السيمر / فيينا / السبت 23 . 01 . 2021 —- لم يكن مفاجئا تبنى عصابة “داعش” الوهابية التفجير الانتحاري المزدوج في ساحة الطيران ببغداد، والذي اسفر عن استشهاد 32 شخصا واصابة اكثر من 100 اخرين. ولم يكن مفاجئا ايضا ، ان يكون الانتحاري الثاني الذي تسبب في وقوع العدد الاكبر من الشهداء، سعودي الجنسية. كما لم يكن صدفة وقوع التفجير بعد يوم واحد من تنصيب الرئيس الامريكي جو بايدن.
بات واضحا لكل ذي عين، ان “داعش” صنيعة امريكية، بشهادة كبار المسؤولين الامريكيين، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث يتم استخدامها كوسيلة قذرة لتمرير المخطط الامريكي الاسرائيلي السعودي، في ضرب امن واستقرار جميع الدول التي قد تشكل خطرا على امن “اسرائيل”، لذلك لن نجد اي نشاط لـ”داعش” الوهابية، في الدول التي تدور في الفلك الامريكي، ولم تهدد هذه العصابة التكفيرية لا “اسرائيل” ولا المصالح الامريكية في المنطقة وحتى العالم.
يعتبر الهدف الاول والاخير لاستخدام “داعش” في العراق من قبل الثلاثي المشؤوم ، امريكا و”اسرائيل” والسعودية، هو خلق الذرائع لتبرير التواجد الامريكي في العراق ومنع اي محاولة يمكن ان تعيد العراق الى وضعه الطبيعي في الاقليم. وهذا الهدف بالذات هو الذي كان خلف الجريمة الارهابية الجبانة والغادرة التي ارتكبها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، والمتمثلة باغتيال قادة النصر على “داعش ” ، الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، بعد ان نجحا بالتعاون مع القوات المسلحة العراقية وفي مقدمتها قوات الحشد الشعبي، من تدمير صنعية امريكا “داعش”، وسحب الذريعة منها للتواجد في العراق.
نتائج الجريمة الغادرة جاءت على عكس ما يتمنى الثلاثي الامريكي “الاسرائيلي” السعودي المشؤوم، حيث ساهمت الجريمة الى خلق تيار عراقي رسمي وشعبي جارف، رافض لتواجد القوات الامريكية الارهابية في العراق، تمثل بالقرار الصادر عن البرلمان العراقي والداعي الى اخراج القوات الامريكية من العراق، وهو قرار توحدت حوله الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة وقبل كل هذا وذاك الشعب العراقي.
يبدو ان جهات امريكية الى جانب “اسرائيل” والسعودية، بدات تقلق من ان التواجد الامريكي في العراق لم يعد الا مسألة وقت، بعد ان بدأت امريكا بتقليص عدد جنودها في هذا البلد تحت الضغط الشعبي العراقي وضغط فصائل المقاومة، وزاد هذا القلق مع رحيل ترامب ومجيء بايدن، الذي قد يسرع بخروج القوات الامريكية من العراق، الامر الذي دفع الثلاثي إيقاظ خلايا “داعش” النائمة وبسرعة، قبل ان تُثبت ادارة بايدن سياستها ازاء العراق، ودفعها للقيام بعمليات انتحارية، كما شهدنا ذلك بعد يوم واحد من تنصيب بايدن، حيث فجر انتحاريان، احدهما سعودي، جسديهما القذرين في سوق شعبي بمنطقة ساحة الطيران في بغداد، لدفع بايدن للابقاء على القوات الامريكية في العراق، وبالتالي الابقاء على حالة الفوضى وعدم الاستقرار هناك.
الثلاثي الامريكي “الاسرائيلي” السعودي المشؤوم، يحاول ايضا من وراء مجزرة ساحة الطيران، والاستهدافات الجبانة لقطعات الحشد الشعبي، تحقيق اهداف اخرى غير الابقاء على القوت الامريكية في العراق، مثل تأجيل موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، ورسم الخارطة السياسية، وفقا لمصالح الثلاثي المشؤوم، وكذللك لتخفيف الضغط الذي يمارسه الحشد الشعبي والقوت المسلحة على فلول “داعش” في غرب وشمال العراق، ولاظهار “دعش” على انها مازالت موجودة وقوية.
الهجمة التي يتعرض لها العراق، والتي بدأت طلائعها ، بالتفجير الانتحاري المزدوج الذي شهدته بغداد يوم الخميس الماضي، تأتي بعد فترة طويلة نسبيا، استتب فيها الامن في العراق، بفضل تضحيات العراقيين، وبفضل الجهود الجبارة التي بذلها قادة النصر على “داعش” الفريق قاسم سليماني وابومهدي المهندس، الشهيدان اللذان يفتقدهما الشعب العراقي اليوم اكثر من اي وقت مضى، فلولا غيابهما ، لما كانت “داعش” اليوم تتجرأ على ان تضرب في بغداد بهذا الشكل الوحشي، بدعم من الثلاثي المشؤوم.
صحيح ان العراق فيه رجال سيدفنون “داعش” في ارض الرافدين والى الابد، وصحيح ان سليماني والمهندس تركا وراءهما رجالا، القتل لهم عادة وكرامتهم من الله الشهادة، ولكن يبقى الاحرار في كل مكان، وخاصة في العراق، يفتقدون سليماني والمهندس في كل منازلة مع قوى الشر والظلام، كما يفتقدون البدر في الليلة الظلماء.
المصدر / العالم