الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / مستقبل السيد الصافي

مستقبل السيد الصافي

السيمر / فيينا / الخميس 18 . 08 . 2022

التصريح الذي أدلى به السيد الصافي شكّل نقطة تحول في موقعه ممثلا عن مرجعية السيد السيستاني.
لطالما بقيت طبيعة موقعه غير واضحة لأغلب الناس. فقد نجح الإعلام بتصوير السيد الصافي وكيلا تامّ الصلاحية، بيد أن هذا الوصف لم يعبر بدقة عن الواقع.
– حان أوان تبيين الموقع الفعلي له نظرا لحساسية المرحلة وخطورة تحركاته الإنفرادية ذات الطابع السياسي

١- نشاطه السياسي – إبتدأ في وقت مبكر بعد السقوط
فقد لعب أدوارا مهمة في تأسيس الجمعية الوطنية وكتابة الدستور وتشكيل اللجنة السداسية التي أسست الإئتلاف العراقي الموحد، وترشيحه لعدد من الشخصيات السياسية ودفعها للواجهة في السلطتين التشريعية والتنفيذية.
– يمتلك السيد الصافي رؤية سياسية مستقلة
ويستفيد من المساحة الواسعة التي أتاحها له منصبه بالعتبة وقراءته لخطبة الجمعة، في رسم مسار سياسي يلائم أفكاره وطموحاته، جاعلا ذلك المسار يبدو وكأنه التوجه الذي تتبناه مرجعية السيد السيستاني.
– إتخذ نشاطه السياسي وتيرة متصاعدة مع ترسيخ موقعه في السلطة الدينية.. بلغ ذروته خلال حقبة “تشرين” وما بعدها.
– حيث أخذت تتضح معالم توجهه السياسي
.. توجه لم يكن يتوافق مع المنهجية الحيادية التي إمتازت بها مرجعية السيد السيستاني.

٢– حساسيته مع الحشد
إلى الان لم تتضح دوافع موقفه المناوئ للحشد، ولم يتضح سبب اصراره الشديد على إنفصال ألوية العتبات – رغم إدراك الجميع أن التوجه لتفكيك الحشد هو هدف أمريكي خليجي معلن.
– قدم السيد الصافي إسنادا لمساعدَيه (الزيدي والياسري) في تهجمهما على الحشد، بلغ حد توجيه إتهاماتٍ خطيرة مسّت عقيدة المختلفين معه سياسيا وأوشكت أن تؤدي إلى فتنةٍ.

٣– مع الكاظمي
أخذ دعمه للكاظمي ولفريقه التشريني يزداد وضوحا يوما بعد يوم.
– العتبة العباسية التي يمسك الصافي جميع مفاصلها – استقبلت بحفاوة بالغة شخصيات تابعة للكاظمي، وتولى إعلامها دعمه، إذ امتنع تماما عن توجيه أي انتقاد لحكومته – عكس الحكومات السابقة.
– وهو ما شجع بقية العتبات ورئيس ديوان الوقف لإنفتاح مماثل – تيمّناً بانفتاح الصافي على فريق الكاظمي
.. وصولا لإهداء سيف ذي الفقار الى الكاظمي، ونسخة نادرة من نهج البلاغة الى خميس الخنجر بعد إنضمامه للتحالف المعادي للحشد، ومنع صور القائدين الشهيدين في العتبات.

٤– مع مكتب السيد السيستاني
لم يمتلك السيد الصافي دعما من مكتب السيد السيستاني بما يوازي الدعم الذي إمتلكه الشيخ الكربلائي – وهو الوكيل الفعلي بكربلاء.
لكن قربه من مكتب المرجع الراحل السيد الحكيم قد ساعده في الحصول على موقع متقدم بإدارة العتبة العباسية.

٥– العتبة العباسية
حقق الرجل نجاحا مشهودا بفضل حنكته الإدارية واعتماده على شخصيات مؤهلة وأمينة.
– واستفاد من موقعه لتمتين علاقاته بالجهات الحكومية التي كانت تتعامل معه بحذر شديد.
– القوة المعنوية التي امتلكتها عتبات كربلاء المقدسة كانت عاملا اساسيا في تحقيقها لإنجازات متميزة.
فقد حصلت على ضوء أخضر بجميع مؤسسات الدولة ، مما منح العتبتين إستثناءات غير مسبوقة، وكانت طلباتهما تلقى استجابة فورية.
– حصلت العتبتان على اكبر نسبة من التخصيصات المالية للوقف الشيعي وكانت تستحوذ أغلب الاحيان على فائض العتبات الأخرى.

٦– بعد رحيل السيد الحكيم – وقيام اسرته بكسر ختمه الشريف واغلاق مكتبه تماما، تراجع الدعم الذي كان يتلقاه السيد الصافي.
– تدخلاته في شؤون بعيدة عن موقعه الإداري بالعتبة العباسية، وعن موقعه الديني ممثلا لأكبر مرجعين في النجف الأشرف
.. جعلت مكتب السيد السيستاني يبدي إمتعاضا متزايدا إزاء خطواته التي لم تتوافق مع رؤية المكتب والحدود التي ينبغي به التوقف عندها.

٧– التصريح الأخير – في ذكرى فتوى الجهاد الكفائي- مثّل استفزازا لمكتب السيد السيستاني
– فقد تضمن تلميحات سياسية منحازة. كما خرق صمتا طويلا إلتزم به المكتب منذ تشكيل حكومة الكاظمي.

٨- التراجع
بعد تناول الإعلام تصريحاته بالنقد اللاذع – بدا واضحا أنه تلقى تحذيرا بعدم إستعمال موقعه لخدمة رؤاه السياسية وإحتساب ذلك على عنوان المرجعية.
– وهذا ما دعاه ليعلن في المساء أن كلامه لم يعبر عن رأي “المرجعية” بل عن رأيه الشخصي.

٩- مستقبله
هذه السابقة وجهت ضربة قوية لمكانته ونبهت الراي العام للتغير الحاصل وأنه لم يعد ممثلا كامل الصلاحية.
– من شبه المؤكد أن قرارا قد صدر بتحديد صلاحيات السيد الصافي
– مما سيؤدي إلى تراجع دوره السياسي وسطوته على السياسيين، والذين لن يستجيبوا من الان فصاعدا لضغوطه – كما كانوا بالسابق.
– سيصحب ذلك تحديد لظهوره الإعلامي.
– مستقبله مع العتبة العباسية مرتبط بمدى إلتزامه بالتحذير الأخير.
– إداريا يستحق الرجل موقعا يتناسب مع طاقاته – شريطة عدم إستثماره في التدخل السياسي.
٢١ -٦ -٢٠٢٢

المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

اترك تعليقاً