السيمر / فيينا / السبت 19 . 03 . 2022 —— مع تزايد أعداد الراغبين في الخروج من أوكرانيا والوصول إلى بر الأمان في الدول المجاورة، ظهرت عصابات من المهربين الذين يعرضون خدماتهم مقابل مبالغ كبيرة، وسط مخاوف من تصاعد عمليات الإتجار بالبشر، وفقا لتقرير صحيفة “إندبندنت”.
وقال بعض الطلاب الذين تقطعت بهم السبل في شمال شرق البلاد إن المهربين في شاحنات يعرضون عليهم ممرًا آمنًا إلى بولندا مقابل 500 دولار، مشيرين إلى أنهم لا يمكنهم دفع هذه المبالغ.
وفي حالات أخرى، قال اللاجئون إنهم شاهدوا متطوعين من عمال الإغاثة يتواطئون مع مسؤولي الهجرة الأوكرانيين لإعطاء الأولوية لدخول أولئك الذين هم على استعداد لدفع رسوم للفرار من البلاد عند النقاط الحدودية.
وقالت المنظمات غير الحكومية إنها تعمل بشكل عاجل على تنفيذ “إجراءات بالغة الأهمية لمكافحة الاتجار بالبشر”، حيث يتزايد القلق من أن آلاف الأوكرانيين والأجانب باتوا معرضين لخطر الاستغلال قبل عصابات التهريب.
ولقد عبر أكثر من مليون أوكراني الحدود بالفعل، فيما أوضح الاتحاد الأوروبي إن 7 ملايين شخص قد ينزحون عن منازلهم نتيجة للصراع.
وعبر العديد من الأشخاص الحدود وهم الآن في البلدان المجاورة مثل بولندا ورومانيا والمجر ومولدوفا وسلوفاكيا، بينما لا يزال البعض محاصرين عند حدود أوكرانيا يكافحون من أجل المغادرة بسبب نقص وسائل النقل المتاحة للوصول إلى الحدود مع تصاعد العنف.
وقال طالب يبلغ من العمر 23 عامًا، والذي تقطعت به السبل حاليًا في مدينة سومي الواقعة في شمال شرق أوكرانيا، لصحيفة الإندبندنت إنه استُهدف من بعض المهربين الذين عرضوا عليه ممرًا آمنًا إلى بولندا مقابل 500 دولار.
وأوضح الشاب، الذي يدرس الطب، إنه ينام حاليًا في ملجأ مع حوالي 100 شخص، قد بدا عليه اليأس من إمكانية العودة إلى عائلته في المملكة المتحدة.
وأضاف: “أريد حقًا المغادرة، ولكن ليس لدي المال لأدفع للمهربين، وإذا فقدت هذه الفرصة، فلن يكون لدي أمل سوى المشي لعدة أيام، وأنا خائف على سلامتي ولن أكون متأكدًا أي الطرق التي ينبغي عليها أن أسلكها”.
وتشير بعض التقارير إلى وجود أكثر من ألف طالب عالق في سومي، ومعظمهم من أصول هندية وصينية وكاريبية وأفريقية، ويواجهون نقصًا في الغذاء والماء، وفي الوقت تفرض روسيا حصارًا على المنطقة فلا يوجد سوى عدد قليل من الطرق الآمنة للخروج من المدينة.
في حالة أخرى، ذكر شاب لصحيفة الإندبندنت أن المتطوعين، الذين زعموا أنهم من الصليب الأحمر، تواطئوا مع مسؤولي الهجرة الأوكرانيين لإعطاء الأولوية لدخول اللاجئين الراغبين في دفع رسوم للفرار من البلاد عند النقاط الحدودية.
وقال الشاب، وهو في أوائل العشرينيات من عمره ، إنه شاهد هذا يحدث بعد ظهر الأربعاء عند معبر الحدودي إلى المجر حيث قال إنه جرى استهداف الفارين من أوكرانيا بدون جوازات سفر.
