السيمر / فيينا / الجمعة 20 . 10 . 2023
قبل الدخول إلى محلة باب الزبير لابد لنا من المرور بساحتها أو حديقتها المشهورة المستديرة التي كنا نلتقي فيها مع أبناء المحلة والمحلات المجاورة وعلى جهتيها يمر الشارع العام ومنها وإليها تتفرع الشوارع الفرعية في باب الزبير
ساحة باب الزبير
التي اندثرت وبقي إسمها في الذاكرة
كان اسمها محليا ساحة أو حديقة أو فلكة باب الزبير
ويقال كان إسمها ساحة حجي جيته
وفي بداية السبعينات اطلق عليها إسم ساحة جاسم فنجان
كانت تقع في محلة باب الزبير في البصرة القديمة مكان سوق الجمعة الحالي الذي ينتهي بمركز الشرطة ومن مقترباتها جامع العرب جنوباً وجامع القبلة غربا وگراج الزهير شمالاً
كانت على شكل حديقة دائرية يحيط بها سياج دائري من الأسمنت لايتجاوز ارتفاعه ٦٠ سم يسمح للمترددين على الساحة بالجلوس والتفرج على عربات الربل التي تمر على الساحة عند ذهابها من (سره العرباين) وعودتها من المستشفى الجمهوري، كما توجد فيه فتحة بإتجاه الغرب للخروج والدخول، وقد تم تغيير السياج إلى حديدي بداية السبعينات
…. حسين العطية…………….
كان من المترددين على الساحة الملحن المرحوم ذياب خليل والكاتب جبار النجدي والشاعر عبد الله مزعل
هنالك تم الإستماع لأول مرة لأغنية ( ياچلمه انت) لسعدون جابر ومن ألحان ذياب خليل في محل حلاقة عبدالساده شنته المجاور للعيادة الشعبيه المطلة على حديقة باب الزبير
كذلك كان من المترددين على الحديقة أو الساحة :
كاظم شنته بطل العاب القوى وفاروق مطشر وكاتب هذهِ السطور.
كانت هنالك محلات بسيطة وقليلة تحيط بالساحة منها محل ابو أحمد لتأجير الدراجات ثم محل حلاقة (وفيَّة) ومحل رفعت وشقيقه نشأت الذي كان يؤجر الدراجات ذات الثلاثة اطارات للأطفال واخيهم مدحت الذي قتل في حفل زواج ومحل صبيح (ابو الكلَّة) مصلح الدراجات البخارية ( الموتورسيكلات) و(علي البنچرچي) والحلاق مهدي ثم محل مناحي لبيع الثلج ومحل ابو مجيد للموطا
ومن الذكريات الجميلة أنه لاتحلو السفرات المدرسية إلا بالمرور على ( سيكو) مصلح الدراجات حين يصرخ الطلاب جميعا عليه بصوت واحد (سيكو) فيثور ويرد عليهم غاضبا ومتوعدا
اصبحت هذه المنطقة والمنطقة المقابلة لها من اشهر المناطق لاستيراد وبيع الدراجات البخارية الجديدة والمستعملة فترة الحصار بالتسعينات
…. حسين العطية………
وتتوسط هذهِ الساحة أو الحديقة شارع الاحنف الذي تمت توسعته بعد ازالة قسم من المباني الواقعة الى يمين اتجاهه إلى العشار
قرار توسعة الشارع وهدم البيوت أدى إلى تشتت الجيران وقتل واحات أجمل أيام العمر ونكهة كل جميل كان فيها
كما كان يقابلها مخفر للشرطة، هذا المخفر كان موجودا بين مسجد القبلة ومحولة الكهرباء قرب دكان الحاج مناحي بائع الثلج على جهة اليسار وانت ذاهب إلى المستشفى الجمهوري قادما من العشار. يوجد قرب بوابته مدفع قديم يطلق عند الغروب ايذانا للافطار في رمضان وعند ثبوت رؤية هلال عيد الفطر وعيد الأضحى
طوب (مدفع) رمضان كان جاثمٱ فوق الرصيف وعليه ثوب من غبار ، لايفتح فم فوهته الا برمضان ثلاثون مرة بالشهر الكريم وحينما تثبت الرؤيا الشرعيه لهلال رمضان فيسمع دويه في كافة أنحاء البصرة القديمة
وكان الناس يتجمعون مساءً أيام رمضان عند حديقة باب الزبير في انتظار مدفع الإفطار
وكان الصبية يتسابقون للحصول على مخلفات الرمي وهي عبارة عن قطع من النحاس على شكل صليب تتناثر جنب المخفر الذي أغلق بداية الستينات وتم تحويله إلى مخزن
في الجهة المقابلة للساحة جنوبا جهة جامع العرب طريق فرعي يتجه صعودا ثم ينحرف يسارا ليتفرع إلى فرعين يتجه أحدهما بموازاة الشارع العام بصرة عشار إلى سوق البصرة القديمة (سوگ المسگف) ، والفرع الثاني إلى محلة القبلة القديمة مرورا بمدرسة القبلة ثم إلى السوق
…….. حسين العطية……….
