السيمر / فيينا / الخميس 15 . 09 . 2022
سليم الحسني
اُنظرْ اليهم يا عدو الشيعة. أرجعْ البصر مرتين. هل رأيتَ حشودهم الهائلة؟ هل سمعت هتافهم (لبيك يا حسين)؟ كفْ عن مؤامراتك إذن. مزّقْ مخططاتك فما عادت لها جدوى. وإنْ شئت أن تجربها مرة أخرى، فلن يكفيك ندم الخلائق كلها.
هذه أمة الخالدين. تفحّصْ قلوبها، ستجد حبّ الحسين نبضها، والولاء أنفاسها، وعلو الهمّة نهجها.
أترى يا عدو الشيعة هذا الطريق؟ هذا درب لا يسلكه إلا الأحرار. لقد ولِدَتْ هذه الحشود وهي تعرف هذا الطريق. سلكته من الرضاعة حتى اشتعال الرأس شيباً. حاولَ الطغاة منعهم فما نجحوا. هو شريانهم الأكبر، فهل يقبل أحدٌ أن يقطعوا شريانه؟ هو دربهم نحو السماء. أيعيقُ صنمٌ عروج الأرواح الى السماء؟
هذه الحشود يد واحدة. إن دهم الخطر أطرافها، صفعته فأردته طريحاً. لا تفكرْ يا عدو الشيعة بالكيد بهم.. لا تفكرْ أيها المخدوع بتمزيقهم، إنّ لصرختهم فعل المدافع. إنّ لهتافهم أثر البراكين. سيحرقون مخططاتك وينسفون مؤامراتك من لبنان الى اليمن بضربة واحدة. إنهم شيعة عليّ يا غائب الوعي.
مَلأ التاريخ صفحاته بالحديث عنهم. حكايات البطولة لا تنتهي، قصص الإباء تزدان بها العصور، فمنذ يوم الطف لم تنحنِ قامة الشيعي أمام الظلم، ولم تغمض عينه عن الغدر. لقد عرف الشيعي معنى الحسين، تهجّى حروفه بنبضات القلب، حتى صارت القلوب تنبض باسم الحسين.
إحذرْ يا عدو الشيعة أن تعيد ما صنعه أسلافك. فوالذي دحا الأرض، ستضيق بك من شرقها لغربها.
لا تنخدعْ بكلام هذا وذاك، لا يغرّنك تقولات فلان وفلان، لا تصدّق بجعجعة عمائم مزّيفة، فالشيعة وهج الوعي إن تعالى نداء: يا حسين. والشيعة صوت الحق إن هتف مناديهم: هيهات منا الذلة. والشيعة زلزال أكبر إن صاحوا: لبيك يا حسين.
من المصطفى كانت البداية، ومع عليّ كانت الدروس، ومن الحسين كان منطلق الأحرار. لن تجدوا يا أعداء الشيعة ذليلاً بينهم، لن تروا خانعاً فيهم، وإن رأيتموه فليس منهم، إنه غريب طارئ مرّ بجموعهم. ليس من الشيعة من لا يعرف الحسين وعياً ومنهاجاً.
١٠ أيلول ٢٠٢٢