أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / المهندس وسليماني ضحية غدر الأصدقاء

المهندس وسليماني ضحية غدر الأصدقاء

السيمر / فيينا / الاحد 04 . 12 . 2022

سليم الحسني

نشطتْ قضية اغتيال قائدي النصر في الفترة الأخيرة، وعادت الى دائرة الاهتمام ثانية مع قرب الذكرى السنوية لاستشهادهما.
كنتُ قد كتبتُ عن القضية في أيامها الأولى وذكرت بعض المعلومات وقتها وكانت تضع الثلاثة (عادل عبد المهدي وفالح الفياض وأبو زينب اللامي) في دائرة المسؤولية بنسبة معينة.
وخلال الفترة الماضية كانت تصلني معلومات من بعض المخلصين من موظفين ومسؤولين ميدانيين، رصدوا ملاحظات مريبة، خصوصاً بعد أن زالت صدمة الفاجعة، وراحوا يشعرون بضرورة كشف الحقائق للوصول الى المتورطين الحقيقيين في جريمة المطار. فلهم جزيل الشكر والتقدير على شجاعتهم وإخلاصهم في كشف المستور رغم خطورة ذلك على وضعهم الشخصي من الناحية الأمنية والوظيفية.
الفاجعة مؤلمة الى حدود قصوى، كانت أكثر من جريمة قتل. كانت حرباً من نوع خاص ضد البطولة والشجاعة والإخلاص في الدفاع عن قضايا الأمة. كانت معركة كسبها محور الشرّ ضد محور المقاومة.
يجب الاعتراف بذلك، ففراغ الشهيد سليماني لا يمكن تعويضه، وكيف يمكن تعويض معجزة الرجال؟
وفراغ الشهيد المهندس بقي قائماً، وربما يزداد سعةً بعد محاولات مغرضة عميقة يقوم بها البعض من داخل مؤسسة الحشد الشعبي لإبعاد وريث المهندس وامتداده الروحي القائد (أبو فدك). أي أنهم يريدون تنفيذ الجزء الثاني المكمل لجريمة المطار.
كان لسليماني أعداء معروفون في العراق، ومن أبرزهم خميس خنجر الحليف الاستراتيجي لفالح الفياض وشريكه السياسي والتجاري، ومنهم المحور الطائفي من القيادات السنية المرتبطة بقطر والامارات والسعودية والكويت.
وكان للمهندس أعداء داخل العراق وخصومات شديدة يثيرها عليه بعض المسؤولين في الحشد الشعبي، وكان رئيس هيئة الحشد فالح الفياض أشدهم أذى وخصومة ومضايقة للشهيد المهندس، حتى صار ذلك معروفاً على نطاق واسع داخل الحشد وخارجه. كما كانت خصومة مسؤول أمن الحشد أبو زينب اللامي شديدة له، وقد عانى القائد المهندس الكثير من ذلك.
قائدا النصر سليماني والمهندس كانا ضحية مؤامرة دولية، خططت لها ونفذتها أمريكا، وساعد عليها بعمد أو تقصير الثلاثة (عادل عبد المهدي وفالح الفياض وأبو زينب اللامي) الأول دعاه الى زيارة العراق، والثاني أهمل تقارير التحذير عن وجود كاميرات مراقبة وبث مباشر من صالة التشريفات، والثالث غادر العراق الى سوريا حيث انطلقت الطائرة التي تقل الشهيد سليماني من هناك وكان هو مسؤولية حمايته في زياراته للعراق.
هل يُعقل أن تنصرف الأنظار عن هؤلاء الثلاثة، وهم بهذه العلاقة الصميمية مع الحادث من دون استجواب أو تحقيق؟
واجب المخلصين الباحثين عن الحقيقة، وواجب أبناء ومحبي الشهيدين سليماني والمهندس أن يطالبوا بالتحقيق مع الثلاثة وفق القانون وعبر القضاء، وذلك أبسط الوفاء للقائدين الرمزين في ملحمة النصر الكبرى.

٣ كانون الأول ٢٠٢٢

الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً