الرئيسية / مقالات / استقرار الدول الرجعية لايعني انها دول وطنية !!

استقرار الدول الرجعية لايعني انها دول وطنية !!

السيمر / فيينا / الأحد  12 . 12 . 2021  

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

العرب أمة محكومة وليست حاكمة وإن حكموا يكون مصير من تحت سلطتهم الخراب والقتل والدمار، لم تقوم الشعوب بالشرق الأوسط برسم حدودها وإنما المحتل البريطاني والفرنسي هو من رسم تلك الحدود، ونصب عوائل عميلة تخدم مصالح الاستعمار للتتسلط على رقاب هذه الشعوب المغلوب على امرها، حدثت انقلابات عسكرية على الأنظمة التي نصبها الاستعمار مثل ماحدث بالعراق وسوريا وليبيا ومصر وليبيا واليمن لكن المشكلة العسكر الذين وصلوا للسلطة أيضا جندهم الاستعمار لخدمة مصالحة، ودول العسكر اسموا أنفسهم في الدول الوطنية العربية، تعيش في ظروف بائسة بسبب تآمر دول الرجعية العربية التي تملك المال وكذلك صنع لهم الاستعمار دين يتحدث في اسم الإسلام وهو الدين الوهابي لضرب كل حركة تحررية.

المتابع لوضع الشعوب العربية يجد أن الدول العربية من المشرق إلى المغرب يجد هناك نموذجين متناقضين، المشهد الأول وهي الدول الجمهورية تعيش في صراعات ونزاعات مذهبية وقومية ودينية وبطريقة بشعة قل نظيرها بالتاريخ الإنساني، ووصلت الحالة البعثيين بالعراق على سبيل المثال ورغم تمشدقهم في رفع شعارات الوحدة الوطنية عندما سقط نظام صدام جرذهم الهالك قتلوا الشعب العراقي على الهوية والانتماء المذهبي والقومي وأيضا مارسوا هذه الجرائم بفترة حكمهم الأسود لكن كان مغطى وغير ظاهر للعلن للمراقب من خارج العراق، وهذا الوضع المضطرب ايضا موجود في سوريا وليبيا واليمن ومصر وتونس بنطاق اقل،الممارسة السياسية قبيحة، ويُستخدمُ فيها كل اشكال القمع والقتل واختلاق الأزمات التي تزعزع نمط العيش والاستقرار، بحيث تحولت حياة المواطن إلى جحيم وبؤس.

النموذج الثاني لدولٍ وأنظمة مستقرة، تحكمها عوائل حافظ عليها الاستعمار من السقوط في الانقلابات أو الثورات الشعبية ويبطش حكامها بالشعوب لأسباب مذهبية مثل ماحدث بالسعودية والبحرين بحق مواطنيهم لأسباب مذهبية بحيث بوسائل اعلامهم ينشرون الكراهية ضد مواطنيهم الشيعة، الأنظمة الملكية نصبها الاستعمار وهم ينفذون مايريده الاستعمار لذلك الدول الاستعمارية تعمل جاهدة على استقرار تلك الدول وقمع كل الثورات الشعبية، وبما أن تلك الدول بغالبيتها بترولية اكيد يكون هناك عيش مستقر وليس بعيش مثل رفاهية شعب الدنمارك والسويد…..الخ من الأنظمة الملكية الدستورية الأوروبية الديمقراطية.

الاستعمار عندما عمل لنا دول عربية نصب عملائه ليحكموننا ولم يعملوا لنا دساتير تكون هي الحاكمة وتضمن حق المشاركة السياسية للجميع.

نعم فرنسا عملت دستور إلى دولة لبنان ضمن حق المشاركة لجميع المكونات والطوائف دون تهميش احد ورغم ذلك دول الجمهوريات والملكيات العربية تتآمر على الشعب اللبناني للانتقام من النموذج الديمقراطي اللبناني.

