السيمر / فيينا / الأحد 03 . 04 . 2022
حيدر حسين سويري
قضية سنناقشها من وجهين:
الوجه الاجتماعي: انتشرت ظاهرة (قلة الحياء) في أوساط المجتمعات جميعها، فلا نخص مجتمعاً دون آخر، وهذا ما يجد له علم الاجتماع حلاً في تفسيره للتطور الحاصل في جميع المجالات، فكان هذا التطور شاملاً لشخصية الفرد وسلوكه؛ أما عن كون هذه التصرفات والسلوكيات ووصفها بانها خاطئة، فهذا لا يعني ثبوت خطأها، لان كل جيل يعترض على تصرفات وسلوكيات الجيل اللاحق له، فالجد انتقد تصرفات الاب، والأب انتقد تصرفات الابن، والابن سينتقد تصرفات الحفيد (عاد احنا شفنا تصرفات الابن وما رضينا، عجباً ماذا سيفعل الحفيد وكيف سيتصرف؟!) …
والصراحة نقول انه كلام (علم الاجتماع) علمي، ولكن غير دقيق، فلابد ان تكون ثمة ثوابت تتفق عليها جميع الأجيال، فلقد رأينا اجدادنا وجداتنا تنطق كلمة (عيب)، وهي نفس الكلمة التي أطلقها آبائنا ولكن بلفظ آخر وهو (حرام)، ووجدنا الأول انطلق من منطلق تربيته وبيئته، والثاني انطلق من منطلق تعاليمه الدينية، فنفعت كلمة (عيب) مع الآباء، كما نفعت كلمة (حرام) مع الأبناء؛ لكننا اليوم جربنا الكلمتين مع الأبناء اللاحقين فلم تنفعا ابدا؛ إذن علينا ان نخترع كلمة جديدة مشابهة في محتواها للكلمتين السابقتين، لكنها لابد ان تكون منبثقة من عقلياتهم لتؤثر فيهم (الموضوع يحتاج الى بحث كبير وليس مجرد مقال).
كان فيما مضى من سلوكيات مجتمعاتنا، ان لا تزوج الفتى من الفتاة التي له علاقة حب او ود بينهما، بل يعاقبان بأشد العقوبات، وذلك لمنع اقامة علاقات خارج الزواج والعقد الاجتماعي والشرعي المتفق عليه، وبهذا يحافظون على الاسرة وحسن بنائها، وكانوا يعاملون المرأة المطلقة الرجل الاعزب معاملة سيئة، لمنع المرأة من التفكير في الطلاق، ولمنع الرجل من الانحراف، فكانوا يزوجونهم صغاراً وكانت المرأة تصبر على الظلم (ظلم الزوج وأهله) وهو أهون عندها من أن تكون مطلقة، وبالرغم من اعتراض الكثير حول سلوكيات هذه المجتمعات، الا اننا لابد أن نعترف بأن هذه المجتمعات حافظت على الاسرة والطفل وروابطها المجتمعية، بصورة أفضل من المجتمعات الحالية، التي زادت فيها حالات الطلاق بشكل قد لا يصدق بالرغم من دقة الاحصائيات. حيث أصبحنا اليوم نسمع النساء تغني وبكل وقاحة (كان صاحبها وخذاها) ونحن نعلم جيداً أن كلمة (صاحب) كلمة مشينة بحق المرأة. وكذلك تعني بأنه تزوجها رغماً عن أنف أهلها.
الوجه السياسي: في هذا الوجه نناقش العملية السياسة على أنها امرأة ذات صاحب، وبغض النظر عن كون هذه المرأة عاهرة أو عفيفة، إلا انها وجدت من يُروضها، ويعرف تفاصيلها ودهاليزها، ويُحسن مغازلتها ويُرضي فسادها، ويُشبع رغباتها، بحيث غدت عبدة طائعة له؛ وحين حاول الآخر اغتصابها او حتى من طريق شرعي الزواج منها، أبت إلا ان تكون تحت عباءة صاحبها، ذاك الذي قال فيما سبق (ما ننطيها)، وقد وفى الرجل بما قال، حيث ترينا الأيام انه عاد وبقوة لهذه المرأة التي كما كنت أقول دائماً: أنها لم تخرج من تحت ظل عباءته يوماً، فكان مصداقاً للأهزوجة (كان صاحبها وخذاها).
بقي شيء…
السياسة عندنا تؤثر في كل شيء، فالقرار السياسي يؤثر في الاقتصاد والاجتماع والدين والرياضة وكل ما حولنا، وهو بذاته من يبني المجتمع أو يهدمه وذلك بكل بساطة لأن الناس على دين ملوكها، وملوكها على دين مصالحهم، واذا بقي الحال على هذا الحال فلا صلاح ولا اصلاح، وإنا لله وإنا إليه راجعون.