الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / قضايانا – في أعين الحكماء

قضايانا – في أعين الحكماء

السيمر / فيينا / الأربعاء 26 . 01 . 2022 

قضايانا – في أعين الحكماء – 1

يتساءل كثير من الناس عن مواقف بعض الزعامات الكبيرة إزاء قضايا العراق الخطيرة، وقد أخذوا ينظرون إليها بشكٍّ وحيرةٍ .
.. بينما يرى آخرون أن الشكّ ناتج عن غياب الإدراك لحكمة المواقف تلك.
فالحكماء يرون ما لا نراه ، وهم ينظرون للقضايا من زوايا تخفَى عن عامّة الناس.
— وللتوضيح سنستقرئ وجهةَ نظر بعض الحكماء إزاء قضايا ساخنة :

القضية 1- لماذا لا يعترضون على إلغاء إتفاقية الصين وطريق الحرير؟
سيكون جوابهم : ربّ ضارة نافعة ، ولعلّ الله بإلغاءها دفع عنا شراً كبيرا !
– فالبلد الغني يتكالب عليه الأعداء. أما البلد الفقير فلا يطمع به أحد.
– ألم ترَ كيف أن الثروة والسلطة أفسدت أكثر الناس وأبعدتهم عن التفكير بآخرتهم؟
– ولو تمت الإتفاقية سيحاربنا المحيط العربي لأنهم لا يريدون الخير لنا.
– ثم من قال ان الصينيين يمكن الوثوق بهم ؟
– لقد غزَوا العالم اقتصاديا ، واذا استقرت لهم الأمور قد يغزونه عسكريا ! .. ينبغي الإلتفات للتفاسير التي ترى أن “يأجوج ومأجوج” هم الصينيون أنفسهم !!

٢٥ -١ -٢٠٢٢

 قضايانا – في أعين الحكماء -2

القضية 2 – لماذا يطمئن بعض حكمائنا لتواجد الأمريكان ويستفزهم أي حضورٍ إيراني ؟

— لأن أمريكا : دولة عظمى – وهي غنية لا تحتاج سرقة ثرواتنا – فنفطنا لا يعادل واردات إحدى شركاتها الكبرى
– وهي ليست إحتلالاً كما يروج الثوريون، بل هي موجودةٌ بحكم قرار دولي وإتفاقية مع الحكومة.
– ولمن يتخوفون من تأثيرها على المجتمع نقول : إن أسوا ما تصنعه أمريكا بالعراق هو نشر الرذيلة .. أليس كذلك؟
– وهذا سينتج ردة فعل معاكسة وسيحفز الناس للعودة للدين – كما حصل في زمن صدام- فالظلم جعل الناس يتجهون للدين.
– وأمريكا ما دامت بالعراق فلن تجرؤ قوةٌ على الاقتراب منه
– ولولا أمريكا – بوجود جيش ضعيف وحكومة فاسدة- لإبتلع الاتراك كل الشمال. وسيزحف الروس من سوريا لاحتلال غرب العراق ، وقد تتحرك ايران لإبتلاع النجف وكربلاء وسامراء بحجة حماية المدن المقدسة.

— أما إيران :
– فهي تحفز العراقيين على التورط في الصراعات، تارة مع الأمريكان بذريعة انهم احتلال
– وتارة مع السعودية والإمارات بذريعة أنهم اعداء التشيع، وهذا ما يجلب للبلد المتاعب والخصومات.
– وإيران تفسد عقيدة الناس بتصديرها الأفكار الثورية مما يجعل البعض يقلدون مرجعا خارج الحدود .

— لهذه الأسباب يرون أمريكا – رغم شرورها – أقل سوءاً من إيران – البلد الشيعي.

٢٥ -١ -٢٠٢٢

 قضايانا- في أعين الحكماء- 3

القضية 3 – لماذا يفضلون الكاظمي على الإسلاميين ؟

الجواب : ميزاته عديدة:
– شخصيته الضعيفة جعلته هادئا متوازنا مع الجميع لا يتنمر على أي طرفٍ.
– مواقفه لا تستفز المحيط السنّي المعادي للشيعة. بل إستطاع إرضاءهم جميعا
– وهو واقعيّ لا يتبجّح بالشعارات الرنانة والعنتريات الفارغة.
– صحيح أنه لم يقدم للجنوب شيئا، وأنه يسلب خيراته ويهبها للكرد والسنة ..
– وصحيح انه مطيع للأمريكان لا يقوى على مخالفتهم ..
– لكن المهم انه أرضى كل أعداءنا، بحيث لم يعودوا يحتاجون للتآمر علينا فقد منحهم كل ما يريدون.
– قد ينتقد البعض ضعفَه وانه لم يبقِ للبلد سيادةً ..
– لكن هذه لها فائدة غير متوقعة !!
– فالبلد الضعيف لا يعاديه أحد ولا يغار منه أحد ! بينما البلد العزيز يكثر أعداءه !
– فما فائدة العزة والسيادة عندما يعاديك الجميع ويحاصرونك ؟

٢٥ -١ -٢٠٢٢

قضايانا – في أعين الحكماء – 4

القضية 4 – لماذا لا تعارضون دعوات حلّ الحشد ؟

– لكثرة المشاكل التي تأتينا بسببه ..
– فالامريكان يعادونه ويعتبرونه ذراعا لايران
– ودول المنطقة تتحسس منه وتعتبره قوةً شيعيةً مخيفة ..

– أما الذين تخيفهم عودةُ داعش (اذا ما إنحلّ الحشد) .. فنقول لهم : اطمئنوا ، بوجود الأمريكان لن تعود داعش.
– كيف ذلك؟
– لأنهم في ٢٠١١ أجبرتهم الحكومة على اتفاقية خروج القوات ، والامريكان كانوا يريدون بقاءها، فقرروا تلقين العراقيين درساً .. فساعدوا داعش على غزو العراق.
– إذن : قرار إخراجهم جاء متسرعاً ولم يكن حكيماً.
– لكن بعد السماح بعودتهم في ٢٠١٤ وبناءهم قواعد ثابتة بالعراق فهم لن يسمحوا لداعش بالعودة مجدداً – فقد يهدد قواعدهم بالخطر.

– لذلك نقول لا حاجة للحشد ما دام يسبب لنا المشاكل، ولدينا البديل عنه.

— والآن أيها المشكك : (ذلك تأويل ما لم تسطِع عليه صبرا). فهل زالت حيرتُك ؟

٢٥ -١ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً