السيمر / فيينا / الجمعة 04 . 11 . 2022
أعيد هنا نشر أحد المقالات عن فساد ضياء عبد العزيز الموسوي، وقد نشرته في ٢٨ حزيران ٢٠٢٠ في بدايات حكومة الكاظمي، وبعد النشر جاءتني ردود أفعال من البعض مفادها: أنت تتهم المسؤولين بلا دليل.
مقرب من الكاظمي يخنق الشيعة
سليم الحسني
الفساد بشع، ويصبح أكثر بشاعة عندما يكون متاجرة بحياة الناس، وهذا ما يقوم به شخص مقرب من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حيث أناط به مسؤولية بالغة الحساسية.
فقبل أيام أصدر الكاظمي قراره بتعيين (ضياء عبد العزيز) مديراً لمركز العمليات الوطني. وهو معروف بفساده وألاعيبه وخدعه وقابليته الفائقة في التضليل. وأميل بحسب بعض المعلومات التي حصلتُ عليها بأن له يد في صناعة الأزمة الملتهبة مع الحشد الشعبي.
مركز العمليات الوطني أحد مصادر المعلومات الأمنية، وله تنسيقه مع الامريكان، وكثيراً ما يغذونه بمعلومات تضليلية او تسريبات مغرضة. كما أن هذا المركز يتولى مسؤولية حركة النقل في العراق، وهذا ما يجعل المسؤول عليه يتحكم بحركة البضائع والواردات ومعدات الشركات وغير ذلك. وقد كان هذا الجانب أحد مصادر الفساد الكبيرة. فهناك الابتزاز والرشا التي يفرضها المسؤولون على حركة النقل وعلى الشركات التجارية. كما أن هناك ترابطاً مع السوق والمصانع والمؤسسات الحكومية، حيث يجري تأخير بعض الواردات للتلاعب بأسعار السوق.
في هذه الأيام قام ضياء عبد العزيز، بتأخير دخول شاحنات الاوكسجين الخاص للمستشفيات العراقية، مما زاد من شحة قناني الاوكسجين في المستشفيات، ومنها مستشفيات مدينة الناصرية التي تعاني من حالة إنسانية كارثية، نتيجة تفشي وباء كورونا، ونتيجة عجز المصانع عن توفير حاجة المستشفيات، وهذه مشكلة عالمية عانت منها الكثير من دول العالم التي اجتاحها الوباء وعجزت مصانعها عن توفير الكميات المطلوبة.
لقد عرف ضياء عبد العزيز بذهنية المبتز والفاسد الماهر، أن أنفاس البشر صارت سوقاً استهلاكية، فلجأ الى المتاجرة بحياة المساكين المصابين بالكورونا بتأخير مرور شاحنات الاوكسجين القادمة من إيران. وظهرت أولى نتائج هذا العمل الإجرامي على المصابين في مدينة الناصرية.
ضياء عبد العزيز يتاجر بالأرواح، بأرواح الشيعة، فهذه الأغلبية المظلومة تصلح للإتجار بشكل سهل، فهم من جهة هدف الطائفيين الذين يريدون لهم الموت، ومدير مركز العمليات الوطني بذل جهده في هذا الاتجاه ونجح. ومن جهة أخرى فان شيعة الجنوب يمثلهم نواب ومسؤولون سقط منهم الضمير في الطريق أثناء ركضهم نحو المناصب والامتيازات.
الفساد وصناعة أزمات أمنية خطيرة، يجيدها بعض المقربين من الكاظمي. مع بقاء الوضع على حاله وهو في هذه البداية، يصبح التشاؤم مبرراً الى حد كبير.
٢٨ حزيران ٢٠٢٠