شمال الساحة شارع يبدأ بگراج عبد القادر الزهير إلى يمينك، كان هذا الگراج مخصص سيارة مجانا لنقل الموتى إلى مقبرة الحسن البصري.
وإلى اليسار
مجموعة دكاكين بينها بيوت منها بيت ( الحاجه عمشه)رحمها الله ، ودكان سيد طعمه من نفس البيت، كان الصبية يشترون منه الدوامات والبيبسي ويلعبون أمامه (بوزه) ودوامات، وبيت ( دربونه أم رومه)، ودكان ابو فاضل وملوكي، ثم بيت وليد سعيد، ثم دكان المدير ابو علج، ثم بيت علي طالب، و بيت المحامي شوكت الشاوي بعدها دكان عبدالحسين وعند الاستدارة في الفرع إلى اليسار مخبز ابو علي حنون المنصوري، وفي بداية الفرع إلى اليمين بيت ابو فاضل وملوكي الركن مقابل بيت خلف شبوط و بيت ام حياة بيت السيد ، وعند التقاطع الأول لهذا الفرع كانت تجلس (جوري) بائعة الباقلاء تحت البيت الركن جهة مخبز حنون
وكانت تقع قريبا من الساحة مقهى يتجمع فيها الناس لمشاهدة التلفزيون والذي لم يكن موجودا عند معظم البيوت
وأحيانا يذهب بعضهم إلى دكان (سيد طعمه) التابع إلى بيت (الحجية ام صلاح عمشة) التي كانت تعمل في المستشفى وتقدم خدماتها المسعفة للمرضى مجاناً، وذلك لشراء البيبسي أو السينالكو الأحمر والكيك
وكانت وجبة الإفطار المفضلة صباحاً عند معظم بيوت باب الزبير هي خبز التموين ( ابو عانه ) الأسمر من مخبز ابو علي حنون مع الباقلاء من ( جوري)
….. حسين العطية…………
ولو تقدمت شمالا من گراج الزهير في الشارع الذي ينعطف يمينا إلى البراحة لوجدت إلى يمينك عند المنعطف مطبعة حداد يقابلها ميتم وعند مرورك أمام هذا الميتم كنت تسمع وقع القباقيب الخشبية على الطابوق الفرشي في ساحة الميتم،
كان مدير الميتم خليل ابراهيم ابو جبران وبعده خيري احمد، اما الميتم فإنه يعود إلى جمعية الأعمال الخيرية التي كان يرأسها آگوب جبرائيل وبعد وفاته المحامي حسن عبدالرحمن
عدد الأيتام فيه ٥٠ يتيما اولاد وبنات مختلط اغلبهم مسلمين وفي سنة ١٩٥٦ انتقل الميتم الى التحسينيه وبعدها الى جوار متوسطة النضال بيت سيد حامد النقيب
خلف الميتم أرض مرتفعة عن الطريق فيها بعض البيوت هي الأقدم في باب الزبير منها بيت ( شيخ اسم الله) ويسمونه في المنطقة ( گيصملّه) بتشديد اللام وهو شخص طويل ذو بشرة سمراء داكنة عاش أواخر الزمن العثماني ويتذكر بعض أحداث الحرب العالمية الأولى مات بعد أن تجاوز عمره المائة عام وكان يتولى مهمة استقبال الزائرين وحراسة مرقد (الشيخ حبيب)
