الرئيسية / ثقافة وادب / حكاية ليست كباقي الحكايات .. حكاية بطل من الحشد

حكاية ليست كباقي الحكايات .. حكاية بطل من الحشد

السيمر / فيينا / الأربعاء 31 . 08 . 2022

الجلوس على مكان أشبه بالتل الترابي لطريق يتصل بمناطق الدواعش تم قطعه بالتراب.

بعد ان قال الشاب عباس آني بردان أمسكت قدمه وأردت أن أقيسها بيدي لعلها تأتي على قياسه فأعطيه حذائي.

فقال لي (وروح أبوي ما آخذها منك لو تصير مدرعة مو حذاء .. من كل عقلك آخذ حذائك وأخليك بردان آني بعد شوي وي ظلام الدنيا ألف رجليه بوصلة وبحيل الله أدفه).

فشلت كل محاولاتي في إقناعه فقال لي وهو يبحث عن گطف جگارة في الأرض
خوية آني طبعي طبع دراويش لا حسبالك طفل وما خاط شاربي وآني من أجيت لهنا تره بعقل مو بعاطفة.
وآني بالميمونة بولايتي عندي كاروبة يقصد (تراكتور) اشتغل بيها أنقل حلال وزرع ومعيش روحي وأهلي ومن صارت حرب داعش حلمت حلم چن جماعة ماخذين كاروبتي وحاطين بنات السلف ويصيحون (للبيع بلاش)
فزيت سولفت الحلم لجدي صفگ بيده جدي حيل وأمي گالت كاروبتك يعبوسي بيها عطل .. وثاني يوم هم حلمت نفس الحلم وأبوي المرحوم إجاني بعالم الطيف وگال بوية عباس روح للجبهة تره خواتك وبنات عمك وبنات السلف ينباعن صدگ اذا ما تروح.

گعدت الصبح سولفت الحلم
إنطاني جدي البندقية وأمي إنطتني أوزار أبوي هالتشوفني محزم بي وهاي صارلي شهرين ما شايف أهلي💔.

تيبست الكلمات في فمي وأحسست بعطش شديد رغم برودة الجو من هذا الصبي الذي ترك أهله وكاروبته ونسى مرضه وجاء للساتر في أرض موحشة.
أخرجَ عباس من جيبه كيس صغير من التمر ووضعه أمامي وجلسنا نأكل سوية
فقال لي أنت تكتب مو شفت بيدك دفتر فقلت له نعم.
فقال لي خلي أكملك سالفتي خاف تريد تكتب عني آني بالرابع أدبي وأحب بنية من طوايفنا بس أبوها شيخ وما انطوها الي لأن مريض وبقيت أحبها وبيوم التحقت صح عندي رقم موبايلهه بس أبوهه حلفني ما أخابرهه واگطع علاقتي بيها فوديت أمي علمود تگلها تبريلي الذمة؟

تدري شگالت لامي؟

گالت لامي گولي لعباس بيناتنه العباس حلمت بي عريس وماخذ وحده تخبل وداير وجهه عني وگوليله خوية مبري الذمة.

لا أعلم لماذا بكى عباس رغم أنه كان يتكلم ويضحك ويأكل التمر .. لكنه بكى بحرقة شديدة ثم قال خويه البنيه ماتت اتكهربت وماتت وحتى ما حضرت فاتحتها لأن صار علينه هجوم قوي بالمفخخات وما رحت.

سلمت على عباس وودعته وبعد أربعة اشهر حضرت احتفالاً في النباعي لتأبين الشهداء وبين صور الشهداء الـ ٢٣ شهيد كانت صورة عباس وهو يبتسم وبيده بندقيته وأزار أبيه ولكنه في الصورة كان حافي القدمين.

نعم حافي القدمين.

لو كنت أملك ما يعينني على ذلك لعملت من هذه القصة فلم سينمائي يحكي قصة وطن خذله الجميع وهوى الى الأرض وانتشلته ثلة عجزت وعقمت نساء الأرض ان يلدن مثلهم وبتضحياتهم رجع شامخ.

السلام عليك ياعباس يوم ولدت ويوم جاهدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً عند مليك مقتدر.
👇👇👇👇👇👇👇
تعليق.
مثل هذه القصص ومثل هؤلاء الأبرياء دماؤهم هي السبب الذي أسقط دولة الفساد وأسقط الإرهابيين وأسقط المدّعين بالإصلاح وهم أفسد من الفساد ومدعي محاربة المحتل وهم خذلوا العراق بدخول داعش فهم أجبن من أن يقفوا بوجه الأرانب والقطط.

لقد أذلتهم دماء عباس الميموني ودماء زملائه المجاهدين.

كما تلقتها ” جريدة السيمر الاخبارية”

اترك تعليقاً