السيمر / فيينا / السبت 01 . 04 . 2023
د. هاتف الركابي
دمشق التي عندما اقف على اعتابها ،، أراها إمرأةً تختزل كل النساء في حيائها .. حين ترفع حاجبيها تخجل المدن من عينيها ..
دمشق حقل الياسمين المتوج على ناصية الشبابيك ..
دمشق الاسواق العتيقة والدهشة التي توقظ الرغبة فيك إلى البكاء وانت تمشي في شوارعها عامراً بالأسئلة ..
في ( باب توما ) عندما تتحدث العيون تتعطل لغة الشعر ويصمت كُتاب القصائد ويصبح للدمع لغةً لايفقه مفرداتها إلا من يعرف أسرار الحب والأمنيات ..
هم أرادوا سوريا وطناً تموت فيه السنابل عطشاً ،، وتكثر التجاعيد على ضفاف بردى..
هناك في سوريا التي احتضنتنا في ايام القهر في ( المرجا والحميدية ) عندما تكون التحية تحية وتتوقف المراسيم لاستقبال المحبة القادمة من أعماق الأزقة والحارات القديمة..
هناك في دمشق عند العظيمة زينب تتوحد القلوب الشامية والدمشقية واللاذقية والعلوية لتعبر عن اوجاع الامهات
منذ سنوات عديدة وسوريا تتعرض لابشع جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية من قبل أمريكا وأذنابها ، من تجويع وحصار بكل الاساليب كما تعرضنا له نحن في العراق طوال ثلاثة عشر سنة حتى احرقوا الاخضر واليابس مقابل السكوت العربي الرهيب .. والان بعد حدوث الزلزال
والعهر الامريكي والغربي يكيل بمكيالين وازدواجية قذرة فهم فتحوا كل مطارات الدنيا بالتحرك لمساعدة تركيا ، واغلقوا كل المنافذ والمطارات حتى لاتدخل لسوريا ليعلنوا قبضتهم في إبادة الشعب السوري .
منذ سنين وسوريا تتعرض لقساوة ( قانون قيصر العهر الامريكي ) بسيطرتهم على منابع النفط والمنافذ الحدودية حتى اصبح توفير البنزين والنفط حلم كل سوري مع انقطاع كبير في الكهرباء وتوقف الحياة تماماً .
آن الاوان أن تتحد الشعوب العربية لتكسر قانون القيصر ..
هبوا ايها الشرفاء في العواصم العربية والاسلامية لكسر الحصار والقطيعة عن عروس عروبتكم دمشق .
أيها السوريون، يافقراء الوطن،، ايها الشاميون والدمشقيون المحملون بكل مواجع الحروب والأحزان ،، تجزلون بالعطاء وانتم تعيشون زمن المجاعة والحرمان.. توحدوا عرباً وكورداً وتركماناً وعلويين ودرزيين وكلكم جميعاً ، وقفوا مع قيادتكم الان ، توحدوا ، فالشام بوصلة الازمنة نحو ميادين الحرية والخلود .. لطالما تحول عطش دمشقك الى انهار يرتوي منها كل العاشقين.. وبين الماء والطين وحقول الياسمين يتفجر الفن والشعر والعلم والادب والفكر والابداع ..
لكم من بغداد الحُلم والهوس والملتقى كل عبق الياسمين وصباحاتنا الجنوبية الغافية في جبين العراق ، لترسم الطيور لوحات الاشتياق وتشاكس العصافير ضفائر النخيل فيتساقط الرطب أغنيات وأمنيات وأحلام ..
نحن في العراق نقولها : بغياب سوريا يقتلنا البرد ونحن في فصل الاشتياق ،، وعندما تموت ابتسامة الشام فأن الشمس لن تشرق على خارطة أوجاعنا أبداً ،،