كان أهل باب الزبير يتبركون بهذا المرقد ويعتبرونه من الأولياء الصالحين وينذرون له النذور ويخضبون ضريحه بالحناء ويوقدون عنده الشموع والبخور، وكان يقع في المقبرة التي سميت بإسمه ( مقبرة شيخ حبيب)، وكان (گيصملَّه) يبات ليلاً في بيته ونهارا يقوم بمهمة حراسة الضريح واستقبال الزائرين،
كان الغموض يغلف شخصية (شيخ اسم الله) وكان الصغار يتهامسون فيما بينهم خوفاً عندما يمر أمامهم بأنه يربي ( عربيد) وإن هذا العربيد يبات بجوار القبر ويقوم بحراسته
ومن اقدم سكان منطقة الصعدة هذهِ بيت محمد طة واخوانه المرحوم ياسين وماجد وحامد وكانوا يلقبون بإسم الحجية والدتهم بيت(عواشة )
…… حسين العطية…………….
وكانت لاتوجد اي بيوت قرب مقبرة شيخ حبيب قبل أن تنتشر بعض بيوت القصب والطين مثل بيت حجي فداغ وحجي والحاج نوري الخياط ابو قدوري والحاج مطشر حازم الكناني ابو غازي صاحب موكب الزنجيل في عاشوراء وبيت َوكشك عبد الساده حبيب (ابو هتاف) الذي أصبح إبنه هتاف ضابط العاب القوة البحرية وترقى إلى رتبة عقيد
ومن ألأشياء التي تميزت بها محلة باب الزبير حملة الحج التي تخرج من باب الزبير وصاحب الحملة هو الحاج ياسين أبو طه وطارق
وكذلك موكب الزنجيل الذي يقيمه مطشر في ليالي محرم الحرام ويشارك فيه أهالي باب الزبير من مختلف ألشرائح والأعمار والاديان والطوائف
….. حسين العطية………
بداية الطريق المؤدي إلى المستشفى
كانت هنالك مجموعة من الصرائف مبنية من القصب والبواري عبر الشارع العام إلى اليسار ، كان موقعها خلف مركز الشرطة ومخبز دايم المنصوري ، يخترقها ممر ترابي تتوسطه حنفية ماء كبيرة سوداء ( طرمبة سبيل) يتجمع عندها النسوة لغسل الملابس والاواني والتزود بماء الشرب
كان يجتازها التلاميذ في طريقهم إلى مدرسة القبلة والذين كانوا يسكنون دور الشؤون
وكانت هذهِ الصرائف عرضة للحرائق المستمرة بين فترة واخرى إلى أن احترقت بالكامل بداية الستينات مع المواشي وانتقلت العوائل إلى الحيانية بداية تاسيسها من قبل المتصرف محمد ندا الحياني، وبقيت الأرض فارغة إلى أن تم بناء الشعبة الحزبية عليها والتي تحولت إلى مديرية شرطة بعد ذلك
….. حسين العطية…….
