال عبد الناصر وأعطاها للصحفي الهندي كارينجا التي نشرها بالإنجليزية عام 1957 ، ونشرت بالعربية عام 1967 عن دار دمشق وتتحدث تلك الوثيقة عن تقسيم المنطقة من جديد إنشاء دولة درزية في منطقة الصحراء وجبل تدمر ودولة شيعية في جبل عامل ونواحيه في لبنان ودولة مارونية في جبل لبنان ودولة علوية في اللاذقية حتى حدود تركيا ودولة كردية في شمال العراق وبالإضافة إلى ذلك دولة أو منطقة ذات حكم ذاتي للأقباط في مصر .
وكان لشخصيات صهيونية أيضا باع في هذا المضمار حيث تم ترويج اقتراح للمحلل العسكري الصهيوني زائييف تشيف طرح فيه فكرة تقسيم العراق في هآرتس في 2/6/1982 قبل العدوان على لبنان بيوم أو يومين وقام قبلها عوديد يونون بطرح فكرة التقسيم بشكل استراتيجي في الحقيقة في مجلة كيفونيم . ودعا المؤرخ الإسرائيلي (ببني موريس) في حديث إلى إحدى الإذاعات الأمريكية إلى تقسيم العراق بعد غزوه، وقال: «إن العراق دولة مصطنعة (!!) رسمها الإنجليز، وخلطوا فيها عشوائياً شعوباً وطوائف لا تريد في الحقيقة أن تتعايش مع بعضها»! وهو المعنى نفسه الذي كان يردِّده المؤرخ الأمريكي اليهودي (برنارد لويس) الذي كان يَعدُّ العراق أيضاً كياناً غير طبيعي، قام على أساس خطأ تاريخي تسببت فيه إنجلترا، وإن احتلال العراق ثم تقسيمه فرصة لتصحيح ذلك الخطأ.
ومن قبل ذلك طرح كيسنجر مشروعاً في العام (1973) وأثير مجدداً في العام (1983) ولا يشمل تقسيم العراق فحسب وإنما يشمل تقسيم كل الدول العربية على أسس (إثنية وطائفية) وطرح مجدداً في العام (1998) عندما سن الكونجرس الأمريكي مشروع قانون ” تحرير العراق.” .
إذن نحن أمام منعطف جد خطير لا ينتظر العراق ووحدته فحسب بل جميع المنطقة ودولها العربية ليعاد تقسيمها وتفتيتها من جديد بديلا عن خطة سايكس – بيكو التي يعتبرها الاستعماريون والصهاينة قد عفا عليها الزمن . ولكن وبعد ربيع العار السلفي الذي دمر الكيانات العربية من الداخل وهيكلها بموجب النموذج الصهيو- أمريكي من الخارج يقع الدور القادم على العراق الذي لازال عصيا وللآن على التقسيم لأسباب عدة منها الحس الوطني العراقي الذي استيقظ أخيرا وبعد فوات الأوان عند البعض – واقصد هنا وبكل صراحة المكون السني – الذي رأى انه سينطبق عليه المثل القائل ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ) ، كونه أيضا – المكون السني – من الجزء الأكبر للعرب السنة العروبيين وليس المستعربين الذين يرتبطون بأواصر العشيرة وآصرة النسب والتزاوج بين العراقيين اجمع بالعرب العراقيين الشيعة ، واقصد العرب العاربة وليس العرب المستعربة الذين قدموا جميعا من اليمن وشبه الجزيرة العربية في تجمعات واحدة ( العشائر ) وهم جميعا أهل أو أبناء عمومة ، فالتجمعات العشائرية التي استوطنت ساحل الفرات الأوسط تأثرت بالمدن الشيعية القريبة منها ( النجف وكربلاء والحلة ) وأعلنت تشيعها ، بينما ظلت أجزائها الأخرى التي استوطنت المنطقة الغربية من ساحل الفرات والشمالية التي استوطنت ساحل دجلة سنية ، فهم يرجعون جميعا لأصل واحد أو جد واحد يجمعهم . وهذا الجمع العروبي يختلف كلية عن النسبة البسيطة لبعض المستعربين من العرب السنة الذين لا زال البعض منهم يحمل الإحن والسلاح ضد إخوتهم في الدين والعروبة من العرب الشيعة .
