السيمر / فيينا / الأحد 20 . 11 . 2022
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
نتابع مايتناقله الإعلام العالمي والعربي حول عودة نتنياهو لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية، إن نتنياهو يعلن الحروب ويسلخ الجلود، وكأن رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق قد أعطى الفلسطينيين دولتهم وأضاف لهم الكثير من الأراضي ودفع لهم تعويضات مليارديرية دولارية إلى ملايين الفلسطينيين الذين هجروا من ديارهم داخل أرض فلسطين……الخ.
في عام ١٩٩٤ تم تناول خبر احتمال وصول نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بوقتها وأن العالم سوف يسير إلى المجهول ….. الخ النتيجة وصل نتنياهو للحكومة الإسرائيلية ولم يفعل أي شيء وخسر الجولة التالية بعد انتهاء فترة حكومته وألف وطبع كتاب مذكراته اسم كتاب المذكرات أشعة تحت الشمس وقد قمت بقراءة الكتاب بشكل جيد وكشف تورط السعودية في عملية اغتيال رجل دين شيعي لبناني اسمه محمد حسين فضل الله، وكان نتنياهو يشكو من ظاهرة دفع السعودية رشاوي إلى مراكز الدراسات الاستراتيجية من صانعي القرارات الغربية، كلام نتنياهو هذا يكشف لنا حقيقة الرشاوي السعودية ضد النظام السياسي العراقي الحالي وضد ابناء المكون الشيعي العراقي بشكل خاص.
التهويل الإعلامي لدرجة التخويف بعودة نتنياهو للسلطة، هذا التهويل مجرد هواء في شبك، سبق لنتنياهو حكم إسرائيل، عودته لم تغير كثيراً، الوضع نفسه باقي، يبقى نتنياهو يتبع سياسة المماطلة والتسويف مع السلطة الفلسطينية، سواء كان نتنياهو أو شخص آخر غيرة برئاسة الحكومة الإسرائيلية لن يجعل القضية الفلسطينية تتقدم قيد أنملة، والسبب أن جميع قادة إسرائيل يتبعون أحزابهم، التي في أغلبها لا تؤمن بحل التعايش ضمن دولتين.
كل مافي الأمر نتنياهو يرفع شعارات محاربة الشيعة لفتح شهية أبقار الخليج الحلوبة الوهابية التي تعشق خطاب قتل وابادة الشيعة لأسباب عقائدية لا اكثر، ورغم تهديدات نتنياهو فإن الشيعة باقون وبفضل الخطاب الاقصائي للشيعة يكون عامل مهم لتوحيد الشيعة بل وينضم مع الشيعة كل القوى السنية الرافضة إلى التطبيع والانبطاح المذل.
نتنياهو في الانتخابات الامريكية القادمة يقف مع الجمهوريين ضد الديمقراطيين ويكمل موقفه الداعم إلى ترامب عندما خسر الانتخابات أمام جو بايدن، قرار ترسيم الحدود البحرية مع لبنان باقي بحكومة نتنياهو ولا يستطيع إلغاء الاتفاق لأن إلغاء الاتفاق يعني حرمان إسرائيل من تصدير الغاز بسبب رد سلاح قوى المقاومة الإسلامية اللبنانية، أحزاب المعارضة الإسرائيلية تمنع نتنياهو من إلغاء ترسيم الحدود البحرية لأن الصهاينة يريدون الاستفادة من أموال الغاز والبترول اليوم قبل غد، عقلياتهم محكومة في الكسب الاقتصادي بالدرجة الاولى، وهم ليسوا مثل صدام الجرذ أو القذافي يعرض بلده إلى الخطر والدمار في تبني شعارات قومجية…الخ.
إسرائيل يقودها الليكود أفضل مليون مرة من إسرائيل يحكمها أحزاب الغير الليكود، الليكود لا يؤمن في التعايش مع الفلسطينيين في وطن واحد تحدد معالمه حقوق المواطنة والعيش المشترك، او في حل الدولتين، وكذلك الأحزاب الإسرائيلية الغير ليكودية أيضا لايؤمنون في حل الدولتين، لذلك اسرائيل بزعامة الليكود تكون أفضل مليون مرة من أحزاب غير ليكودية تصنف معتدلة وهم أيضا يرفضون القبول في حل الدولتين،
في الختام عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، يبالغ الإعلام العالمي والعربي بعودته ويصفون عودة نتنياهو الميمونة «بمثابة إشعال حرب في المنطقة، نظراً لما عرف عن نتنياهو من سياسة تصادمية لا تتخذ من الدبلوماسية طريقاً للحل» وكأن الذين تولوا رئاسة الحكومة السابقة قد أعطوا الفلسطينيين حقوقهم واوقفوا قصف المدن السورية واللبنانية عندما تحين لهم فرصة القصف، بكل الأحوال لا توجد مصداقية في إنهاء الصراع الفلسطيني الصهيوني ولو كانوا صادقين لتم إعطاء الفلسطينيين دولتهم منذ عودة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى الضفة وقطاع غزة، النتيجة حاصره شارون وهدم قصر الرئاسة على رأسه وحرمه من المياه والكهرباء ومات بظروف عليها علامات استفهام حول تعرضه للسم حسب ماقال ذلك إعلام الشعب الفلسطيني وتصريحات وزراء ونواب وقضاة فلسطينيين، انا شخصيا لست فلسطيني أكثر من الرئيس الفلسطيني والوزراء والنواب والساسة الفلسطينيين، لذلك انا مع حل الدولتين لكن هل فعلا يتم منح الفلسطينيين دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بالتأكيد بعد مضي أكثر من ثلاثين عاما على اتفاقية أوسلو ثبت لا توجد رغبة جدية لدى القوى السياسية الإسرائيلية في إعطاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
20/11/2022