منطقة باب الزبير ،منطقة شعبية ،وهي فعلا نهاية مدينة البصره في غربها ، وسميت كذلك كون الذاهب للزبير من البصرة ، يبدأ رحلته منها لذلك اعتبرت بابٱ للزبير ، فما أن تخرج منها تأتيك ارض براح مفتوحه باتجاه الغرب لتصل بعد حدود ١٧كلم إلى بدايات مدينة الزبير ، واضطرت الحكومة الملكية وقتذاك أن تنشأ جسرٱ أطلق عليه العامه جسر الفيضان وهو فوق مجرى منخفض طولي يأتي من الشمال وينحدر جنوبٱ صوب خور الزبير ليسرب مياه الفيضانات الهادرة في مواسمها ، فكانت باصات الخشب عندما تمر فوقه نراه من نافذة الباص وهو فوق الجسر تمور مياهه السريعة مورٱ ،فنضنه لجٱ عميقٱ نخافه
كانت المنطقه نهايات البصرة كمدينة مركزية ، وكلها بساتين نخل عامرة بنخيلها وزروعها ومن بعدها يبدأ البور من الأراضي ، وبهذه المنطقة يموت وينتهي شريان نهر العشار ، الذي يروي هذه المنطقه من بساتينها
وهنالك معلومة لابد من ذكرها وهي وجود بوابة قديما قرب مخفر الشرطة تفتح صباحا وتغلق عند الغروب لمنع خروج الناس خوفا عليهم من الحيوانات الوحشية وبخاصة الذئاب ومن التسليب والقتل ذلك لأن الأراضي خارج البوابة كانت غير مأهولة وموحشة
………. حسين العطية……….
نهر العشار الذي يشطر البصرة القديمة إلى شطرين يشكل في المنطقة بين المستشفى الجمهوري وبين منطقة الرواسة ( دور المعلمين حالياً) نهر البنا الذي يتجه إلى المشراق الجنوبي ثم يتصل بنهر الخورة لتشكيل حاجزا مائيا يمنع البدو والسلابة قديماً من التسلل إلى البصرة وبخاصة في زمن جني التمر( الثمرة )
نهر البنا والذي يمتد بمحاذاة المستشفى في شارع التنانير ثم يصل إلى الطب العدلي قام السيد هاشم النقيب بكريه واعادته إلى سقي البساتين بعد بناء المستشفى علما بأن المقاطعة تعود ملكيتها إلى السيد هاشم النقيب وتبرع بها لبناء المستشفى
كان جيلا واعيا للتبرع ببناء المدارس ودورالايتام والمستشفيات منهم ال مرجان المرحوم عبد الرزاق مرجان الذي تبرع ببناء مستشفى مرجان على أرض ٥٠ دونم على شط الحله وافتتحت هذهِ المستشفى سنة ١٩٥٧ بحضوره وبحضور المرحوم السيد محسن الحكيم
…. حسين العطية…………..
-نادي الجنوب الرياضي
وكان يقع على الطريق يمينا أيضا بإتجاه المستشفى :
وفيه ملعب للكرة الطائرة وأصبح مقرا للحرس القومي بعد سنة ١٩٦٣ وقربه بيت الصانع وفيه شجرتا يوكالبتوس وكانوا يمارسون فيه لعبة كمال الأجسام ورفع الأثقال كنا نتطلع إليهم من خلال شبابيك النادي المطلة على الشارع العام بإتجاه المستشفى
وكان يسمى نادي الأمير عبد الإله سابقاً وكانت تتوسط ساحته الترابية حلبة للمصارعة والملاكمة وتولى إدارته في السبعينات المرحوم أسامة الرحماني وكان من الشخصيات الفذة وله حضور فاعل في مختلف النشاطات وشغل منصب نائب محافظ لفترة من الزمن
نادي الجنوب إنتقل بتاريخ لاحق من مكانه هذا الى محلة التحسينية مطلا على الشارع العام بصرة عشار
-سبيل حجي جيته
كان هنالك على الطريق بإتجاه المستشفى يمينا أيضا (مقابل مركز الشرطة حالياً) موقع لبناء صغير بطول ٣متر وعرضه ٢متر مسقف . وذو واجهة مفتوحة على الشارع العام يسمى (سبيل حجي جيتا) توجد فيه مجموعة من الحبوب جمع (حِب) مملوءة بالمياه الصالحة للشرب يرتوي منها المارة وقد تطور بعد مدة من الزمن حيث زود بحنفيات من البراص وانابيب نصبت على الجدران الداخلية للمبنى وتحتها احواض لتصريف المياه الزائدة الى المجرى الرئيس في الشارع العام . ويوجد خلف (مبنى ماء السبيل ) هذا مسكن لعائلة خصصت لادارة هذا السبيل والاهتمام به وادامته . كان اهالي المحلة يطلقون عليهم تسمية (بيت السبيل) . الا ان ذلك المبنى السبيل قد اهمل بدون رعاية وخاصة بعد انتقال القائمين على ادارته من مسكنهم . واخيرا اندرست معالمه بعد توسعة الشارع العام .