هناك فيالق من الإعلاميين العرب يلمعون أنظمة دول الخليج السياسية القبيحة الناشرة الكراهية والإرهاب والتي تضطهد شعوبها، هناك من هو معجب في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحتفل الآن بعيد ظهورها الخمسين، والتي تشكلت من سبع إمارات وفي نظامٍ «اتحادي» وليس اندماجياً، هذا النموذج بالحكم نموذج جيد وربما لو يطبق بالعراق ينهي الصراعات القومية والمذهبية لكن حكام الإمارات أيضا عملوا انقلابات وقتل بعضهم بعض بحقبة السبعينات وهذا الأمر نحن من عاصر تلك الحقبة، انقلابات تمت بقتل الأمير السابق بالخناجر.

زيارة ولي العهد السعودي بن سلمان لدول الخليج والتي بدأها من سلطنة عُمان ودولة الإمارات، عندما يذهب. اسم العراق ولبنان في بياناته المشتركة في نهاية الزيارة فهو لم ولن يرغي أن يرى العراق ولبنان وسوريا واليمن ومصر وليبيا الشعب هو من يحكم نفسه وإنما يبقى ال سعود يتآمرون على الدول العربية الجمهورية بسبب دعمهم لقضية الشعب الفلسطيني.

التغير عند العرب نحو الأفضل ميؤوس منه، ‏لن يتغير شيء في العالم العربي المتشرذم طالما أن الخارج المتمثل بالدول الاستعمارية هم الذين نصبوا عوائل عميلة تعمل لصالحهم، ومن خلال دعم تلك الأنظمة لنشر الفكر التكفيري فمن خلالهم يجهضون كل ثورة شعبية من خلال إدخال مجاميع الذبح والتفخيخ، بل وتمويل ودعم انقلابات عسكرية أو من خلال المال دعم فئات في اسم الانتخابات لإيصال عملاء الاستعمار للتحكم على رقاب الناس، ومتى مايحدث تغير بالشعوب بقدرة قادر وهذا مستحيل ولو فرضنا بقدرة قادر نجحت ثورات بعض الشعوب ويقومون باختيار أنظمتهم وحكامهم سيتغير الوضع دون أدنى شك، ونفس دول الاستعمار تضطر تتعامل رغم انفها مع الأنظمة الجديدة المحترمة، فلسان حال دول الاستعمار يقولون لشعوب العرب المغلوب على أمرهم حتى ذلك الحين نترككم مع مزيد من الفقر والقهر والتخلف والظلم والطغيان.

بسبب عجز الأنظمة العربية في إقامة مؤسسات دستورية تنظم الحياة الديمقراطية والمساواة والاحتكام للصندوق الانتخابي ترى الكتاب والصحفين العرب يحاولون الدفاع على أنظمة حكمهم الفاسدة بالقول الحمد لله أن بلدنا الفلاني لم يصبح مثل الشعب الفلاني، على سبيل المثال، الكاتب المصري الراحل جلال أمين والذي يعتبروه مفكر كان يكتب في تغطية الثورة الشعبية ضد نظام مبارك بالقول

[ ماذا حدث للمصريين؟ وما حدث للمصريين والحمد لله لا يُقارَنُ ولو من بعيد بما حدث للبنانيين والسوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين].

‏كل الأحزاب بواقعنا العراقي بشكل خاص معرضة للتشرذم والانقسام إذا خرج الزعيم من السلطة،فالذي يجمع هؤلاء ويوحدهم هو رغبة بعض الأعضاء من القادة في الحصول على مغانم السلطة ومغرياتها،وليس إيمانًا بالمبادىء والقيم التي يطرحها منظرو الحزب.المنظر يكتب مايشعر به أو يريده لحالة تقترب من المثالية،ولكنه يتناسى مشكلة آليات التطبيق في بلد فاشل وبيئة فاشلة لايحكمها دستور ولامؤسسات.

في الختام الدول العربية من رسم حدودها دول الاستعمار، ومن نصب عوائل حاكمة ومكنهم على رقاب الشعوب ايضا الاستعمار، الدول التي حدثت بها انقلابات عسكرية وقع الجنرالات أيضا عملاء للمعسكرين الغربي والشرقي، بعد افول التيارات القومية العربية سيطرت دول الرجعية العربية وايضا دعموا ثورات مضادة يقودها ضباط وساسة عملاء ومطبعين أمثال البرهان والسيسي …..الخ.

11/12/2021

اترك تعليقاً