السيمر / فيينا / الأحد 03 . 04 . 2022
معمر حبار / الجزائر
سلسلة قراءتي لكتاب “نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين” 1
ألقاب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقناعتة، وحلف الفضول – معمر حبار
مقدمة الطفل القارئ
الكتاب: الشيخ محمّد الحضري بك، “نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين”، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، دون سنة الطبع، ودون عدد الطبعات، من 311 صفحة.
قرأت الكثير من كتب السيرة النبوية المختلفة والمتضاربة، وقمت -وما زلت- بعرضها، ونقدها.
عزم صاحب الأسطر هذه المرّة، وبإذن الله تعالى، أن يعود لكتاب: “نور اليقين في سيرة سيّد المرسلين”، وهو الكتاب الذي قرأه في صغره، وبنفس الطبعة، التي تذكّره بأيّام الله تعالى، راجيا أن ينهي قراءة الكتاب، وأن يوفّقه ربه في أن يضيف، وينتقد، ويعرض من زاويته، وبأسلوبه.
قريش وألقاب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
أقول: من عظمة الأمّة الإسلامية، أنّها تذكر في كتب السّيرة النبوية، الشتائم والسباب والتّهم، التي ألصقتها قريش بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
وكما حفظوا لقب الصّادق الأمين، حتّى بعد الرسالة والنبوة، وهم له محاربون، حفظوا أيضا لقب: “ابن أبي كبشة”، وهو زوج سيّدتنا المرضعة حليمة السعدية، فكانوا يستهزؤون به، بعد الرسالة والنبوة، بقولهم: “هذا ابن أبي كمشة يُكلّمُ من السّماء”. مايعني أنّ قريش حفظت لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخلاقه العالية منذ صغره، وظلّت تحفظ له -ماتراه عيبا- منذ صغره. صفحة 7
قناعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم
أقول: تربى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في بيت فقير، سواء مع جدّه، أو عمّه، أو مرضعته. لكنّه تربى منذ صغره، وهو الفقير، على القناعة، وعدم مدّ اليد. المسألة إذن، لاعلاقة لها بفقر، وقلّة يد، إنّما لها علاقة بنوعية التربية منذ الصغر، وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو الفقير، تربى على العزّ، والأنفة، والقناعة. صفحة 8
حلف الفضول لاحرب الفجار
أقول: شارك سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حرب الفجار، وهو شاب قبل بعثته، والتي دارت بين قريش والعرب. وشارك وهو في 25 سنة من عمره، في حلف الفضول، الذي نصّ على معاونة المظلوم، ومهما كان، حتّى يردوا عليه مظلمته. صفحتي 9.11
لكنّه صلى الله عليه وسلّم، قال: لو دعيت لحلف الفضول لاستجبت، وهو النبي المرسل، لكنّه لم يتمنى أن يعود لحرب الفجار لو دعي إليها من جديد.
والسبب أنّ وردّ المظالم، ونصرة المظلوم، من عظائم الأخلاق، التي عناها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في قوله: “إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق”، وهي الأخلاق التي أقرتها عرب الجاهلية من قبل، وحرص عليها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من بعد، وإلى يوم الدين.
الشلف / الجزائر
الأحد 2 رمضان 1443 ه، الموافق ل: 3 أفريل 2022