الرئيسية / تقارير صحفية وسياسية / قبل أن نبتهج بإضطرابات الأردن ، علينا ان نتأكد : من يحركها ؟

قبل أن نبتهج بإضطرابات الأردن ، علينا ان نتأكد : من يحركها ؟

السيمر / فيينا / الاثنين 19 . 12 . 2022

إلى الآن لم تتضح لنا ماهية الإحتجاجات الاردنية
– هل هي شعبية وعفوية بالفعل ؟
– أم تتحرك بأجندة معينة؟
– ومن يقف خلف تلك الأجندة ؟ الإخوان ؟ أم أطراف خارجية؟
– وما هي مصالحنا العليا (كعراقيين شيعة) في زعزعة الحكم الاردني ؟
– وما هو الحكم البديل المتوقع لو تطورت الأمور وصولاً لإسقاطه ؟

▪️ قبل ان (نتحزّم) كعراقيين لتأييد تلك الاحتجاجات .. علينا أن نراقب مصالحنا العليا – دون أن ننسى جرائم النظام الأردني بحقنا.
فقد أفرط في ظلم شعبنا والإصطفاف الى جانب النظام البعثي المجرم ، وقد تعامل معنا النظام الأردني بمنتهى الدناءة والإنتهازية، ونجح في امتصاص دماءنا على مدى عقود طويلة.
.. ولم يخفِ عداءه للعراق الجديد ، وكان ملاذا للمجرمين والبعثيين ، وطريقا سالكا لعبور الانتحاريين ، ووكراً لإيواء الإعلام الطائفي الحاقد.
ولا زال ينهب النفط العراقي بسعر بخس ، ويفسح المجال لتهريب الأموال المسروقة
ولا زال يستهدف المسافرين العراقيين بدناءةٍ وصلفٍ .

– رغم ذلك كله ينبغي أن نتأنّى في الإصطفاف مع الإحتجاجات ، لعلها شبيهة بتلك التي إندلعت بالسنوات الأخيرة بتحريك من السعودية وأمريكا والإمارات والكيان الصهيوني – بعد رفض الأردن الإعتراف بصفقة القرن. (في الفيديو تقرير موجز) :

واذا كانت كذلك بالفعل فلا ندري تحديداً :
– هل الهدف منها (جرّة أذن) محدودة المدى للنظام الاردني؟
– أم هي مقدمة لإسقاطه على غرار السيناريو السوري ؟

▪️علينا أن نعرف جواب التساؤل التالي :
– أين تكمن مصلحتنا كعراقيين في إضطرابات الأردن – إذا ما أريد لها إسقاط النظام ؟
– وهل أن بقاء جارٍ فقير ومستقر أمنياً – هو الأفضل لنا – إذا استطعنا إخضاعه بسلاح المعونات – كي يستجيب للمصالح العراقية ويطرد العملاء والمجرمين من اراضيه أو يسلمهم للعراق ، ويعيد الاموال المنهوبة إلينا ويتعهد بضبط حدودنا – وإلا نغلق باب المساعدات عنه ونقاطعه إقتصاديا.

– إذ من الصعب أن نحلم بأن البديل سيكون نظاما شريفا محبّا للعراق وفيا لشعبه .
.. على الأرجح سيكون البديل الذي تأتي به أمريكا والسعودية والكيان اللقيط – أسوأ بكثير من النظام الحالي وسيقف العدو الصهيوني الوهابي على حدودنا الغربية.

▪️ وفي الختام : ما كان للنظام الاردني أن يتسبب بكل هذا الظلم للعراقيين لو كانت عندنا حكومة قوية وزعماء شيعة جريئين يقفون حازمين بوجهه ويستخدمون السلاح الاقتصادي لتركيعه – لا أن يتّخذوه كعبةً يحجّون إليها عند كل منعطف سياسي.

١٧ -١٢ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي – الشيعي

الجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً