الرئيسية / اخبار الفن / “الاختيار3”: لماذا أثار مسلسل تليفزيوني كل هذا الجدل؟
مسلسل "الاختيار 3" أثار جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض

“الاختيار3”: لماذا أثار مسلسل تليفزيوني كل هذا الجدل؟

السيمر / المنتجع الطبي HOCHEGG/ الأثنين 11 . 04 . 2022 —— على صفحات عدة صحف عربية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ،مايزال الجدل على أشده، بشأن مسلسل “الاختيار-3” ، وهو الجزء الثالث من الدراما الرمضانية، الذي يعرض على عدة محطات تليفزيون عربية هذا العام، ويقدم هذا الجزء الذي يحمل عنوان “القرار”، توثيقا لمرحلة حكم الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، قبل أن يطيح به الجيش، ليتولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحكم في البلاد.

ورغم أن الجزأين الأول والثاني من نفس المسلسل، واللذين عرضا خلال العامين الماضيين 2020 و2021، أثار جدلا واسعا بين الجمهور، وعلى صفحات الصحف، إلا أن ما أثاره هذا الجزء من جدل، هو الأكبر حتى الآن، نتيجة عدة عوامل، أهمها أنها يناقش المرحلة الأكثر حسما، التي تدخل فيها الجيش ليطيح بحكم محمد مرسي، والتي يختلف بشأنها كثير من المصريون.

وربما ينبع الجدل الذي أثير حول المسلسل، من أنه يمثل السابقة الوحيدة، التي ينتج ويعرض فيها عمل درامي تليفزيوني عن الرئيس ودوره، خلال حياته، وهو ما يثير علامات استفهام لدى كثيرين، حول مدى الموضوعية، التي يمكن أن يقدمها العمل في طرحه للأحداث.

وعلى صفحات الصحف، كما على مواقع التواصل الاجتماعي، يتخندق معسكران من الكتاب والجمهور أيضا، بين مؤيد للعمل وممتدح له، وآخر يرفضه ويرى فيه تزييفا للوقائع والتاريخ.

ويصف كتاب مؤيديون لـ”الاختيار-3″، العمل بـ”الملحمة الدرامية”، التي “توثق” مرحلة مهمة مرت بها مصر، وقد امتدحت صحيفة الأهرام المصرية شبه الرسمية، في إحدى افتتاحياتها العمل قائلة، إنه “وثيقة لن ينساها التاريخ بالنسبة لما مرت به مصر من مؤامرات في السنوات العشر الأخيرة، وكيف تصدى رجال مخلصون لهذه المؤامرات فأجهزوا عليها بمنتهى الذكاء والصدق والوطنية وحب الوطن‫”.‬

وتضيف الصحيفة أن هذا العمل، يظهر أهمية الدراما “كحائط صد بالصوت والصورة والوثائق لكل من تسول له نفسه اللجوء إلى هذا النوع الناعم من الإرهاب، وهو إرهاب تزييف الوعى وتخريبه‫”.‬

أما الصحفي المصري المقرب من النظام حمدي رزق، فيقول في مقال له بصحيفة “المصري اليوم” المصرية أيضا، إن تعليقات أعضاء جماعة الإخوان “الجاهزة المصنوعة في الأقبية الاستخباراتية… في مواجهة مسلسل “الاختيار-3″ ، تستجلب السخرية المُرة من فرط تفاهتهم، وتبرهن على خطورة المسلسل وتأثيره على نفسيات قواعد الجماعة التي باتت في شك عميق في كل المسلمات التي عاشوا يؤمنون بها”.

وعلى مواقع صفحات التواصل الاجتماعي، ينشط مؤيدو “الاختيار-3” أيضا، عبر هاشتاج “الاختيار 3″، الذي مايزال متصدرا لموقع تويتر، وهم يعتبرون أن أحداث المسلسل، نقلت الوقائع بكل صدق ودقة، كما يعربون عن تضامنهم مع أحداث المسلسل، ويؤكدون في نفس الوقت على أن “ولائهم لمصر وليس لنظام بعينه”، كما يتهمون الإخوان بـ”النيل من جهاز الأمن المصري أثناء الفترة التي حكموا مصر بها”.

تزييف للتاريخ والوقائع

أما المعسكر المنتقد للمسلسل، والذي يتهمه بأنه يقدم رواية من طرف واحد للأحداث، وبأنه تزييف للواقع، فهو ينطلق من حقيقة واقعة، تمليها ملابسات المرحلة، ويلخصونها بالقول، إنها تثبت أن التاريخ والفن أيضا هما لمن غلب ، ويعتبر هذا المعسكر أنه من المنافي للمنطق، وفي ظل أجواء أحادية الرأي السائدة حاليا في مصر، أن يخرج أي عمل فني، برؤية موضوعية تنصف الخصوم السياسيين، في وقت مايزال فيه رئيس البلاد الحالي والذي يعد واحدا من الأطراف الرئيسية في تلك الداراما في سدة الحكم.

ويكتب محمد أمين في صحيفة العربي الجديد اللندنية قائلا إن مسلسل “الاختيار 3″ يظهر ما يصفه بـ”صراع الروايات وتزييفها” حيث “يظهر بكل أسف القاع الذي سقط فيه الفن وهو يحاول مجاملة سياسي، وكم السخف الذي يظهر في المسلسل غير مسبوق”.

ويضيف أمين: “لا أجد تفسيراً لقيام مستبد بإنتاج فيلم عن نفسه، إلا أنه يشعر بأن شعبه في الواقع غير مقتنع به ولا بما أنجزه، فيلجأ إلى الدراما والخيال ليصوغ القصة التي يريدها، معتقداً بشكل مغلوط أننا ما زلنا في زمن الأبيض والأسود، والتلفزيونات الحكومية، التي تلقن المشاهد ما عليه مشاهدته، وتفترض أنه سيصدق ما سيشاهده”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، ينشط المعارضون للاختيار-3 أيضا، من مصريين وغير مصرييين، وهم يرون أن العمل لا يقدم الوقائع الحقيقية، بل أنه جاء لتزييف الوقائع، وتشويه الخصوم السياسيين، من خلال الدراما، ويشير جانب من المتجادلين بشأن المسلسل على تويتر إلى ما يصفونه بـ”تشويه المسلسل لجميع الرموز الوطنية في مصر”، متسائلين عن “أسباب عدم التعامل العادل مع تلك الرموز” على حد قولهم.

وبين المؤيدين من جانب، والمعارضين من جانب آخر، لـ “الاختيار-3” ترى طائفة أخرى، أن هذا العمل أدى إلى إحياء مخاطر كامنة، وأنه سيؤدي إلى مزيد من الانقسام في المجتمع المصري، بشأن تلك المرحلة من تاريخه، وهو الانقسام الذي لم تندمل جراحه بعد، وأن ذلك سيؤدي بدوره، إلى إثارة المزيد من التوترات، التي قد تضيف للمشاكل الحياتية والاقتصادية، التي يعاني منها المصريون بشدة هذه الأيام.

المصدر / بي بي سي

اترك تعليقاً