وحجي جيته تاجر باكستاني كان يعمل في تجارة الحبوب والتمور وأسس شركة ( جيتا بائي كوكل للوكالات البحرية)، من أشهر اعماله بناء جامع الجمهورية وجامع القرنة الكبير وسبيل حجي جيته وكان يقيم مجالس العزاء في محرم يقرأ فيها كبار الخطباء مثل الدكتور المرحوم احمد الوائلي وذلك في محلة السيف، كما كان يقيم مادب الإفطار في رمضان وخصص ساعة يومياً لمقابلة المحتاجين ومساعدتهم
تم إعدامه عام ١٩٦٩ مع المحامي عبد الهادي البچاري واليهودي عزرا ناجي زلخا وجمال صبيح الحكيم بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وعلقت جثامينهم في ساحة أم البروم
-(منطقة الرواسة) أو ( شارع التنانير)
وهي بيوت مبنية من القصب والطين تقع على الطريق الترابي على ضفة نهر البنا الفاصل بينها وبين المستشفى الجمهوري، ويشتغل أهلها بصناعة تنانير الطين، وأهم من اشتهر في صناعة التنانير أم عبد واسميها ( جرية)، وكان شارع التنانير والرواسة ترابي غير مبلط وتكثر فيه الحفر والمطبات، لذلك كانت باصات الخشب القليلة التي تعمل على خط ( البصرة… ومبي… جمهورية) تتحاشاه ويضطر سائقيها للدوران خلف المستشفى وگراج مصلحة نقل الركاب قبل إنشاء ساحة سعد، وقديما كان في منطقة الرواسة مكتب لشركة انكليزية، وقد وضعت في بداية الشارع الذي يفضي إلى هذهِ الشركة يافطة مكتوب عليها
T. S. OFFICE
تي. اس. اوفيس
تم تحريف هذا الاسم من قبل العامة إلى تسمية غير لائقة (…….. عوفي)
…….. حسين العطية………….
-مقبرة اليهود
أما (مقبرة اليهود) فقد كانت تقع في الجهة اليسرى للشارع المتجه إلى المستشفى ( خلف دور الشؤون، ولا زالت بعض شواهد القبور شاخصة فيها رغم التجاوز ) وكان فيها ملعب ترابي اكتسب اسمها وكانت تقام فيه مباريات كرة القدم بين شباب محلة باب الزبير أو بين الفرق المحلية في البصرة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي والشارع المتجه من تقاطع المستشفى إلى تقاطع المشراق الجديد حالياً جزء منه واكتسب اسمه لأنه جزء من أرض المقبرة فعلاً
كان في مقبرة اليهود في باب الزبير والتي تقع خلف مركز شرطة الخيالة سابقا ملعب صغير لكرة القدم تقام فيه مباريات بين فرق محلية كفريق محلة الباشا وفريق محلة صبخة العرب وفريق محلة القبلة وفريق محلة نظران وكان من لواعيب فريق محلة الباشا حامي الهدف جليل لفتة ونوري المقص وعبد يكة
بعد المباراة يلتقي الشباب بساحة جاسم فنجان
كانت مقبرة اليهود مشهورة هناك وكان الصغار يخافون منها بعد أن ملئت عقولهم الصغيرة بأنواع قصص الرعب ووجود عصابات يخطفون الأطفال ويدفنونهم أحياء في نفس المقبرة .