وأعلن الأشخاص الذين يزعمون أنهم متطوعون أن اللاجئين الذين ليس لديهم نسخة ورقية من جوازات سفرهم يجب أن يعلنوا عن أنفسهم حتى يتم “فرزهم” قبل الوصول إلى نقطة الختم، ثم وضعوا في طابور منفصل، على حد قول الشاهد.
وأوضح أنه رأى ما لا يقل عن سبعة لاجئين، جميعهم أفارقة، يدفعون رشى للدخول إلى المجر.
وفي المقابل أوضح رئيس قسم الطوارئ في الصليب الأحمر البريطاني، لوك ترديغت أنه “شعر بالفزع” لسماع تلك التقارير بشأن الرشى واستغلال اللاجئين، وأنه كان على اتصال بزملائه في المنطقة لإثارة هذه القضية”على سبيل الاستعجال” والتأكد من صحتها.
وأضاف أن “الصليب الأحمر البريطاني يرفض بشدة التمييز والفساد من أي نوع، ونحن قلقون للغاية بشأن هذه المزاعم التي يتم توجيهها ضد أعضاء حركة الصليب الأحمر”.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعزز فيه المنظمات غير الحكومية الجهود لمنع ومعالجة الزيادة المتوقعة في التهريب والاتجار بالبشر على الحدود الأوكرانية، حيث يقع اللاجئون فريسة للعصابات الإجرامية والانتهازيين “الذين ينتظرون تهريب الناس عبر أوروبا لاستغلاهم في الدعارة والجنس وأعمال السخرة، وفقا لنشطاء.
وقالت منظمة “بعثة العدالة الدولية” International Justice Mission، وهي منظمة غير حكومية تركز على حماية الأشخاص المستضعفين من كافة أشكال العنف، إنها تعمل بشكل عاجل مع السلطات المحلية وشركائها لاتخاذ”تدابير بالغة الأهمية لمكافحة الإتجار بالبشر” على الحدود.
قال أحد العاملين في المنظمة، الذي يعمل بالقرب من الحدود الأوكرانية الرومانية في ملاجئ للاجئين: “من المعروف أن مهربي البشر يستهدفون الأشخاص، بما في ذلك النساء والأطفال، بمجرد عبورهم الحدود”.
وتابع: “يبدأ الاستغلال من عند الحدود، فالنساء والأطفال يضطرون إلى المشي أكثر من 5 كيلومترات في البرد القارس ومن ثم الانتظار لساعات طويلة، وبالتالي إذ عرض عليهن أحدهم الطعام والنقل بسيارة دافئة فسوف يقبلن لأنهن لا يردن لأطفالهن أن يشعروا بالبرد والجوع“.
وأضاف الموظف أن العديد من الذين وصلوا إلى الملاجئ أفادوا بأنهم أجبروا على دفع رشاوى لتكبد الحدود. لقد قيل لنا إن سلطات الحدود طلبت منهم الدفع. بالنسبة للرجال الذين يتجاوزون المبلغ 2000 يورو(حوالي 2200 دولار)، وللنساء والأطفال حوالي 30 يورو”.
وقال مصدر في الشرطة الرومانية لصحيفة “إندبندنت” إن السلطات قلقة بشأن تلك التقارير، وأنها كانت ترى بالفعل “علامات” على الاتجار بالبشر على الحدود.
وتابع: “هناك بعض المؤشرات على حدوث ذلك. لم نفتح أي تحقيقات في القضايا حتى الآن، لكن التجربة تخبرنا أن المستغِلين سيحاولون عادةً كسب ثقة الضحية أولاً، وهذا يعني البقاء معهم لأيام وإقامة علاقات ودية معهم“.
وفي سياق ذي صلة، قال متحدث باسم الحكومة البولندية إن مركز المفقودين التابع لها أطلق “خطًا ساخنًا خاصًا” للاجئين الأوكرانيين وعائلاتهم المقيمين في بولندا للإبلاغ عن حالات الاتجار بالبشر أو الجرائم الجنسية أو اختفاء اللاجئين.
المصدر / الامارات اليوم