وما الهجمة الدموية ليوم الأحد الدامي 09 . 09 . 2012 الا تذكير وإنذار للعراقيين أجمع من قبل التحالف البعثو- وهابي والتركيز على أماكن وتجمعات شيعية والقول ( نحن هنا ) بغية خلق الفتن الطائفية . وهناك ملاحظة جد مهمة الا وهي التركيز بهجمات شرسة على طرفي المناطق التي يتردد بانها مناطق متنازع عليها ما بين كركوك والعمارة ، حيث كانت الهجمتين شديدتين في كل من كركوك وعلي الشرقي في العمارة . وقد سبق تلك الهجمة الشرسة عدة دلائل وإشارات تمثلت في التالي :
* بروز إشاعة وبشكل إعلامي مكثف عن تأسيس ( الجيش الحر العراقي ) وهو على غرار ما تم تشكيلة في سورية من قبل التحالف الصهيو – عروبي – أمريكي ، وقيام حلف الناتو بنقل الإرهابيين من مختلف بقاع الأرض للقتال على الأراضي السورية بديلا عن القتال على ارض فلسطين ( وبضمن الموجودين عناصر إرهابية فلسطينية انتقلت من لبنان مثل فتح الإسلام إضافة لبعض العناصر التي كانت متواجدة على الأرض السورية خاصة في مخيم اليرموك ورجال منظمة حماس الفلسطينية ) .
* شراء وجمع الأسلحة من أبناء الوسط والجنوب الشيعي العراقي وبأسعار باهظة الثمن لم تتضح أغراضها للان سوى اجتهادات تتحدث عن محاولة إفراغ المنطقة والعشائر خاصة من سلاح قوي وماض بيدها عند الحاجة إليه . وهناك رأي بان السلاح الذي يجمع يتم تهريبه لرجال عصابات الناتو في سورية ، ولكننا ندحض هذا الرأي كون الناتو جهد لإيصال السلاح عن طرق شتى لرجاله المقاتلين داخل الأراضي السورية وعن طريق لبنان وتركيا وممر فيشخابور بواسطة البارزانيين حلفاء الناتو والعروبيين الصهاينة .
* معارضة ميليشيات مسعود برزاني بإحلال جيش الدولة محل ميليشياتهم على الحدود مع سوريا منفذ فيشخابور المهم جدا ( قرية زمار الحدودية ) حيث ينشط المهربون ورجال القاعدة وغيرهم .
* تصاعد الاعتراض من قبل مسعود برزاني اثر تشكيل قيادة قوات دجلة والتي ستأخذ على عاتقها التنسيق بينها وبين القوات المتواجدة في كركوك امتدادا لمحافظة ديالى وهو ممر لاختباء وانطلاق عمليات القاعدة وتهريب أسلحتها ومعداتها حيث يشكل حوض حمرين ممرا آمنا للقاعدة والبعث ولجميع العناصر الإرهابية . ولم تبد ميليشيا البيشمركه أي بادره للسيطرة على الوضع الأمني خاصة في كركوك وديالى . حيث يسرح ويمرح الإرهابيون من رجال وأنصار القاعدة ويبتزون المواطنين عن طريق اخذ ( الخاوة ) ، إضافة للوضع الأمني المخترق وتفجيرات كركوك المستمرة والوضع الأمني المتسيب في ديالى ، وعدم الرد ولو باطلاقة واحدة على العدوان التركي المستمر على ابناء شعبنا الكردي من قبل البيشمركه الكردية .
* صدور تحذير إرهابي من كتلة تجديد التي تتبع المجرم المدان طارق الهاشمي وعلى لسان من يسمى بنائب يجب أن يرعى شؤون الشعب وهو جمال الكيلاني لا ان يهدد باعمال ارهابية، فيقول : (من المرجح صدور قرار النطق بالحكم بحق الهاشمي خلال جلسة المحكمة يوم الأحد المقبل وفي حال تحقق ذلك فان العملية السياسية ستضطرب وسنمر بأزمة حكم وليس اتهاما للقائمة العراقية) . والتصريح المذكور لا يحتاج لأدنى تعليق فمن فمك أدينك .