كانت هنالك طوفتان من الطين تمتدان على جانبي الشارع الترابي من تقاطع المشراق الجديد إلى منتصفه توجد خلفهما بيوت وبساتين منها بيت الاعلامية حنان عبد اللطيف والمقبرة كانت جزئين يفصل بينهما طريق ترابي نهايته إلى نهر البنا وهو النهر الذي يحاذي المستشفى لينتهي بنهر الخورة عند منطقة (دوَيد)
– منطقة دوَيد
هي جزء من منطقة المطيحة وهي بالاصل مستشفى العزل للامراض المعدية والسارية في ذلك الزمان اسسها الجيش البريطاني بعد احتلالهم للبصرة سنة ١٩١٤ لمرضاهم وسموها باسم احد ضباطهم الأطباء
مستشفى (وليم ديفِد) التي حرفت الى (دوَيد) بدلاً من (ديفِد) وكان بمحاذاتها نهر الخورة وبجانبها مقبرة لدفن الموتى تابعة للمستشفى تسمى (مقبرة الاورفلي) ومكانها بالضبط مكان شارع الوفود حالياً بعد عبور تقاطع دوَيد بمحاذاته نهر البنا والتقائة بنهر الخورة وقد انتهت هذه المقبرة كما اندثرت مستشفى (وليم ديفِد)
تم التجاوز على مقبرة اليهود والقبور و بناء مساكن التجاوز ( حواسم ) على ارض المقبرة
علما ان المقبرة لغاية عام ٢٠٠٣ كانت محافظة على شكلها كمقبرة و تحتوي على العشرات من القبور ومن ضمنها قبر التاجر اليهودي المعروف (شفيق عدس)وكيل شركة فورد الذي اعدم سنة ١٩٤٨، و قبر التاجر اليهودي الذي اعدم أيضا سنة ١٩٦٩ عزرا ناجي زلخا وكانت تهمتهم التجسس لصالح إسرائيل و قبور اسرة بيت لاوي وكلاء شركة شفرولية في البصرة و اسرة بيت خضوري و غيرهم من الاسر اليهودية المعروفة في البصرة آنذاك ..
– مقبرة الارمن
وتقع خلف سجن البصرة المركزي القديم المقابل للمستشفى الجمهوري والتي دفن فيها طبيب العيون الدكتور شوارش مارديروسيان
-ملعب بين جبلين
وعبر نهر البنا وتجاوز خط النخيل تبدأ أرض صحراوية تمتد إلى الزبير وسفوان بدايتها كان هنالك ملعب تكثر فيه مباريات كرة القدم هو ملعب (بين جبلين) ولأن ساحته ترابية كان نهر البنا هو المغتسل للاعبين بعد كل مباريات وللسباحة وصيد الأسماك.
ويقال إن ساحة بين جبلين سويت من قبل القوات البريطانية التي دخلت البصرة سنة ١٩١٤ وعسكرت في تلك المنطقة وشيدت مستشفى مود ( مستشفى البصرة العام حالياً ) ويقع في الجانب الشمالي والجانب الجنوبي من الساحة تلاّن لايزيد ارتفاعهما عن عشرة أمتار وامتدادهما اكثر من طول الساحة واطلق عليهما بالجبلين وسميت الساحة باسمهما وفي الساحة هدفان، وكانت فرق القوات البريطانية بكرة القدم تجري عليها تدريباتها ومبارياتها، وبعد ذلك استعملت من قبل العراقيين، وخاصة فريق مدرسة القبلة الابتدائية ومتوسطة البصرة، والفرق الشعبية القريبة منها، وكانت تجرى فيها مباريات المدارس الابتدائية بكرة القدم.
….. حسين العطية……
وقد تقلصت ساحة باب الزبير ومعظم الأماكن المذكورة تدريجيا قبل ان تختفي وتختفي معها اجمل الذكريات
وبقيت محلة باب الزبير كغيرها من مناطق البصرة المكتضة ، رفدت الوسط الوظيفي والاقتصادي والفني والاجتماعي والرياضي بكم كبير من المبدعين ومن ذوي العطاء والأثر بكافة الإبداعات.
….. حسين العطيه …..
١٩ / ١٠ / ٢٠١٨
المصدر / صفحة الفيسبوك ” البصريون الاصلاء”