الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / النجف إلى أين ؟ -2

النجف إلى أين ؟ -2

السيمر / فيينا / الجمعة 04 . 02 . 2022 

الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

لم يكن تعامل جهاز المرجعية مع الأحزاب الإسلامية واقعياً بلحاظ المخاطر الكبرى التي كانت تهدد المرجعية نفسها ودور الإسلاميين في حمايتها.
.. فالأحزاب الإسلامية (رغم كل مساوئها وما إرتكبته من أخطاء) كانت :
– قد ناصرت المرجعية وإحترمتها وسعت لإرضاءها
– وكانت – رغم المؤاخذات – درعاً حمَى المرجعية من خطر المنحرفين، وتغوّل التيارات المعادية لها داخل الجسد الشيعي.
– لقد قدّمت الاحزاب (وهي في موقع السلطة) جميعَ التسهيلات الإدارية والماديّة الى ساعدت على نموّ الحوزة في النجف الأشرف وتطوّر قدراتها.
.. ووفرت لها أوسع المجال للحركة – في فرصةٍ لا سابقة لها بتأريخ التشيع.
– كما ساعدت الأحزاب الاسلامية على نشوء العتبات وتحولها الى مؤسساتٍ عملاقة. حيث تضخمت امكاناتها واستطاعت إنجاز مئات المشاريع بتمويل حكومي وتحمُّسٍ من إسلاميي السلطة (لعلهم يغسلون قسماً من ذنوبهم).
– وقد سخّرت الأحزاب إعلامَها وفضائياتِها لنشر نتاجات الحوزة وطروحاتها وللترويج لمواقفها .. وكانت تتلاقف أي كلمةٍ تصدر عن المرجعية وتتسابق لنشرها.

 للأسف فإن الجهازَ لم ينظر لذلك كلّه – بل راعى اعتباراتٍ أخرى فأضاع فرصة كبيرةً لحفظ عناصر قوة المذهب، وتخلّى عن أقوى المناصرين للمرجعية والمدافعين عنها
.. مما جعلها عرضةً للخطر على أيدي المناوئين من الداخل، والأعداء في الخارج ، بعد أن أدركوا فوائد عُزلتها ومقاطعتها للقوى الشيعية كافة.

– وها هم اليوم يوشك أن يقعوا تحت رحمة من يرى عمائم النجف كلها “مجيد الخوئي”.

٤ -٢ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً