الرئيسية / مقالات / اختراق دول استخباريا شيء طبيعي

اختراق دول استخباريا شيء طبيعي

السيمر / فيينا / الجمعة 11 . 02 . 2022  

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

الحروب بين الدول المتصارعة سواء كانت دول كبرى أو دول صغيرة، أو إمبراطوريات سابقة في الأزمان السالفة متعددة، واستعمل منذ قديم الزمان تجنيد الجواسيس لنقل الأخبار، ورصد أماكن القوة والتسليح، كتب التاريخ ذكرت تفاصيل واحداث كثيرة حول تلك الاحداث، أحد الأشخاص ألف كتاب يضم ثلاث مجلدات لقبه الجزائري اسم كتابة المخابرات، ذكر قصص كثيرة لتجارب مخابرات شرقية وغربية لتجنيد جواسيس وعملاء وبطرق محترفة، منها سفير مصري بحقبة عبدالناصر، تم توريطه ليكون جاسوس، درسوا تاريخه، وجدوا ان السفير يحب الغلمان، ارسلوا له غلام جميل تم التصادم في باب متجر بكتف السيد السفير، في المرة الثانية ايضا تكرر نفس الموقف، الغلام ابتسم للسفير، تكلم معه، عرض عليه خدماته، تم الاتفاق مع السفير لزيارة هذا الغلام، المخابرات الأمريكية نصبت الكاميرات، وصل السفير لاط بالغلام الجميل، بعد يوم تم الدعوة بالخارجية للاجتماع مع السلك الدبلوماسي، حضر الجميع، بعد الانتهاء قالوا السفير المصري عليه بالبقاء، تم اطلاعه على محتوى فيلم الفيديو، قالوا له نقوم بنشر الفيلم أو تزودنا بمعلومات حول تسليح الجيش المصري، تم تجنيده رغم أنفه، اضطر يبلغ عبدالناصر قال له اعطيهم معلومات ليس كلها صحيحة، وبعد فترة تم نقل السفير التحفة إلى بلد آخر، ومن ثم احالته على التقاعد.

الكي جي بي جندت عملاء لها جواسيس يعملون بدول الناتو، المخابرات الأمريكية جندت عملاء داخل السوفيت وفي الحلقة المحيطة في غورباتشوف……الخ.

مخابرات صدام الجرذ جندت رجل دين شيعي كان في إيران ومتزوج بنت السيد المرحوم عبدالعزيز الحكيم لينقل لهم تحركات المعارضة، هذا رجل الدين اسمه حسين مؤيد وبعد سقوط الصنم تم تسليط الضوء عليه من قبل اعلام فلول البعث وبعد إنجاز مهمته خلع عمامته وأصبح وهابي والان جنسوه جنسية سعودية.

موقع محطة «بي بي سي» نشر تقريراً عن نشاط الاستخبارات الإسرائيلية  في  إيران حيث قامت إسرائيل بتنفيذ عمليات في الداخل الإيراني في اغتيال علماء إيرانيين ومن تلك الأعمال اغتيال محسن فخري زاده، عالم نووي إيراني، ايضا الإعلام الإسرائيلي اعتقل أشخاص يعملون في وزارات حكومية يهود إيرانيين يعملون لصالح إيران.

المخابرات الإيرانية اعتقلت شبكات تجسس يعملون لجهات خارجية تضم عشرات من الجواسيس ووضعتهم  في السجن المركزي في طهران، نشاط المخابرات متبادل وهذا شيء طبيعي يحدث في الصراعات الدولية، ولايوجد اي داعي للعجب عندما يتم اعتقال أشخاص جواسيس في إيران يعملون لصالح أعداء إيران، بظل وجود فئات إيرانية معارضة تعمل مع الغرب بشكل علني، ومنهم من عمل مع صدام الجرذ ضد إيران، تجنيد الجواسيس سيرة طبقت في كل العصور القديمة والحالية، الإعلام الخليجي طبل لتقرير بي بي سي في وجود جواسيس في إيران يعملون لصالح أعداء ايران، هذه الأمور ليست جديدة على البشرية، لكن الإعلام الخليجي البدوي الوهابي للظاهر يعيش في العصر الحجري رغم أنهم يعيشون في عصرنا هذا، بظل وجود الإنترنت ومواقع التواصل المتعددة وبظل الأقمار الاصطناعية وبرامج التجسس انتهت الحاجة لتجنيد جاسوس مخربط غبي يجمع لهم معلومات عن صناعة دبابة أو صاروخ بالستي، في وقت نرى روسيا تبيع أحدث صواريخ الدفاع الجوي ss400  إلى تركيا العضو في حلف الناتو وأمريكا تضغط على تركيا في عدم شراء الصفقة، بينما في حقبة السبعينات من القرن الماضي كان شغل مخابرات الناتو معرفة نوعية التسليح لدى السوفيت وكذلك كان شغل المخابرات السوفياتية معرفة انواع الأسلحة لدى الناتو.

في الوضع اللبناني تم اعتقال حماية سمير جعجع يعملون جواسيس لدى الموساد، بالعراق لدينا قادة مكونات يعملون لصالح الموساد والمخابرات الغربية ويدعمون العمليات الإرهابية بالعلن بدون خوف أو خجل بل يعتبرون ذلك عمل وطني يخدم موكنهم أو طائفتهم أو قوميتهم.

قضية المجرم النازي الألماني كلاوس باربي الذي سمى بجزار ليون، أحد أكثر النازيين ارهابا وقتلا،  ورغم ذلك مرت سنوات عديدة قبل أن يتم الحكم عليه بسبب جرائمه البشعة في فرنسا وغيرها، إذ رغم أن باربي كان مجرم حرب، وثبت فيما بعد أنه كان جاسوس للمخابرات الأمريكية عندما كان مقرب من الدكتاتور النازي هتلر.

قام مؤرخون أمريكيون الآن بتحليل الأحداث قبل محاكمة باربي وبالتحقيق أيضا في نوعية المعلومات العائدة إلى الجواسيس من النازيين. وبعد دراسة مستندات استخبارية أمريكية رفعت عنها درجة الكتمان، قدر الباحثون عدد النازيين الذين عملوا بعد الحرب لصالح أجهزة استخبارية أمريكية، بألف شخص على الأقل. ويقول البروفسور نورمان غودا من جامعة فلوريدا الذي يعد من المشاركين في التحليل: “يعتمد هذا التقدير على تحليل مطول للمستندات،

ايضا موقع بي بي سي نشر تقرير حول  قصة الجاسوس الذي أصبح راهبا بعد مهمة في بغداد، نيل برايور، موقع

بي بي سي نيوز في يوم

25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

ايضا موقع RT الروسي نشر حوار مع

 ضابط المخابرات السوفيتي البارز، بطل روسيا، يوري شيفتشينكو، كيف تمكن من خداع أجهزة الاستخبارات الغربية والإفلات منها رغم تظافر جهودها جميعا للقبض عليه، وذلك عن طريق تغيير مظهره.

وقال في مقابلة مع قناة “روسيا 1” التلفزيونية:”أنا اليوم متأكد من أن أجهزة مكافحة التجسس الأجنبية لن تتعرف علي الآن، ولن تعرف أني الشخص الذي حصل ذات مرة على أكثر المعلومات سرية وقيمة لضمان الأمن والمصالح الوطنية للاتحاد السوفيتي وروسيا، تجدون نص الحوار كاملا في موقع قناة RT, لذلك لا يوجد داعي للعجب من قبل الإعلام البدوي الخليجي في وجود جواسيس يعملون في إيران وغيرها.

10/2/2022

اترك تعليقاً