* وصول الأمين العام لاتحاد المسلمين العالمي الذي شكلته قطر ويترأسه يوسف القرضاوي ، وهو الشيخ العراقي القطري الجنسية علي محي الدين القره داغي لكردستان العراق ، واجتماعه بمسعود برزاني لمدة ساعة كاملة ، وهو الذي حضر أيضا في عيد الفطر المبارك لتوزيع الكسوة والهدايا على اللاجئين السوريين الأكراد المتواجدين في شمال العراق . والشيخ المذكور الحامل للجنسية القطرية كرئيسه القرضاوي هو (رئيس أو عضو تنفيذي لهيئة الفتوى والرقابة الشرعية لعدد من البنوك الإسلامية، وشركات التأمين الإسلامي داخل قطر منها الإسلامية القطرية للتأمين، وخارج قطر، منها بنك دبي الإسلامي، وبنك المستثمرون بالبحرين، والأولى للاستثمار بالكويت ) . وهو احد الداعين والمحرضين على إسقاط النظام في سورية بكل وسيلة .
* المذكرة التي رفعتها القائمة العراقية بتطبيق قانون المساءلة والعدالة على مجموعة القادة الضباط وجلهم من الضباط الشيعة بحجة كونهم مشمولين باجتثاث البعث، بينما اعترضت القائمة نفسها على اجتثاث ضباط من محافظات سنية وثارت ثائرتها على اجتثاث قضاة من الموصل .
كل هذه المؤشرات تدعونا للحذر ، وشد الأحزمة ونبذ الفرقة والتنابز بين الأطراف السياسية المختلفة وخاصة صاحبة المصلحة الحقيقية بوجود عراق حر وديمقراطي قوي بعيدا عن التشرذم والتفكك .
والتنبيه للمغفلين من أولي الأمر الذين يضعون أيديهم بماء بارد كما فعل الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم وانتظر حتفه في وزارة الدفاع دون أن يسمع أي تحذير لجيوش الجراد القادمة له من حيث لا يعلم .
فقد جاء البعث يوم 8 شباط الأسود 1963 من وسط وجنوب العراق ومن شخصيات قيادية شيعية بحتة وهي كالتالي :
( فؤاد الركابي وعادل عبد المهدي المنتفجي وهاني الفكيكي وناجي طالب من الناصرية ) و ( طالب وبهاء شبيب وحازم جواد السماوة ) و ( عبد الزهرة ثم تغير الاسم بعد ذلك لسعدون لولاح حمادي وحميد خلخال من كربلاء ) و ( الدكتور تحسين معلة ومحسن ومحمد الشيخ راضي ورجاء الخليلي من النجف ) و ( ناظم كزار من العمارة ) و ( علي صالح السعدي” فيلي ” والدكتور اياد علاوي ” فيلي ” وعبد الكريم الشيخلي ” فيلي ” من بغداد ) . لذا فليس من المستبعد إن يعد البعث العدة وبمساعدة رفاقه الذين لا ينسونه أبدا واقصد الأمريكان لأنهم جاؤوا للعراق وكما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس (لم نذهب إلى العراق لننشر الديمقراطية ) في مذكراتها التي نشرتها بعنوان (أسمى مراتب الشرف.. كوندليزا رايس) ، بل لإعادة تشكيل المنطقة من جديد ، أو من اجل الشرق الأوسط الجديد. ولذلك لم يتم إعدام إلا صدام حسين والحلقة الضيقة جدا من حواليه كما حصل مع القذافي .

آخر المطاف :
يذهب بعيدا من يفكر بابادة أي شعب أو قومية أو طائفة أو مكون اجتماعي أي كان . ففكرة الوهابية المدعومة أمريكيا وصهيونيا ومن الفاشيين العرب هي ابادة الشيعة بشتى الوسائل إن كان عن طريق الفتن الطائفية أو التفجيرات الإرهابية أو الاغتيالات السياسية . لكن ذلك لن ولم يحصل في التاريخ أبدا والدليل على ذلك بقاء نسبة معينة من الهنود الحمر في أمريكا رغم أبادتهم المبرمجة ، ووجود جزء يسير من الشعب الاسترالي رغم عمليات الابادة المقصودة ، وبقاء الشعب الفلسطيني رغم انف الصهاينة ، وفشل ما خطط له الفاشست البعثيين من عمليات ابادة للشعب الكردي في العراق .
بقي أن نقول إن المراة العراقية ولادة ولن تثنيها مفخخات المتخلفين من الوهابيين القادمين من خلف التاريخ والذين لا يعرفون غير لغة القتل والابادة الجماعية والذبح والتفخيخ التي جبلوا عليها ضمن التربية الوهابية وتخلفهم الحضاري والمديني . والذين قال عنهم رسول رب العالمين محمد ( ما أوذي نبي قط مثلي ) .

* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب

www.alsaymar.org
alsaymarnews@gmail.com